أكدت الشيخة حور القاسمي، رئيس مؤسسة الشارقة للفنون، أن بينالي الشارقة لا ينفصل عن طبيعة الحراك الثقافي والفني في المنطقة، فقد تنامى وتطوّر من خلال تراكم الخبرة وتفاعله مع متغيرات الفنون البصرية والمستجدات التي يحفل بها الواقع الفني، وقد حاول البينالي منذ انطلاقته عام 1993، أن يقدم صورة متكاملة عن التجارب والممارسات الفنية التي يقدمها الفنانون على الصعيد العربي والدولي، على اختلاف أساليبهم وأنماطهم التعبيرية، غير أنّ آليات اختيار المشاركين قد اختلفت في غضون عام 2003، بعد أن أصبح للبينالي بنية مؤسسية تعتمد على وجود «قيّم» له كافة الصلاحيات باختيار الفنانين، وشكل العرض والفعاليات المصاحبة للبينالي، إلى جانب وجود «ثيمة» محددة تنتظم حولها الأعمال المشاركة، في الوقت الذي كانت فيه المشاركات تتم وفق التمثيل الإقليمي والرسمي، حيث كانت الدول المشاركة ترسل ترشيحاتها من الفنانين إلى جانب وجود بعض الدعوات الموجهة بشكل مباشر إلى الفنانين. ومن جهة أخرى، فقد اتسعت نوعية ومساحة المشاركات، حيث ضمت إلى جانب المعارض الفنية، عروضَ الأداء وعروض الأفلام، بالإضافة إلى التكليفات وإنتاج أعمال خاصة للبينالي، وأعتقد أن البينالي استطاع أن يحقق بعض مساعيه في تفعيل الفنون البصرية ودعم التجارب النوعية، وإدراج البرامج المجتمعية في عروضه من أجل تعميق التفاعل والانخراط مع البيئة المحلية. ولفتت الشيخة حور القاسمي، إلى أن من بين جديد النسخة الثالثة عشرة من بينالي الشارقة، اختيار القيّمة كريستين طعمة، مدير «أشكال ألوان» في بيروت، لتنظيم الدورة الحالية للبينالي، والتي اختارت بدورها مفهوم «تماوج» كثيمة ناظمة للمشاركات الفنية، وذلك من خلال أربع كلمات رئيسة، هي: الماء، الأرض، المحاصيل والطهي، وذلك في محاولة للوقوف على أهم المكونات الحياتية وتداخلاتها مع الفنون البصرية، في صياغة تتجاوز الفصل بين الإبداعي واليومي، وبين الخيالي والواقعي، وتستشرف في الوقت نفسه منظومة جمالية وثقافية يمكن أن تسهم في إغناء الحياة التي نعيشها. وتابعت: من هنا تم اقتران عروض البينالي مع منصّة النشر الإلكتروني tamawuj.org، والمكتبة الإلكترونية «شبشب»، بالإضافة إلى برنامج عروض الأفلام والبرنامج التعليمي المتشابك مع طروحات البينالي، والذي تَجسّد على شكل «مدرسة بينالي الشارقة 13»، بحيث يستمر طيلة عام كامل، ويغطي مختلف مدن الشارقة في المنطقة الشرقية والوسطى. ... المزيد
مشاركة :