تراقب الأوساط السياسية في إسرائيل عن كثب المساعي الأميركية لاستئناف العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، في ظل تقييمات متضاربة، خصوصاً بشأن ما نشرته أمس صحيفة «إسرائيل اليوم» نقلاً عن موظف أميركي كبير تأكيده أن الرئيس دونالد ترامب سيطرح قبل نهاية هذا العام خطة سياسية شاملة لحل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي «يتعين على الطرفين التعايش معها»، وذلك بعد أيام من تقارير تفيد بأن الموفد الأميركي الخاص جيسون غرينبلات يواجه صعوبات في حلحلة الجمود الحاصل، ما جعل اليمين المتشدد يسرع إلى اتهام الفلسطينيين بذلك. والجديد هذه المرة أن مصدر الخبر هو صحيفة يمينية تعتبر بوقاً لرئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، التي أشارت إلى أن عرض الخطة يبدو أكيداً أكثر من أي وقت مضى. وطبقاً للموظف الأميركي الرفيع، فإن الرئيس لا يعتزم الدخول في مفاوضات طويلة مع الأطراف كما فعل سلفه، «ليس لدى الرئيس وقت للعب، هذه خطته وهذا ما سيكون وليس كما نشر في إسرائيل نهاية الأسبوع الماضي، أو قبولها أو رفضها. الرئيس لا يريد أن يجد نفسه في مفاوضات طويلة، يتوقع أن تعلق، لإدراكه أنه إذا ما أتاح للطرفين هامشاً واسعاً للتفاوض فإنهما سيماطلان». ورداً على سؤال حول مضمون الخطة المتوقع طرحها، قال الموظف الأميركي إن بعض فقراتها سيقلق جهات إسرائيلية، «ويمكن أن تكون إسرائيل راضية بنسبة 50 في المئة من الخطة، كذلك الفلسطينيون بالنسبة ذاتها». وزاد أن الهدف هو منع وضع يجلس فيه الطرفان ساعات طويلة في غرفة مغلقة، وكل ما يقومان به هو تبادل اتهامات». وفي موازاة الخطة ذاتها، فإن الرئيس ترامب سيقود أيضاً خطوة نحو التطبيع بين العالم العربي وإسرائيل على نحو يسهّل على الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني تمرير الخطة داخلياً، «فإسرائيلياً سيعني التطبيع مع العالم العربي خطوة كبيرة من ناحية اقتصادية وديبلوماسية. وفلسطينياً، سيتيح الأمر لرئيس السلطة محمود عباس اتخاذ قرارات تاريخية من خلال التشاور ومرافقة دول عربية». وأشار الموظف الأميركي إلى «الخطوات الدراماتيكية» لمصلحة إسرائيل التي يقودها ترامب في الأسابيع الأخيرة، مثل انسحاب الولايات المتحدة من منظمة «يونسكو»، أو الخطاب الذي ألقاه بشأن الاتفاق النووي الإيراني، «وهذا ليس صدفة، إذ أراد الرئيس أن يدرك الجمهور في إسرائيل والائتلاف الحكومي أنه لن يسمح لأحد بأذية إسرائيل، ومن جهة أخرى فإنه يريد حلاً تاريخياً للصراع العربي الإسرائيلي». وتابع الموظف أنه «لا يمكن إسرائيل أن تتوقع طاقم موفدين أميركيين إلى الشرق الأوسط أفضل من الحالي، الذي يضم ثلاثة يهود متدينين يعتمرون الطاقية الدينية: غرينبلات وجاريد كوشنير وديفيد فريدمان (السفير الأميركي في تل أبيب)»، واصفاً الأوليْن بـ «المتفائلين اللذين يؤمنان أنه بوسع امتيازات اقتصادية أن تحسن الوضع السياسي»، بينما يبدو فريدمان «واقعياً أكثر مع قدمين على الأرض» ولا يرى أن خطة ترامب سهلة التنفيذ. وختمت الصحيفة بأن جهات سياسية إسرائيلية اطّلعت على الخبر ردت بأن خطة الرئيس يمكن أن تتسبب في «زلزال سياسي» في إسرائيل، «وإذا كان هناك ما يهدد الائتلاف الحكومي اليوم، فإنها خطة ترامب».
مشاركة :