خريف السينما.. قليل من الكوميديا وكثير من الرعب

  • 10/25/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

مارلين سلوم هل تمشي السينما مع واقعنا، أم أنها تفرض علينا واقعها، وأحلامها، ويصير المستقبل الذي نراه بعيونها وتوقعاتها هو الغد الآتي فعلاً؟ خيال السينما في معظمه ليس وهماً، أو بعيداً عن المنطق، كما كنا نتخيل، وإنما هو خيال محتمل الحصول. وإذا كان عام 2016 هو عام تألق السينما العالمية، وثراء الإنتاج وغزارته، فإن 2017 لم يأت بما هو أقل منه، وبدا أكثر جنوحاً نحو أفلام الرعب والجريمة والخيال العلمي، وتراجعت فيه الأفلام الكوميدية بينما ندرت جداً الرومانسية. وموسم الخريف الحالي، والشتاء الذي نحن على أبوابه، يشهدان على كثافة هذه النوعية من أعمال الحركة، والعنف، والخيال. كلما قررت الذهاب إلى السينما، تجد أمامك قائمة من الأفلام المشوقة، والموجهة لعشاق الغموض، والجريمة، والحركة، كما تجد أن الخيارات أمام «المشاهدة العائلية» محدودة، لأن أغلبية الأعمال تم تصنيفها 15 عاماً وما فوق، وما على الصغار سوى انتظار «أفلام الكرتون» فقط، ليتسنى لهم الذهاب مع الكبار إلى الصالات والاستمتاع بسحر الفن السابع. علماً بأن من هم دون 15 عاماً، يرفضون حصرهم ضمن هذه الخيارات الضيقة، ويفوقون «أطفال زمان» وعياً وفهماً، ويستغربون كما نحن، قلة إنتاج الأفلام التي تصلح للمشاهدة العائلية بأمان، والابتعاد كثيراً عن عالم الرومانسية والعلاقات الاجتماعية السليمة بلا عنف، أو قتل، أو جريمة، وبطولات خارقة.. من الأفلام التي شاهدناها، وتلك التي سنراها تباعاً في الصالات خلال الخريف، أفلام رعب كثيرة، أبرزها كان «إت» الذي حصد إيرادات عالية جداً، إخراج أندي ماشييتي وتأليف تشايز بالمر وكاري فوكوناغا. هذا العمل اعتبره البعض منافساً حقيقياً لأشهر أفلام الرعب «أنابيل» الذي شاهدنا الجزء الثاني منه في أغسطس/‏آب الماضي. ومن سلسلة أفلام الرعب: «بيبي سيتر»، أو «جليسة الأطفال»، «الشيطان الأمريكي»، «أميتيفيل: الصحوة»، «جيغسو»، «دمنسيا 13»، و«يوم الموت السعيد»، الذي ينطلق عرضه هذا المساء، للمخرج كريستوفر لندن وقصة سكوت لوبدل. أما فيلم «ماذر»، أو «أم» المعروض في الصالات، فهو قصة وإخراج دارن أرونوفسكي، ويقدم النجمة جنيفر لورنس بشخصية مختلفة عما قدمته سابقاً، ويبرزها وسط مجموعة من النجوم: خافيير بارديم وميشال بفايفر وإد هاريس. ويعتبر من الأفلام الجيدة لهذا الموسم. وشاهدنا في الصالات خلال الأسبوع ما قبل الماضي فيلم «جلد الوجه» للمخرجين ألكسندر بوستيو وجوليان موري، تأليف كيم هانكل وتوب هوبر، وبطولة فين جونز وستيفن دروف. الفيلم أقل من جيد، وقائم على فكرة الرعب ليس أكثر.الأفلام «المخيفة» التي تنحصر مهمتها في بث الرعب في نفوس المشاهدين، كانت موجودة منذ زمن بعيد، ولكنها لم تكن تنافس إنتاج الأفلام الكوميدية، والرومانسية، والدرامية. أما وقد صرنا في عالم شديد الواقعية، وشديد العنف في آن، فقد اتجه الإنتاج إلى كل ما يدعم هذه الظاهرة، ليقدم أعمالاً مملوءة بالحركة، والسرعة، والمنافسة، والبطولات الخارقة، وطبعاً العنف والجريمة، وتراجعت جرعة الضحك لتصير «الكوميديا» هي العملة النادرة. حين نقول «أفلام رعب»، فنحن لا نعني بها «الجريمة»، فهذه لها أعمالها الخاصة، التي تتداخل مع الخيال العلمي حيناً، ومع الحركة حيناً آخر. هذه الفئة هي الأكثر بروزاً وانتشاراً وجماهيرية، وإن لم تكن كلها ناجحة وتستحق التوقف عندها. ولا ننسى أن «الإرهاب» أصبح من العوامل الأساسية المحركة للقصص السينمائية عالمياً.ومن أفلام الجريمة والموصولة بالخيال العملي في الموسم الحالي: «رجل الثلج» أو «سنومان»، المقتبس من رواية بالاسم نفسه لجو نيسبو، إخراج توماس ألفردسون، وبطولة مايكل فاسبندر الذي تألق سابقاً في دور «ستيف جوبز» في فيلم بالاسم نفسه، كما شارك في سلسلة أفلام «إكس مان» ويعود معه بجزء جديد عام 2018 بعنوان «عنقاء الظلام». فاسبندر لم يستطع إنقاذ «رجل الثلج» من الفشل، بل لم يبد النجم في قمة أدائه، ولا شك في أن الإخراج والحبكة الدرامية الضعيفة، لهما الدور الأبرز في سقوط العمل، وعدم جذب الجمهور لمشاهدته.فيلم «المرتدون» كتبه لوك بوسون المخرج والمؤلف السينمائي الفرنسي الأصل، الذي عرف شهرة عالمية واسعة بعد عمله في هوليوود، خصوصاً كتابته لأفلام «ترانسبورتر»، و«لوسي»، العائد بجزء ثان في 2018، و«فاليريان» الذي عرض خلال هذا العام. شارك بوسون في كتابة «المرتدون» ريتشارد وينك، وأخرجه ستيفن كويل، وهو من الأفلام المتوسطة المستوى، رغم عودته بأحداثه إلى يوغسلافيا في الحرب العالمية 1944 واستيلاء الجيش الألماني على الآثار وسبائك الذهب، وانتقاله بعدها إلى سراييفو العام 1995، حيث تتولى مجموعة من الجنود مهمة البحث عن هذا الذهب المدفون.ومن الأفلام التي يمكن مشاهدتها، «الأجنبي» أو «ذا فورينر» لجاكي شان وبيرس بروسنان. منافسة قوية وتكامل بين نجمين أحبهما الجمهور، ولهما الكثير من المعجبين حول العالم، ما يضمن للفيلم إقبالاً من قبل الطرفين، معجبي أفلام «جيمس بوند» (بروسنان) ومحبي الحركة التي اشتهر بها جاكي شان. وهو ما حصل فعلاً، حيث استطاع الفيلم في أسبوعه الأول تحقيق أرقام خيالية في الإيرادات، بلغت نحو 80 مليون دولار في الصين فقط، ما يؤكد نجاح الفيلم في حصد 100 مليون دولار حتى الآن، أي ثلاثة أضعاف تكلفته الإنتاجية. الفيلم مأخوذ عن رواية لستيفن ليذر، كتبه سينمائياً دافيد ماركوني، وأخرجه مارتن كامبل الذي قدم الثنائي شان- بروسنان كثنائي ناجح، في عمل ممتع ومشوق.2017 قدم الكثير من الأعمال المشوقة والناجحة، والخريف والشتاء يبشران بالمزيد من «الرعب»، والإثارة، مع محطات من الكرتون المندرج في نفس الإطار خصوصاً بفيلمي «مونستر فاميلي» و»مصاص الدماء الصغير». marlynsalloum@gmail.com

مشاركة :