عرضت حكومة إقليم كردستان العراق أمس الأربعاء تجميد نتائج الاستفتاء على استقلال الإقليم في تعزيز للجهود الرامية لحل الأزمة مع بغداد عبر الحوار. لكن متحدثًا عسكريًا عراقيًا أشار إلى أن الهجوم سيستمر لاستعادة أراض خاضعة للأكراد. وكانت القوات العراقية قد شنّت الهجوم بعد أن أيد الأكراد الاستقلال تأييدًا ساحقًا في الاستفتاء الذي أجري في سبتمبر. وغيرت الحكومة العراقية ميزان القوى في شمال البلاد منذ أن شنّت حملتها الأسبوع الماضي على الأكراد الذين يحكمون منطقة تتمتع بالحكم الذاتي تضم ثلاث محافظات في شمال البلاد. وقالت حكومة كردستان في بيان «القتال بين الطرفين لا يفرض انتصار أي طرف، بل يقود البلد إلى دمار شامل وفي جميع جوانب الحياة». وأضاف البيان «لذا ومن موقع المسؤولية تجاه شعب كردستان والعراق نعرض ما يلي على الحكومة والرأي العام العراقي والعالمي: 1- وقف إطلاق النار فورًا ووقف جميع العمليات العسكرية في إقليم كردستان. 2- تجميد نتائج عملية الاستفتاء التي أجريت في كردستان العراق. 3- البدء بحوار مفتوح بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية على أساس الدستور العراقي». وأعلنت بغداد أن استفتاء الاستقلال غير قانوني وردت باستعادة السيطرة على مدينة كركوك وما حولها من مناطق منتجة للنفط ومناطق أخرى انتزع الأكراد السيطرة عليها من تنظيم داعش. وفي تعليق على وسائل التواصل الاجتماعي يوحي باستمرار الحملة قال متحدث باسم الجيش العراقي «العمل العسكري ليس له علاقة بالسياسة». وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد قال إن حكومة إقليم كردستان يجب أن تلغي نتيجة التصويت كشرط لإجراء محادثات. وطالبه عدد من أعضاء البرلمان الشيعة أمس بالتمسّك بموقفه وعدم قبول مجرد تجميد الاستفتاء. ولم يقدم العبادي ردًّا بعد على المقترحات التي طرحها الأكراد أمس. وبدأ رئيس الوزراء زيارة رسمية أمس لتركيا وإيران ستبرز فيها مسألة العلاقات مع الأكراد. وأعلنت إيران أمس إعادة فتح أحد المعابر الحدودية مع كردستان العراق بعد أن أغلقته الأسبوع الماضي تأييدًا للحكومة العراقية. وفي أنقرة قال الرئيس رجب طيب إردوغان إن تركيا مستعدة لتقديم كل الدعم لبغداد مع سعيها لإعادة فتح خط أنابيب لنقل النفط الخام من حقول كركوك إلى تركيا كان العراق قد أوقف نقل النفط من خلاله في 2014. وفي بيان لوسائل الإعلام بعد اجتماع مع العبادي قال إردوغان إنهما ناقشا الخطوات السياسية والعسكرية والاقتصادية الممكن اتخاذها بعد ما وصفه بالاستفتاء «غير المشروع» الذي أجراه الأكراد في الشهر الماضي. وأمر العبادي جيشه باستعادة جميع الأراضي المتنازع عليها وطالب أيضًا بسيطرة الحكومة المركزية على معابر العراق الحدودية مع تركيا، وجميعها يقع داخل إقليم كردستان. وقال مسؤولون أكراد إن قوات الأمن الكردية المعروفة باسم البشمركة صدت هجوما لميليشيات الحشد الشعبي المدعومة من إيران والموالية لحكومة بغداد في منطقة ربيعة على مسافة 40 كيلومترًا جنوبي فيش خابور على الحدود مع سوريا وتركيا.ولفيش خابور أهمية استراتيجية لأي مسعى لاستقلال الأكراد؛ لأن النفط القادم من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة ومن تلك التي يسيطر عليها الأكراد في شمال العراق يمر عبر خط أنابيب يبدأ من هناك وينتهي في تركيا، وهو المسلك الرئيسي لخروج الصادرات الدولية من المنطقة.ودار القتال حتى الآن خارج منطقة الحكم الذاتي الكردية، غير أن فيش خابور تقع داخلها.
مشاركة :