أعلنت منظمتا إغاثة أن نحو 30 ألف كردي نزحوا من مدينة طوزخورماتو، التي تقطنها عرقيات مختلفة جنوبي كركوك، حيث اندلعت التوترات الطائفية بعد سيطرة القوات العراقية على المنطقة. وقالت جينيفر كونيت، مديرة قسم البرنامج في منظمة "أوكسفام" الخيرية الحقوقية، في حديث لوكالة "رويترز"، اليوم الأربعاء: "إن الكثير من النازحين يمكثون في العراء في أماكن عامة، في مدارس أو مساجد أو مبان قيد التعمير". وأضافت كونيت: "إنهم يحتاجون إلى مساعدات عاجلة ودعم نفسي أيضا مع فقدان الكثيرين التواصل مع أطفالهم وأقاربهم أو مشاهدتهم حوادث صادمة أثناء فرارهم". وقالت كونيت إن النازحين الأكراد من طوزخورماتو، الذين يبلغ عددهم 30 ألفا، فروا إلى مناطق مجاورة مثل ديالى والسليمانية وبعضهم توجه أبعد نحو الشمال إلى أربيل. وأشارت إلى أن "وصول الإغاثة الإنسانية للنازحين ممكن لكن الذهاب إلى طوزخورماتو صعب جدا". وقالت "رويترز" إن مسؤولا من منظمة إنسانية أخرى أكد، في حديث للوكالة، هذا العدد، إلا أنه رفض ذكر مزيد من التفاصيل لعدم تعريض إمكانيات المنظمة للوصول إلى المنطقة إلى الخطر. وفي غضون ذلك، أكدت "منظمة العفو الدولية"، نقلا عن شهادات أشخاص فروا من المدينة، أن ما لا يقل عن 11 مدنيا قتلوا بهجمات من وحدات مسلحة للشيعة التركمان. وقال متحدث باسم قوات الحشد الشعبي إنها لم تشارك في العنف الذي حدث في المدينة، وأضاف لـ"رويترز" في بغداد: "لم يكن الأمر نزوحا إجباريا. فر أشقاؤنا الأكراد خوفا من هجمات انتقامية". ودعا قوات الأمن الحكومية لوقف الاضطراب، موضحا أن المدينة شهدت "مشاكل بين أعضاء وعشائر وعائلات"، فيما رفض أن يكون للنزوح الجماعي طابعا سياسيا. وكانت "منظمة العفو الدولية" قد قالت، يوم الثلاثاء، إن صورا التقطت بالأقمار الصناعية ولقطات فيديو وعشرات الشهادات تدل على أن مئات العقارات تعرضت للنهب وأحرقت ودمرت، فيما يبدو أنه هجوم يستهدف المناطق ذات الغالبية الكردية في المدينة التي يقطنها 100 ألف شخص. وجاء فرار المواطنين الأكراد من طوزخورماتو بعد انسحاب قوات "البيشمركة" الكردية من المدينة يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول أمام القوات الحكومية ومقاتلي الحشد الشعبي. وتقع طوزخورماتو بين كركوك الغنية بالنفط وبغداد ويقطنها أيضا تركمان شيعة وعرب. وتأتي هذه التطورات على خلفية أزمة داخلية سياسية كبيرة بين بغداد وأربيل على خلفية إجراء سلطات كردستان العراق، يوم 25 سبتمبر/أيلول، الاستفتاء على استقلاله، وذلك في خطوة عارضتها بشدة الحكومة العراقية المركزية في بغداد وكذلك عدد من الدول الأخرى، بما في ذلك إيران وتركيا والولايات المتحدة وبريطانيا. المصدر: رويترز + وكالات رفعت سليمان
مشاركة :