كشف رئيس مجلس إدارة الصندوق الوطني لرعاية وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، عبدالله الجوعان، أن الصندوق يتباحث حالياً مع شركتي «إيكويت» و«KOC» ومعاهد أبحاث عدة، لخلق فرص لمشاريع صغيرة ومتوسطة للشباب الكويتيين، يمكن تطبيقها على أرض الواقع. وأوضح الجوعان خلال الحلقة النقاشية الأولى في مؤتمر «تمكين الشباب» أول من أمس، والتي كانت بعنوان «فرص الشباب في قطاع الطاقة» وشارك فيها كل من نائب الرئيس التنفيذي للحفر والتكنولوجيا في شركة نفط الكويت (KOC)، أحمد العيدان، والرئيس التنفيذي في شركة «ايكويت» للبتروكيماويات محمد حسين، أن دور الصندوق لا يقتصر على تمويل المشروعات بل يعمل على خلق فرص تطويرية وفرص عمل وتدريب، وتنمية الاقتصاد، مؤكداً أنه في حال توفُّر أي فكرة يمكن تحويلها إلى مشروع ناجح فإنه لن يدخر جهداً في دعمها. وأكد الجوعان أهمية تعزيز الفرص الموجودة للشباب في أكثر من قطاع، وأن يكون التوجه نحو التعديل بما يتماشى مع تحقيق الدعم المستهدف للشباب ومشروعاتهم. من جانبه، قال حسين، رداً على سؤال حول آلية التوظيف في القطاع النفطي، أن التوظيف في هذا القطاع يجب ألا يكون من أجل التوظيف فقط، مؤكداً أنه مع سياسة التكويت لكن بشرط أن تكون بالطريقة الصحيحة، من دون إعادة خطأ القطاع الحكومي في التوظيف العشوائي. وأضاف أن آلية التوظيف في «إيكويت» محددة وتتبع نظاماً محدداً بعيداً عن الواسطات، مبيناً أنها تأخذ من 3 إلى 4 أشهر على حسب عدد المتقدمين. وقال إن نسبة إنتاج البلاستيك في الكويت تخطت الـ 400 في المئة ووصلت إلى 60 طنا في السنة، موضحاً في الوقت نفسه أن هذ الرقم لا يمثل سوى 5 في المئة من قدرة «إيكويت» الإنتاجية. من ناحيته، قال العيدان إن «KOC» كقطاع حكومي خاص ملزمة بأرقام محددة لاستيعاب مخرجات الجامعة، ولكنها في الوقت نفسه تخضع المتقدمين إلى اختبارات عدة جميعها محسوبة لقياس مدى كفاءة المتقدم. ولفت إلى أن المتقدمين يجرون مقابلة شفهية بعد اجتيازهم جميع الاختبارات، موضحاً أن درجتها لا تتعدى 5، لأن الشركة تسعى إلى تحجيم الواسطات والتي تعتبر نوعاً من أنواع الفساد. وأفاد العيدان أن الشركة تضطر إلى الاستعانة بالعمالة الوافدة، لأن هناك أعمالاً بحاجة إلى خبرات كبيرة غير متوفرة لدى العمالة الوطنية، لافتاً إلى أنها تمضي وقتاً طويلاً في تدريب الكويتيين. وكانت الحلقة النقاشية الثانية بعنوان «فرص الشركات الناشئة في القطاع الخاص»، وشارك فيها كل من رئيس مجلس إدارة مجموعة الساير القابضة، بدر الساير، والرئيس التنفيذي للأعمال والحلول في شركة زين حمد المرزوق، ورئيس قطاع الخدمات المصرفية للشركات في بيت التمويل الكويتي أحمد الخرجي. من جانبه، قال الساير إن منع الاحتكار يزيد المنافسة ويفتح المجال للتعاون مع الآخرين، مؤكداً أن التركيز والتخصص هما أسرار النجاح. وأوضح الساير أن الشركة تقدم جميع الاستشارات المطلوبة لأصحاب المشاريع الصغيرة، مبيناً أن المجموعة وخلال السنوات الأخيرة عملت على توسيع نطاق أعمالها لتشمل 3 قطاعات حيوية وهي الأكل والصحة والتعليم. من ناحيته، نصح المرزوق الشركات الكبيرة بأن تتعلم من طريقة إدارة الشركات الصغيرة، مبيناً أن «زين» ومن منطلق إيمانها بالشباب الكويتي وقدراته، أنشأت قطاعاً كاملاً يسمى «زين أعمال» متخصص بجميع أنواع الشركات الكبيرة والصغيرة. ولفت المرزوق إلى أن الشركات الصغيرة تدفع الاقتصاد الوطني بشكل كبير، داعياً المبادرين إلى التركيز على فكرتهم وترك أمور الدعم والحلول لـ «زين»، مبيناً أنها تقدم الدعم الكامل للوقوف على قدميه والوصول إلى قمة النجاح. وعلى هامش الجلسة الثالثة، قال الرئيس التنفيذي للعمليات في «مايكروسوفت» أوروبا الشرقية، سايمون إينسلي «يحتاج المرء إلى قضاء الوقت في النظر إلى الوراء بقدر ما يحتاج للتطلع إلى الأمام، فمعظم الدروس التي يمكن أن نتعلم منها تأتي من تجارب الفشل التي نمر بها». وأضاف إينسلي، الذي تحدث عن الدروس المستفادة من تراجع نوكيا في عام 2010، فذكر ثلاثة دروس رئيسية لأصحاب الأعمال التجارية التي يجب أخذها في الاعتبار عند التعامل مع الفشل، وهي التعاون بدلاً من التنافس، فالتعاون والمشاركة لهما أهمية مماثلة للمنافسة، والاستعداد للتغير والتكيف مع التغيرات، لافتاً إلى أن الدرس الثالث فهو أن الأخبار السيئة يجب أن تتوفر بشكل أسرع من الأخبار السارة لمن يشغلون مناصب عليا. وتحدثت محلل الخدمات المصرفية الاستثمارية في شركة غولدمان ساكس، سارة أبو شعر عن أهمية تعليم وتمكين الشباب في الدول العربية للاستفادة الكاملة من طاقاتهم حيث قالت «أنتم الشباب، وليس النفط، تشكلون أكبر احتياطيات الطاقة في العالم العربي، ومستقبلنا ساطع إن كنا نستطيع تمكينكم واستثمار قدراتكم». والجدير بالذكر أن «تمكين» ستعلن اليوم الفائز بجائزة «الراي- تمكين» للأفلام القصيرة، والتي تتمثل في دورة تدريبية في نيويورك لإنتاج فيلم أكاديمي، بالإضافة إلى رسوم التسجيل والسفر والإقامة.
مشاركة :