دمشق، موسكو - وكالات - أعدم تنظيم «داعش»، الذي مُني بهزائم متلاحقة في سورية والعراق، عشرات المدنيين في مدينة القريتين السورية خلال 20 يوماً من سيطرته عليها قبل أن تطرده قوات النظام منها قبل يومين. وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، أمس، أن التنظيم «أعدم أكثر من 116 مدنياً بدافع الانتقام، متهماً إياهم بالعمالة لقوات النظام»، وذلك خلال سيطرته على المدينة التي امتدت من مطلع الشهر الجاري حتى السبت الماضي، فيما أوردت مصادر أخرى حصيلة 128 قتيلاً. وأوضح عبدالرحمن أن «السكان وجدوا الجثث في منازل وشوارع المدينة ومناطق أخرى فيها بعد سيطرة قوات النظام عليها»، مشيراً الى أنه تم إعدامهم «بالسكين أو بإطلاق الرصاص عليهم». وأضاف أن غالبية القتلى جرى إعدامهم خلال اليومين الأخيرين اللذين سبقا سيطرة قوات النظام على المدينة، مشيراً الى أن «بعض السكان شهدوا على عمليات الإعدام». وكان «داعش» سيطر في الأول من أكتوبر الجاري على مدينة القريتين بريف حمص الشرقي، في هجوم مُباغت بعد أكثر من عام على طرده منها. وبعد عشرين يوماً، تمكنت قوات النظام بدعم جوي روسي، السبت الماضي، من استعادة السيطرة على المدينة بعد محاصرتها ثم انسحاب باقي عناصر التنظيم المتطرف منها. وحسب عبدالرحمن، فإن «معظم عناصر التنظيم الذين شنوا الهجوم كانوا من الخلايا النائمة في المدينة، وبالتالي كانوا يعرفون أهلها والموالين للنظام منهم». وسيطر التنظيم المتطرف مطلع أغسطس 2015 للمرة الأولى على القريتين التي كانت تعد رمزاً للتعايش بين المسلمين والمسيحيين في سورية منذ قرون. وعمل التنظيم إثر ذلك على تدمير دير أثري من القرن السادس ميلادي وإحراق عدد من الكنائس. كما خطف وقتها 270 من سكانها المسيحيين واحتجزهم في قبو تحت الأرض لمدة 25 يوماً، وفق شهادات ناجين. وكان عدد سكان القريتين يقدر بنحو ثلاثين ألف شخص بينهم 900 مسيحي قبل بدء النزاع في منتصف مارس 2011. وفي محافظة حمص حيث تقع القريتين، لا يزال التنظيم المتطرف يسيطر على عدد من القرى شمال مدينة السخنة في الريف الشمالي وعلى منطقة صحراوية محدودة تمتد حتى الحدود العراقية. وفي جديد تطورات دير الزور، أفاد المرصد أن اتفاقاً تم التوصل إليه بين وجهاء وأعيان مناطق شرق نهر الفرات وبين تنظيم «داعش» يقضي بانسحاب الاخير من قرى وبلدات تحت سيطرته وتسليمها الى «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. وأوضح المرصد، في بيان مساء أول من أمس، ان مقاتلي التنظيم انسحبوا من قريتين في أقصى ريف دير الزور الشمالي على ان تتم عمليات انسحاب متتالية من مناطق أخرى، وفقاً للاتفاق. وتركزت المفاوضات بين وجهاء وأعيان من دير الزور حول انسحاب «داعش» من القرى والبلدات والمناطق المتبقية من منطقة خشام الى بلدة هجين بمسافة نحو 110 كيلومترات من الضفاف الشرقية لنهر الفرات، إضافة لكامل المنطقة المتبقية في الريفين الشمالي والشمالي الشرقي الممتدة حتى ريف بلدة الصور وتسليم هذه المناطق الى قوات «قسد». في سياق متصل، قال وزير الإعلام السوري محمد رامز ترجمان، إن الحكومة السورية لا تعتبر أي أرض محررة إلا بدخول قوات الجيش السوري إليها، ورفع العلم الوطني فوق مبانيها. واعتبر ترجمان، في مقابلة مع وكالة «نوفوستي» الروسية للأنباء، امس، أن ما حدث في الرقة وخروج تنظيم «داعش» الإرهابي منها أمر إيجابي، لكن من الضروري أن تدخل القوات السورية المدينة وذلك بغض النظر عمن كان فيها، تحت ما يسمى تنظيم «داعش» أو أي منظمة أو كتلة أخرى. وأضاف ان دمشق لا تعتبر أي مدينة محررة إلا بدخول الجيش السوري ورفع العلم الوطني فوقها، وهذا ينطبق على أي بقعة جغرافية في سورية. كما وصف دخول القوات العسكرية التركية إلى مدينة إدلب، والتواجد العسكري الأميركي في التنف وبعض المناطق الحدودية، بأنه «عدوان سافر» ينتهك السيادة السورية والشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، مشيراً إلى أنه يحق للحكومة السورية الرد عليه بالطريقة المناسبة. في غضون ذلك، توجهت، أمس، قافلة جديدة من التعزيزات العسكرية التركية إلى المناطق الحدودية المحاذية لسورية، حسب ما أفادت وكالة «الأناضول»، موضحة أن القافلة الجديدة تضم 8 شاحنات محمَّلة بمدرعات وناقلات جند. من جهة أخرى، يعاني أكثر من 1100 طفل في منطقة الغوطة الشرقية التي تحاصرها قوات النظام قرب دمشق من سوء تغذية حاد، وفق ما افادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أمس. وتظهر احصائيات أجرتها المنظمة في الأشهر الأخيرة أن 1114 طفلاً في الغوطة الشرقية يعانون من أشكال عدة من سوء التغذية، بينها النوع الأكثر خطورة والمعروف بسوء التغذية الحاد الشديد. وقالت الناطقة باسم المنظمة مونيكا عوض لوكالة «فرانس برس» إن عمليات التقييم الأخيرة تظهر أن «232 طفلاً يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد» وهو ما يتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً لإبقاء الطفل على قيد الحياة، فيما يعاني «828 طفلاً آخرين من سوء تغذية حاد متوسط، كما أن 1589 طفلاً يعتبرون مهددين». وأكدت عوض «وفاة رضيعين، طفلة عمرها 34 يوماً وطفل عمره 45 يوماً جراء عدم كفاية الرضاعة الطبيعية» أخيراً، مشيرة إلى أن «الأمهات لا تحصلن على الغذاء الجيد، ما يجعلهن هزيلات وغير قادرات على إرضاع أطفالهن».
مشاركة :