9 فائزين بجائزة الإبداع الثقافي في سلطنة عمان بقلم: زكي الصدير

  • 10/25/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

9 فائزين بجائزة الإبداع الثقافي في سلطنة عماناحتفت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء مساء الاثنين بمقرها في مرتفعات المطار، بالفائزين بجائزة الإبداع الثقافي لأفضل الإصدارات لعام 2017، تحت رعاية الدكتور يحيى بن محفوظ المنذري رئيس مجلس الدولة. وشمل الحفل الذي نظمته الجمعية بهذه المناسبة تكريم شخصيتي العام الثقافيتين، الذي ناله هذا العام كل من الأديب أحمد الفلاحي، ومكتبة دار الكتاب العامة بصلالة.العرب زكي الصدير [نُشر في 2017/10/25، العدد: 10792، ص(15)]حسن المطوشي أثناء تسلمه لجائزة الشعر أعلنت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء الثلاثاء، عن الفائزين بجائزة الإبداع الثقافي في الدورة التاسعة، بفرعيها الخاصين بالإصدارات والإنجاز الثقافي خلال سنة 2017. التاريخ والنقد في فرع الإصدارات التاريخية، اطلعت لجنة التحكيم على الكتب المقدمة إليها من قبل الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، وعددها ستة إصدارات، جميعها تشكل إضافة مهمة إلى المكتبة التاريخية العمانية، وبعد مداولات ودراسات جادة ومستفيضة تحرى فيها المحكمون الموضوعية والمنهجية تجاه الإصدارات المحكمة، ووفقا للمعايير التي وضعتها اللجنة وأبرزها عنوان الدراسة، وسلامة اللغة المستخدمة ووضوحها، إضافة إلى منهجية البحث، ومدى الالتزام بالمصادر والمراجع، قررت اللجنة منح الجائزة مناصفة بين الإصدار المعنون بـ”جمال عبدالناصر والحركات السياسية في عمان” لمؤلفته رنا بنت حمدان بن سيف الضويانية، وكتاب “المنزفة: بيوتها الأثرية – تراجم أعلامها وهجرتهم إلى الدريز وغيرها من البلدان في عمان وأفريقيا الشرقية” لمؤلفه يعقوب بن سعيد بن يحيى البرواني. وقد رأت اللجنة، المكونة من الباحثين عبدالله بن سعود أبوسعيدي، وإبراهيم بن يحيى البوسعيدي، وموسى بن سالم البراشدي أن الإصدارات الفائزة قد استحقت الفوز لأن أصحابها قدموا منهجية واضحة، وعالجوا النتائج بطريقة متدرجة ومتكاملة، كما أنها حققت الشروط المنهجية السليمة التي وضعتها الجمعية العمانية للكتاب والأدباء. أما جائزة المخطوطات فقد تقدمت لهذا الفرع ثلاثة أعمال للمنافسة في مجال تحقيق المخطوطات؛ فاتسمت الإصدارات المتنافسة -بحسب لجنة التحكيم- جميعها بتوخي الدقة في ضبط النص وتقديمه للقارئ، كما اشتركت أيضا في كونها تناولت نصوصا تطبع لأول مرة، ولم يسبق أن ظهرت إلى عالم المطبوعات من قبل. وبعد تحكيم الإصدارات رأت اللجنة المكونة من سلطان الشيباني، ومحمد العيسري، ترشيح كتاب “سيرة العلامة منير بن النير الريامي الجعلاني إلى الإمام غسان بن عبدالله اليحمدي” لمحققه الدكتور ناصر بن علي بن سالم الندابي. وفي ما يخص جائزة الدراسات النقدية والأدبية، فقد تقدمت هذا العام لجائزة الإبداع الثقافي في هذا الفرع، ست دراسات أدبية ونقدية، تركز اشتغال ثلاث منها على المنجز العماني السردي والشعري، واشتغال اثنين منها على المنجز العماني والعربي، السردي والشعري، بينما صنف سادسها في حقل الدراسات الفكرية. وذهبت لجنة التحكيم، المكونة من النقاد حمود الدغيشي، وفاطمة الشيدي، وعيسى السليماني، إلى أن دراستين من تلك الدراسات تـمـيـزتا بالاشتغال في المنجز السردي والشعري، والاحتفاء بالدلالات الكامنة وراء النصوص، فضلا عن المنهج العلمي الذي اشتغلت به الدراستان، لذا فإن لجنة التحكيم رأت أن تمنح الدراستين الجائزة مناصفة، وهما: قراءة في مضمرات علي المعمري الروائية، للباحث يوسف المعمري، وأحجـيات السرد، للباحث خالد بن علي المعمري. الإبداع والتحكيم على مستوى الرواية، تلقت اللجنة المكونة من جميلة الجعدية، وعبدالعزيز الفارسي، وحمود حمد الشكيلي، أربعة أعمال روائية تراوحت وفق رأيها بين المتميز والضعيف، فبعضها يحتاج إلى مراجعات لغوية وتدقيق وضبط (لغة وأسلوبا).الجائزة تطورت بعد وضع آليات دقيقة في الشروط والتحكيم، ما حولها إلى هيئة مؤسسية قادرة على الثبات والاستمرار ولفت بيان اللجنة إلى أنه في حين تناولت بعض الروايات أحداثا وشخصيات لا علاقة لها ببيئتنا أو ثقافتنا نجد الأخرى قد تمكنت من الغوص في أعماق شخصياتها وقدمتها في قالب درامي بسيط في أحيان ومعقد في أحيان أخرى، وأشادت اللجنة برواية الكاتبة بدرية البدري “العبور الأخير”، فيما كانت الجائزة من نصيب رواية “سندريلات مسقط” للروائية هدى حمد. أما على مستوى القصة القصيرة فذهبت الجائزة إلى مجموعة “كائناتي السردية” للقاصة ليلى البلوشي. في جائزة الشعر توصلت اللجنة المكونة من هلال الحجري، ومسعود الحمداني، وأحمد الهاشمي بالإجماع إلى منح جائزة الإبداع، في مجال الشعر، مناصفة بين “مكتفيا بالليل” لحسن المطروشي، و”قلب مائل للزرقة” لفاطمة إحسان. وقد وجدت اللجنة أن حسن المطروشي تمكن في عمله “مكتفيا بالليل” من بناء الشعر لغة، وإيقاعا، وتصويرا، فقد جاءت لغته سليمة خالية من العيوب، وانزياحية بعيدة عن التقريرية والمباشرة التي يقع فيها الكثير من شعراء القصيدة الموزونة المقفاة، كما أن المطروشي نجح في هذا العمل في تنويع موسيقاه وإيقاعاته فلم يقع في ما يقع فيه عادة شعراء قصيدة التفعيلة التي يقتصر معظمهم على تفعيلتي الرجز والكامل. أما الصورة في هذا العمل فهي مكثفة ومكتنزة بأبعاد تنم عن معرفة عميقة وتجربة متمكنة. وقد وجدت اللجنة أيضا أن فاطمة إحسان استطاعت أن تتقن كيمياء الشعر في عملها “قلب مائل للزرقة”، رغم كونه باكورة أعمالها؛ فقد جاء هذا العمل بمعان مبتكرة وصور حية تفيض بالحياة، نجحت الشاعرة في توظيفها بلغة رمزية ذات دلالات خصبة عميقة وغامضة غموض الألماس؛ توحي بالجمال ولا تعلنه. وأوصت اللجنة بأن يفصل القائمون على الجائزة الشعر الشعبي عن الشعر الفصيح، وذلك إيمانا منها بأنه -رغم اشتراكهما في معين واحد- لكن لكل واحد منها ضوابطه وخصائصه الفنية المستقلة.اللجنة أوصت بأن يفصل القائمون على الجائزة الشعر الشعبي عن الشعر الفصيح، إيمانا منها بأنه لكل واحد منها ضوابطه وخصائصه الفنية المستقلة ونذكر أنه تم سابقا الإعلان عن الجائزة في فرع الإنجاز الثقافي، التي ذهبت للأديب العماني أحمد الفلاحي، حيث اختارته اللجنة الشخصية الثقافية لعام 2017، كما ذهبت جائزة المشروع الثقافي المكرم لمكتبة دار الكتاب العامة بصلالة. وفي حديث مع “العرب” تحدث الشاعر حسن المطروشي عن فوزه بالجائزة قائلا “لم أكتب يوما من أجل الجائزة. بل الكتابة عندي هي جائزة الحياة الكبرى التي أهداني لها القدر. الجوائز والألقاب أمور شرفية وتكريمية للشاعر تمنحه بعضا من الأمل، كما تعد تعبيرا عن الاحترام والتقدير لعطائه، ولا ينبغي للشاعر أن ينظر إليها أكثر من ذلك. أما مشروعه الشعري والتزامه بالشعر فيجب أن يكون نابعا من إيمانه بتجربته، حين تكون القصيدة معادلا حياتيا بالنسبة إليه”. ويضيف المطروشي”الجوائز لا تزيد ولا تنقص من أهمية الشاعر، ولا سيما في وقتنا الراهن الذي فقدت فيه الجوائز الكثير من قيمتها الأدبية بعد أن دخل في معادلاتها الجمهور والتصويت ولعبة الإعلام، وشركات الاتصال. وما يميز الجوائز الأدبية والثقافية في سلطنة عمان أنها تأتي وفق إجرءات وتقاليد واشتراطات نقدية وفنية صارمة. أنا سعيد اليوم بفوز ديواني ‘مكتفيا بالليل‘ بجائزة أفضل إصدار شعري عماني للعام الجاري، التي تمنحها الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، لينضم الديوان بهذه الجائزة إلى دوانيّ السابقين ‘لدي ما أنسى‘ و‘على السفح إياه‘، اللذين فازا بنفس الجائزة عامي 2008 و2013، لأكون بذلك صاحب الرقم القياسي بين الحاصلين على هذه الجائزة”. من جانبه أكد رئيس الجمعية العمانية للكتاب والأدباء الشاعر سعيد بن محمد الصقلاوي أن الجائزة تطورت بعد وضع آليات دقيقة في الشروط والتحكيم، الأمر الذي حول الجائزة إلى هيئة مؤسسية قادرة على الثبات والاستمرار، وهذا الأمر منح الجائزة أهمية كبيرة لدى الكتاب العمانيين. حيث عمدت الجمعية في فرعي الجائزة على العمل الجاد مع لجان التحكيم لكي يرفعوا من قيمة العمل ومن قيمة الكاتب المبدع عبر الالتفات للإصدارات الحديثة وعبر الالتفات للمبادرات الثقافية التي يقوم بها الأفراد أو المؤسسات.

مشاركة :