تحت رعاية الشيخ الدكتور فريد بن يعقوب المفتاح وكيل الوزارة للشؤون الإسلامية بوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف، نظمت جامعة العلوم التطبيقية مؤخراً ندوة روح التسامح في مملكة البحرين تحت شعار «حضارة ورقي وبناء»، وذلك بمقر الجامعة، بمشاركة نخبة من العلماء والمفكرين.وقد ألقى الدكتور المفتاح خلال الندوة كلمة قال فيها: يشرفني أن أكون بين هذه الكوكبة الفكرية بجامعة العلوم التطبيقية، مقدراً دعوتكم الكريمة لرعاية هذه الندوة المباركة، التي نتوقف فيها عند ملامح ومعالم الكلمة السامية لصاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى أيده الله، والتي تبين ملامحها ويظهر مضمونها وغاياتها الأهداف السامية التي تتجسد في السياسة الحكيمة لصاحب الجلالة حفظه الله ورعاه. وأضاف المفتاح: لقد دعا جلالته حفظه الله إلى عالم يعجه السلام وتنتصر فيه قوى الخير بالسلم ليحل الأمن والأمان، وتقوى فيه العزائم المخلصة لدعم مسيرة السلام عبر حوار إنساني قائم على الاحترام المتبادل والاعتراف بالآخر، لتحقيق عيش إنساني مشترك تحيا فيه الإنسانية من خلال المودة والتآلف بعيداً عن الصدام والعداوات والحروب.وعبر وكيل الشون الإسلامية عن اعتزازه وفخره بالمبادرات السباقة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله، حيث كان لجلالته السبق في الدعوة لحوار الحضارات في مملكة البحرين، حيث عُقد أول مؤتمر للحوار برعاية سامية من قبل جلالته في العام 2002م، واستمرت مسيرة الخير بدعم جلالته حتى عقد مؤتمر حوار الحضارات في عام 2015م، ليتوج كل ذلك بمبادرة جلالته النوعية بإنشاء مركز الملك حمد لحوار الحضارات والتعايش.وأوضح المفتاح إلى أن كلمات جلالته وما صرح به حول الحضارات والانفتاح والسلام لم تكن دعوة مجردة عن الواقع بل كانت كلمات جلالته السامية هادفة، وقد صدق ذلك عبر دعوة حقيقية بإطلاق وثيقة البحرين للحريات الدينية، بحضور سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة حفظه الله، وكذلك بتدشين مركز الملك حمد لحوار الحضارات، والذي سيكون منارة في سماء حوار الحضارات بما تضمنته أهدافه ورؤيته ورسالته من معالم داعية للتسامح والتعارف والتعايش والاحترام المتبادل.وأكد المفتاح على أن نهج الحكومة الرشيدة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله، وبمساندة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفظه الله، بالدعوة إلى السلم والأمن والتسامح والتعارف، هو نهج أصيل للشعب الوفي لأرضه وقيادته، ذلك الشعب الذي يتميز بالتنوع والتعددية منذ القدم، وعاش بأطيافه أسرة واحدة لعصور طويلة.وأشاد المفتاح بالرغبة السامية لجلالته في جعل السلام هو الغاية التي يسعى إليها المجتمع الإنساني لتسمو البشرية بآثاره، فهذا النهج الإنساني الذي اختطته يد جلالته للتعامل مع البشر بكل أطيافهم وفي كل بقعة من بقاع الأرض هو نهج إسلامي أصيل، اقتداءً بسيد الأنبياء والمرسلين، الذي نزل عليه قول الله تعالى وحياً يوحى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}، وبهذا النهج تعامل رسول الله صلى الله عليه وآله مع سائر البشر، فهو صلوات الله وسلامه عليه صاحب أول دستور مكتوب ينظم العلاقة مع غير المسلمين وغيرهم فيما عرفه بصحيفة أو وثيقة المدينة، حيث جاءت لتضمن عيشاً مشتركاً بين جميع أطياف من يعيشون تحت ظل دولة المدينة المنورة.من جانبه ألقى فضيلة الشيخ الدكتور عبداللطيف المحمود رئيس تجمع الوحدة الوطنية ورئيس الجمعية الإسلامية كلمةً حول التسامح، ضارباً الأمثلة على ذلك من واقع المجتمع البحريني فيما بين المسلمين وغيرهم، معتبراً بأن مفهوم التسامح أكبر من أن يُعني تصالح بين اثنين، موضحاً المحمود بأن التسامح عُرف في البحرين منذ القديم، وهذا العمق في مفهوم التسامح هو ما أكد عليه جلالة الملك حفظه الله ورعاه.كما تحدث فضيلة الشيخ الدكتور راشد الهاجري رئيس مجلس الأوقاف السنية عن التسامح، مبيناً أن رسالة الإسلام بعمومها هي رسالة تسامح، مستدلاً بذلك على تسامح الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مع أهل بيته وأصحابه، بل وحتى مع أعدائه.بعدها تقدم الدكتور مراد الجنابي مدير الندوة وعضو هيئة التدريس في قسم القانون العام بشكر جميع المشاركين في الندوة.ثم تفضل الأستاذ الدكتور وهيب الخاجة رئيس أمناء جامعة العلوم التطبيقية بتقديم الدروع لراعي الندوة ولجميع المشاركين في الندوة.
مشاركة :