لا يتفق ما دونته الشركة المشغلة لقرية ذي عين الأثرية في تهامة الباحة، حين كتبت على تذاكر الدخول (مع تمنياتنا لكم بقضاء أجمل الأوقات)، مع ما هو مدون على نفس التذكرة من تحذير جاء فيه (يتحمل الزائر كامل المسؤولية أثناء الزيارة للقرية لكون القرية آيلة للسقوط )، إلا إذا كانت الشركة المشغلة للقرية تتمنى للزائرين قضاء أجمل الأوقات تحت أنقاض منازل القرية الآيلة للسقوط. والشركة التي توهمت أن مثل هذا التحذير الذي دونته على تذاكر الدخول يمكن له أن يخلي مسؤوليتها عن أي كارثة محتملة قد تلحق بزوار القرية فيما لو انهارت عليهم منازلها الآيلة للسقوط والمتروكة دون أي سياج يحول دون دخول الزائرين إليها، هذه الشركة لا تعرف أنها بتحذيرها ذاك قد عرضت نفسها لمسؤولية مؤكدة حين منحت زائري القرية تذاكر دخول إلى موقع يمثل خطرا عليهم دون أن تتخذ أي إجراءات تحميهم من ذلك الخطر سوى ذلك التحذير الذي يحمل الزائر المسؤولية كاملة، وكأنه قد غامر بدخول كهف مجهول في جبال مجهولة، وليس في موقع سياحي من المفترض فيه أن يكون آمنا توفرت فيه كافة شروط السلامة، والشركة لا تعرف أن تحذيرها ذاك كفيل بإدانتها ما دامت استقطعت ثمن تذكرة تسمح بدخول الزائرين إلى موقع يحتوي على مواضع تشكل خطرا على حياة حاملي التذاكر باعترافها. وإذا كانت الشركة المشغلة للموقع لا تستهدف سوى الربح غير عابئة بسلامة الزوار وغير معنية بسمعة المكان الذي يعد من أهم المعالم الأثرية والسياحية في المملكة، فإن واجب هيئة السياحة أن لا تقبل بمثل هذا التصرف من الشركة، فتلزمها بوضع سياج يحول دون المواقع الخطرة في القرية أو يحملها مسؤولية ما قد يتعرض له الزوار من خطر دون أن يعفيها تحذيرها الذي لا يمكن وصفه بغير التحذير المراوغ والساذج في آن واحد من تحمل المسؤولية كاملة، كما أن من واجب هيئة السياحة حماية مواقعنا الأثرية والسياحية من التشويه على يد شركات ومؤسسات لا تهمها سمعة تلك المواقع العزيزة على قلوبنا جميعا. suraihi@gmail.com