زعيم المحافظين في النمسا سيباستيان كورتسي يوجّه دعوة لحزب الحرية اليميني المتشدد وزعيمه هاينز كريستان شتراخه للمشاركة في تشكيل الحكومة الجديدة.العرب [نُشر في 2017/10/25، العدد: 10792، ص(5)]يطمح لتغيير النمسا فيينا - أعلن زعيم المحافظين في النمسا سيباستيان كورتس، الثلاثاء، أن مشاوراته لتشكيل الحكومة الجديدة لن يقصى فيها اليمين المتشدد بعد أن وجّه له دعوة بالمشاركة فيها. وقال كورتس “تمت دعوة حزب الحرية اليميني المتشدد وزعيمه هاينز كريستان شتراخه للبدء في محادثات لتشكيل الحكومة”. وأضاف “في محادثاتي مع شتراخه، تولّد لديّ انطباع بأن هناك إرادة قوية لتشكيل سياسة ورغبة في تغيير النمسا معا”. وجاء رد شتراخه سريعا، حيث أعلن قبوله عرض المفاوضات لتشكيل الحكومة، لكنه حذّر من أن المباحثات لن تكون ناجحة بالضرورة. وقال “لا ينبغي أن يعتقد أحد أننا سنجعل الأمر سهلا على حزب الشعب”. وأظهرت الانتخابات البرلمانية التي شهدتها النمسا مؤخرا تحوّلا نحو اليمين، وحقق فيها كورتس انتصارا، بينما حقق حزب الحرية مكاسب قوية. وتتفق وجهات نظر حزب الشعب بزعامة كورتس وحزب الحرية حول العديد من القضايا، ومن بينها خطط ضبط الهجرة وتخفيض الضرائب المفروضة على ذوي الدخول المنخفضة. وبينما يرى حزب الشعب نفسه حزبا مواليا لأوروبا، فإنه يتشارك مع حزب الحرية في وجهة نظره بأنه يتعيّن على الاتحاد الأوروبي التركيز على القضايا الرئيسية مثل الأمن وترك الدول الأعضاء تتعامل مع القضايا الأخرى. وأشار كورتس الذي يتولى منصب رئيس الوزراء إلى أن هناك خلافات بين الحزبين، إلا أنه أضاف “حيثما توجد إرادة، يوجد طريق”. وإذا ما اتفق الجانبان على شروط تشكيل التحالف، فإن هذه ستكون المرة الأولى منذ 2000-2005 التي يكون فيها اليمين جزءا من الحكومة النمساوية. وأعلن الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي كان يتولى السلطة في النمسا الاثنين أنه سيضطلع بدور المعارضة في السنوات المقبلة. وقال كريستيان كيرن المستشار المنتهية ولايته “يجب اعتبار هذا الإعلان بأنه ثقل موازن واضح ضد الشعبوية اليمينية في النمسا”. وقال كورتس في وقت سابق إنه سيحتاج إلى إجراء مشاورات غير رسمية إضافية قبل الإعلان عن الحزب الذي سيبدأ معه محادثات تشكيل ائتلاف في وقت لاحق من الأسبوع الجاري. لكنه أشار إلى أن “هدفي هو تشكيل حكومة مستقرة بحلول عيد الميلاد”، مشيرا إلى أن مفاوضات الائتلاف بالنمسا تستمر لمدة 60 يوما في المتوسط.
مشاركة :