فاقد الشيء لا يُعطيه – نص عبدالله الخلف

  • 10/23/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

إذا كانت الأمور تسير وفق القوانين الدولية فهذا هو الأصل، أما إذا كان ذلك اغتصاباً ونهباً فالأمر يقع خلافاً لقوانين التاريخ والجغرافيا والقوانين العامة. طرح أحرار من المفكرين الغربيين تساؤلات بهذا الخصوص منها ما القيمة القانونية لوعد بلفور؟ أجاب عن هذا السؤال د. باد فان استاذ القانون الدولي في جامعة السوربون في فرنسا، ورئيس محكمة العدل الدولية، بعد الحرب العالمية الأولى قائلاً «لا يمكن لأي دولة أن تمارس اختصاصاتها لتلحق الضرر بدول وشعوب أخرى»، إن القانون الدولي ليعترف لبريطانيا بحقها في ممارسة اختصاصاتها داخل حدودها في بلادها وعلى مواطنيها، ولكن فلسطين التي يسكنها العرب منذ 13 قرناً لم تكن قط أرضاً بريطانية، لذا فإن وعد بلفور وثيقة لا قيمة لها، ولا تلزم الشعب الفلسطيني ولا العرب بأي حال، لأن الدولة التي منحت لم يكن لها الحق في السيادة على فلسطين، وبريطانيا لم يكن لها حق السيادة على فلسطين، لأن ما أخذته كان تعسفاً في غياب الشعب الفلسطيني صاحب الحق والسيادة على أرضه فلسطين، مؤامرة عالمية قادتها الصهيونية العالمية شارك فيها ملوك وقياصرة وأموال وشراء اختراع (الديناميت) من الصهيونية إلى بريطانيا، وامتلاك وسائل الإعلام العالمية بما فيها صحف عربية رائدة. وتعهدت بريطانيا أن تنجز كل حاجات إسرائيل وتنفيذ كل المشاريع لها، وجاءت كل التوصيات في مقررات مؤتمر حزب المحافظين البريطاني السرية، وكذلك المذكرة التي قدمها السير هربرت صموئيل البريطاني الصهيوني وزير المواصلات البريطاني، لكي يتسنى تنفيذ المخطط الصهيوني على أرض فلسطين. نفوذ صهيوني الصهيونية العالمية فيها من قوة التأثير بالمال والإعلام إلى درجة أنها تُنصّب رؤساء وملوكا وتُسقطهم وإن كانوا حلفاء لها، هذه الخطة تقوم بتنفيذها بعض دول الغرب، وعندما وقف يهود فرنسا ضد رئيسهم الجنرال ديغول لأنه عارض الاعتداء على ثلاث دول عربية واحتلال أراضيها سنة 1967 عزلوه وهو رئيسهم التاريخي، هكذا أُرغم على التخلي عن الحكم وإن حصل على %60 من أصوات الناخبين، وتلقى ديغول إهانات من يهود أميركا وأعلامهم وأموالهم، لقاء ديغول هذه الإهانة المذلة حتى أوصى بعدم إقامة جنازة رسمية له عند وفاته، وأوصى أن تكون جنازته محدودة بقريته وبين أهله. ثم وجه يهود أميركا للرئيس الفرنسي جورج بومبيدو وهو نازل ضيفاً رسمياً على الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون، إهانة وعدم ترحيب لذا تعلم الرئيس ساركوزي الدرس فانقاد إلى اليهود في بلاده وفي أميركا وحيث كانوا، وكأن أميركا العظمى بيد يهودها، وهناك من يقول إن معظم القوى العالمية تحت هيمنة الصهيونية العالمية. وعندما أُنجز وعد بلفور بشّر وزير الخارجية البريطاني اللورد روتشيلد قال يخاطبه «عزيزي اللورد يسرني أن أبلغكم أن صاحب الجلالة أعلن عن وثيقة تنطوي علانية على العطف على رغبة اليهود الصهيونيين في إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي». منعطف خادع دولة الكويت احتضنت الفلسطينيين في كل الأحوال السياسية حتى والبلاد محتلة من الجيش العراقي، كان المغفور له الشيخ جابر الأحمد من أولويات كلمته في مجلس الأمن الدولي ذكر القضية الفلسطينية وحقوقها. مكتب منظمة التحرير في الكويت ترأسه أحد الأساتذة المربين وأحد أفراد البعثة التعليمية الفلسطينية في البلاد الأستاذ خير الدين أبو الجبين أثناء عمله في وزارة الكهرباء وصدر فيه قرار في أول يناير 1965 كمنتدبٍ من الحكومة الكويتية، معاراً ومديراً لمكتب المنظمة في الكويت.. لقيت القضية الفلسطينية دعماً من الحكومة والشعب، وتعلم أبناؤهم في المدارس الحكومية عدة أجيال، وكان لهم مشاركة في أجهزة الدولة والأعمال التجارية، إلى أن جاء المنعطف المخادع في احتلال الكويت، فصارت منظمة التحرير مؤازرة للاحتلال في المحافل العربية والدولية، وخاصة عندما خلعت رداء العرفان في مؤتمر القاهرة في 10/8/1990 عندما قال ياسر عرفات مقولته المثيرة للسخرية: ضعوني في صاروخ واقذفوني إلى بغداد، جَنَتْ المنظمةُ على شعبها في الكويت. أما علي عبدالله صالح فأنكر كل ما قامت به الكويت من بناء البنية التحتية في اليمن من نشر التعليم ومصاريفه والخدمات الصحية، وبنت جامعة صنعاء ومعاهد تعليمية أخرى، نكث علي صالح كل الروابط وأيد غزو العراق للكويت، رغم حب الشعب اليمني للكويت وتقديره لخدماتها الجليلة، وبعد معاهدة «كامب ديفيد» غيرت المنظمة مسيرها. وكما قال شمعون بيريز في كتابه «مستقبل إسرائيل»، وكتابه الآخر «الشرق الأوسط الجديد» ان اسرائيل هي التي تختار وتُصادق على اختيار أعضاء السلطة الفلسطينية، حتى أبعدت السلطة الشعب الفلسطيني عن الشعب العربي الذي ناصر القضية وضحى لها بالمال والأرواح. عبدالله الخلف

مشاركة :