القاهرة – «القبس» | عقد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي جلسة مباحثات موسعة ومطولة أمس مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الاليزيه ضمن زيارة لفرنسا تستغرق عدة ايام، التقى خلالها بعدد من المسؤولين الفرنسيين وممثلي الشركات الفرنسية. وأكد الرئيسان المصري والفرنسي على أن مكافحة الإرهاب تحظى بأولوية مشتركة بين البلدين لأنه يهددهما وقد عانيا من آثاره السلبية. وقال الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحافي مشترك ان هناك تعاونا مستمرا بين البلدين لمجابهة الإرهاب، وأنه أكد للرئيس السيسي دعم فرنسا للبرنامج الاقتصادي الطموح الذي تنفذه مصر منذ سنتين، «والتزامنا المحسوم ضد الإرهابيين، ليس في المعارك العسكرية فقط، وإنما في الضمائر، كما اتفقنا على تطوير العلاقات الاقتصادية في كل القطاعات، مثل النقل والسكك الحديدية». وأعلن الرئيس الفرنسي انه ليس «في وارد إعطاء دروس» لأي دولة في مسألة حقوق الانسان. وقال ماكرون «أنا مدرك للظروف الامنية التي يتحرك فيها الرئيس السيسي، لديه تحدي استقرار بلاده ومكافحة التطرف الديني»، مضيفا «أؤمن بسيادة الدول ولا اعطي دروسا للاخرين كما لا احب ان يعطي احد بلادي دروسا». فيما أكد الرئيس المصري انه تم التباحث حول سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات وبحث الملفات الإقليمية، مشيرا إلى أن مصر تواجه الإرهاب على أراضيها والذي لا يهدد مصر فقط وإنما يهدد الشرق الأوسط وأوروبا والعالم كله، مؤكدا ان مصر حريصة على حقوق الإنسان وان الحقوق لا تقتصر فقط على الحقوق السياسية وإنما هناك حقوق التعليم والصحة والتي نعاني من قصور فيها ونسعى لإصلاحها، مشيرا الى اننا نواجه إرهابا شرسا وهناك الملايين المتضررين منه، فأين حقوق هؤلاء؟ 17 اتفاقية وقال المتحدث الرئاسي المصري ان لقاء الرئيسين تضمن التوقيع على 17 من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين، كما أن السيسي التقى وزيرة الدفاع لرونس بارلي، والرئيس التنفيذي لشركة داسو للصناعات الجوية المصنعة لطائرات الرافال ايريك تاربييه، بالإضافة إلى وزير الاقتصاد والمال الفرنسي ولقاءات مع ممثلي الشركات الفرنسية بهدف تعزيز دور هذه الشركات واستثماراتها في مصر. وأفادت تقارير فرنسية بأن التعاون الأمني والصفقات العسكرية تحظى بأهمية كبيرة خلال اللقاءات التي يجريها الرئيس المصري في باريس. وقالت مجموعة Quwa الإعلامية الدولية المتخصصة في مجال الدفاع أن وزارة الدفاع الفرنسية مهتمة ببيع صفقة لمصر من القاذفات الهوائية من طراز A400M وطائرات هليكوبتر من طراز NH90، وهذه المبيعات المرتقبة تبلغ قيمتها مليارات الدولارات. الإخوان وقرار الشعب في غضون ذلك، قال الرئيس المصري في حوار مع فضائية «فرانس 24»، ان إجراء مصالحة مع جماعة الإخوان في فترة حكمه للبلاد ليس قراره وإنما «قرار الشعب»، مشيرا إلى أن الشعب المصري في حالة غضب شديد ويجب على الآخرين وضع ذلك في الاعتبار. وحول الأزمة القطرية، قال إن مصر والسعودية والإمارات والبحرين تقدمت بعدة مطالب لقطر، بينها عدم التدخل في شؤون الآخرين وإيقاف الدعم للإرهابيين، مستطرداً: «مصر سياستها ثابتة بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى ونطالب الدول الأخرى بعدم التدخل في شؤون مصر، ومطالب الدول الاربع واضحة وإذا أرادوا التعاون فالرد واضح». وأضاف: «لا أسمي دولا بعينها، لكن هناك دولا تقوم بتمويل الإرهاب بالمال والسلاح وتدريب المقاتلين بالإضافة للدعم المعنوي والإعلامي والسياسي أيضاً وعلى هذه الدول التوقف من أجل استقرار مصر والعالم الذي يدفع ويلات هذا الإرهاب، ونحن نتحدث عن ملايين المهجرين واللاجئين والناس الذين تم قتلهم في سوريا والعراق ودول أخرى كثيرة». وأكد «اننا مع دول الخليج في حفظ أمنها واستقرارها، ومصر جزء من الأمن القومي العربي الذي يشمل أمن واستقرار دول الخليج»، مشددا على أن «مصر تدعم أي إجراءات تضمن استقرار دول الخليج». وحول العلاقات مع إيران، قال: «علاقتنا مقطوعة مع إيران منذ قرابة الـ40 عاما، ونسعى لتخفيف التوتر الموجود وضمان أمن أشقائنا في الخليج». وحول أوضاع الحريات في مصر، قال انه لا يوجد معتقل سياسي في مصر، وهناك إجراءات تقاض حقيقية يتم من خلالها مراعاة كل الإجراءات القانونية طبقاً للقانون المصري، وليس لدينا سجناء سياسيين، ولا يريد اتهام منظمات حقوق الإنسان بشيء، لكنهم يحتاجون الى أن يتعرفوا على الموقف في مصر أكثر، حيث أحياناً يتناول الإعلام هذه المسائل بشكل غير حقيقي، مشيراً إلى أن هناك حملة ممنهجة ضد مصر. وأعرب الرئيس المصري عن خشيته من انتقال أعضاء من تنظيم داعش الى مصر وليبيا وغرب افريقيا بعد الهزائم التي مني بها التنظيم في كل من سوريا والعراق.
مشاركة :