تواصل السوق المالية السعودية ارتفاعاتها القياسية بعد تسجيلها قمة جديدة في تداولات الأسبوع الماضي، رغم تضخّم بعض المؤشرات الفنية، التي تشير قراءتها إلى توقع دخول مؤشر السوق في مرحلة جني أرباح لموجته الصاعدة، التي بدأها منذ نهاية تداولات تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 م، من قاع 6462 نقطة، حتى قمة 8215 نقطة التي حققها مؤشر TASI في تداولات الأسبوع الماضي. وارتفع المؤشر في تلك الموجة أكثر من 27 في المائة في قيمته، منها 20 في المائة فقط من بداية تداولات العام الجاري 2013م حتى إغلاق تداولات الأسبوع الماضي، التي أغلق فيها المؤشر عند مستوى 8192 نقطة. وفي تداولات الأسبوع الماضي، كسب مؤشر السوق المحلية 61 نقطة خضراء، تمثل 0.75 في المائة من قيمة المؤشر على المستوى الأسبوعي بعد ارتفاع مؤشر TASI لمدة خمسة أسابيع متتالية منذ تجاوزه لمقاومة 7674 نقطة في نهاية تداولات تموز (يوليو) الماضي. وعلى مستوى القطاعات كان الأداء إيجابيا، حيث ارتفعت في تداولات الأسبوع الماضي جميع قطاعات السوق، ما عدا قطاع الفنادق، الذي تراجع مؤشره بنسبة 2.6 في المائة، وقطاعي "الاتصالات" و"التطوير العقاري" اللذين تراجعا بشكل طفيف. أما أكثر القطاعات ارتفاعا، فكان قطاع النقل الذي ارتفع مؤشره بنسبة 2.7 في المائة، ثم قطاع الإعلام الذي ارتفع مؤشره بنسبة 1.7 في المائة، ثم قطاع الزراعة الذي ارتفع مؤشره بنسبة 1.6 في المائة. أما القطاعات القيادية، كـ "المصارف" و"البتروكيماويات"، فكان ارتفاعها بنسبة 0.1 في المائة. أما قيمة التداولات الأسبوع الماضي فقد تحسنت، مقارنة بقيمة تداولات الأسبوع السابق، حيث بلغت قيمة تداولات الأسبوع الماضي 27.8 مليار، وارتفع معدل التداول اليومي إلى 5.6 مليار ريال يوميا، بارتفاع بلغت نسبته 8 في المائة، مقارنة بتداولات الأسبوع السابق. ومن خلال تحليل السيولة وقيمة التداولات، لوحظ توجه السيولة نحو القطاعات الآمنة كقطاع المصارف، الذي ارتفعت حصته من قيمة تداولات الأسبوع الماضي إلى 10.8 في المائة، مقارنة بالمعدل السنوي لنصيب القطاع من قيمة التداولات البالغ 8.1 في المائة. كما ارتفعت حصة قطاع الاتصالات إلى 9.7 في المائة، وهي أعلى من معدل نصيب القطاع من تداولات هذا العام البالغة 6.5 في المائة، وارتفع أيضا نصيب قطاع الأسمنت إلى 7.2 في المائة بعد أن تراجع في الربع الثاني إلى 5.1 في المائة. وفي مقابل توجه السيولة إلى قطاعات الأمان، تراجعت قيمة تداولات قطاعات المضاربة، كقطاع التأمين الذي تراجعت حصته في تداولات الأسبوع الماضي إلى 15.5 في المائة، مقارنة بالمعدل السنوي لحصة التأمين البالغة 22.4 في المائة، كما تراجع نصيب قطاع التجزئة إلى 5.2 في المائة، مقارنة بمعدل نصيب القطاع من تداولات هذا العام المُقدّرة بــ 8.7 في المائة، واستمر نصيب قطاع الزراعة في التراجع، مسجلا 6.4 في المائة من قيمة تداولات الأسبوع الماضي. يذكر أن نصيب قطاع البتروكيماويات واصل ارتفاعه وبلغ في تداولات الأسبوع الماضي 15.5 في المائة، وهي أعلى مقارنة بالمعدل السنوي البالغ 12.1 في المائة، وفي المقابل تراجع نصيب قطاع التطوير العقاري إلى 8.7 في المائة، مقارنة بمعدله السنوي من قيمة تداولات هذا العام البالغ 10 في المائة. فنياًً، لا يزال مؤشر السوق المالية السعودية TASI في موجته الصاعدة منذ تداولات تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي حتى قمة الأسبوع الماضي عند مستوى 8215 نقطة، ولا يزال TASI مستقرا فوق متوسطاته المشتركة الأسية لـ 50 يوما عند مستوى 7790 نقطة ومتوسط 200 يوم عند مستوى 7345 نقطة، ولا تزال هذه المتوسطات إيجابية بإغلاق متوسط 50 يوما فوق متوسط 200 يوم. القراءة الفنية للمؤشرات تشير إلى قرب نهاية موجة السوق الصاعدة، التي كانت تستهدف مقاومة 7895 نقطة، ونجحت في تجازوها في تداولات الشهر الجاري، رغم تراجع مستويات السيولة إلى 5.37 مليار ريال يوميا، أي أقل من معدل التداول اليومي المسجل في هذا العام حتى إغلاق تموز (يوليو) الماضي المقدر بـ 5.75 مليار ريال يوميا. ومن هذه المؤشرات الفنية مؤشر القوة النسبية RSI المتضخم حاليا بإغلاقه فوق مستوى الخطورة (مستوى 70)، ومؤشر الماكد المتوقع أن يقطع متوسطه هبوطا مع مطلع تداولات الأسبوع الجاري، إضافة إلى الخطورة التي أظهرها مؤشر البولينجر الذي تراجع من تجاوز مقاومته إلى الإغلاق دون خط المقاومة، في إشارة فنية إلى توقع عودة المؤشر إلى نقطة دعم متوسط المتحرك البسيط للـ 20 يوما عند مستوى 7975 نقطة. ومن المتوقع في تداولات الأسبوع الجاري، الأسبوع الرابع والأخير من تداولات آب (أغسطس)، أن تبدأ السوق عملية جني الأرباح المتوقعة، بعد نجاح مؤشرها فنيا في المحافظة على إيجابيته باستمراره فوق متوسطاته المتحركة الأسية منذ مطلع تداولات العام الجاري حتى تداولات السوق الحالية، التي كسب فيها المؤشر أكثر من 20 في المائة حتى إغلاق الأسبوع الماضي، وبلغ فيها أعلى قمة شهدتها السوق منذ تداولات 2008م. يُعزّز توقعات دخول السوق في مرحلة جني الأرباح توجه السيولة نحو القطاعات الآمنة، حيث ارتفع نصيب قطاعات "المصارف" و"الأسمنت" و"الاتصالات" في تداولات الأسبوع الماضي، في مقابل تراجع السيولة من قطاعات المضاربة كـ "التأمين" و"التجزئة"، وهذه إشارة إلى استعداد السوق لعملية جني أرباح متوقعة، لكنها غير مقلقة فنيا إذا حافظ مؤشر TASI على إغلاقه فوق متوسطاته المتحركة، التي هي الخيار الأنسب لوقف الخسارة إذا كسرها مؤشر السوق هبوطا.
مشاركة :