بينما بدأ وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي أمس زيارة إلى إيطاليا، هيمن عليها ملفا الهجرة والأوضاع في ليبيا، كشف مسؤول تونسي عن وجود نحو 10 آلاف مهاجر غير قانوني عالقين في تونس، ويتحدرون من أصول أفريقية.وتتضمن زيارة الجهيناوي التي جاءت تلبية لدعوة من نظيره الإيطالي أنجيلينو ألفانو ماتاريلا، عقد محادثات في مدينة باليرمو بجنوب إيطاليا، تناقش العلاقات الثنائية والشراكة الاقتصادية بين البلدين، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول قضايا إقليمية، منها التطورات في ليبيا. وذكرت مصادر حقوقية تونسية أن المباحثات سيهيمن عليها ملفا ليبيا والهجرة غير النظامية. وسيتولى وزير الخارجية التونسي رفقة نظيره الإيطالي إعطاء إشارة انطلاق برنامج تظاهرة بعنوان «إيطاليا والثقافات والبحر الأبيض المتوسط»، بهدف تعزيز التبادل الثقافي والعلمي بين البلدين، بحضور شخصيات سياسية ودبلوماسية وأكاديميين.وكانت تونس قد احتضنت يومي 22 و23 سبتمبر (أيلول) الماضي، أشغال المؤتمر الأول لـ«حركات الهجرة في المتوسط»، الذي شارك فيه سياسيون وأكاديميون ونشطاء من المجتمع المدني من بلدان المغرب العربي (تونس والمغرب والجزائر وليبيا) إضافة إلى مصر، ومن أوروبا (إيطاليا وفرنسا وألمانيا والسويد وإسبانيا واليونان وسويسرا). وبحث المؤتمر مختلف الجوانب المتعلقة بحركات الهجرة في البحر الأبيض المتوسط بهدف إيجاد حلول للظاهرة.واحتضنت تونس جولتين من جلسات الحوار السياسي الليبي الأولى من 26 سبتمبر (أيلول) إلى الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، والثانية من 8 أكتوبر إلى 21 من الشهر ذاته دون أن تفضي إلى نتائج ملموسة في انتظار استكمال مراحل الخطة الأممية التي يقودها المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة. وراقب عدد من دول الجوار على غرار الجزائر وتونس ومصر، ودول أوروبية بينها إيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية هذا الحوار وحثت الفرقاء الليبيين على التوصل إلى حلول لإنهاء الأزمة.في السياق ذاته، تحوّلت لجنة تونسية يتقدمها عادل الجربوعي وزير الدولة للهجرة والتونسيين بالخارج خلال الأسبوع الماضي إلى إيطاليا بهدف الاطلاع على أوضاع المهاجرين غير الشرعيين التونسيين والتنسيق مع الجانب الإيطالي حول السبل الكفيلة بالتصدي إلى الهجرة غير الشرعية. وأكد الجربوعي في تصريح إعلامي أن مركز إيواء المهاجرين السريين بجزيرة لامبيدوزا الإيطالية استقبل خلال الفترة بين 10 و14 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، ما لا يقل عن 845 مهاجرا غير نظامي تونسي، بينهم 93 قاصرا. وأوضح أن من بين المقيمين بالمركز 733 رجلا و18 امرأة التحق بهم 20 مهاجرا سريا يوم 16 أكتوبر الجاري.وللتأكيد على استفحال ظاهرة الهجرة غير الشرعية المنطلقة من تونس في اتجاه السواحل الإيطالية، أكد عبد القادر المهذبي المدير العام للتعاون الدولي بوزارة الشؤون الخارجية التونسية وجود نحو 10 آلاف مهاجر غير شرعي عالق في تونس وهم من أصول أفريقية. وقال على هامش مشاركته في مؤتمر إقليمي عقد أمس في العاصمة التونسية حول إشكاليات الهجرة في المنطقة الأورومتوسطية، إن هؤلاء المهاجرين عالقون في تونس باعتبارها بلد عبور نحو الدول الأوروبية، وهم يعملون حاليا في عديد القطاعات في تونس على غرار البناء والفلاحة والخدمات في انتظار الفرصة المناسبة للمشاركة في رحلات الهجرة غير الشرعية.
مشاركة :