الشارقة: «الخليج» نظّمت مؤسسة الشارقة للفنون صباح أمس، مؤتمراً صحفياً، أعلنت خلاله تفاصيل المعرض الاستعادي «حسن شريف (1951 - 2016): فنان العمل الواحد»، الذي يفتتح في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، في استعادة هي الأكبر من نوعها لمنجز هذا الفنان الإماراتي الرائد ومسيرته الفنية الاستثنائية، بما يضيء على خمسة عقود من ممارسته الفنية في الرسم، والنحت، والتجميع، والأعمال التركيبية، والتصوير الفوتوغرافي، إضافة لأعمال تعرض للمرة الأولى. وحضر المؤتمر الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، قيّمة المعرض ورئيسة مؤسسة الشارقة للفنون، وعبد الرحيم شريف شقيق الفنان الراحل الذي عمل على توثيق وأرشفة كافة المعلومات المتعلقة بأخويه حسن وحسين شريف، ومنجزهما الفني، لأكثر من ثلاثة عقود.يقام المعرض في ساحة المريجة، وبيت السركال في ساحة الفنون، ويستمر حتى 3 فبراير/ شباط 2018. ويصدر بالتزامن مع المعرض عن مؤسسة الشارقة للفنون «كتالوج» شامل عن تجربة وأعمال حسن شريف (بالعربية والإنجليزية)، متضمناً مقالات بقلم الشيخة حور القاسمي، وحسن شريف ومحمد كاظم، والشاعر راشد الخالد. كما سينتقل المعرض إلى مواقع دولية شريكة حول العالم بعد اختتامه في الشارقة.وفي كلمتها خلال المؤتمر قالت الشيخة حور بنت سلطان القاسمي: «في بحث موسوم بالفرادة، وعمل موسوم بالاستكشاف والتقصّي، وسيرة موسومة بالتأسيس والاستشراف، تتبدّى تجربة حسن شريف، التي مثّلتْ نقطة التحوّل الأساسية في المشهد الفني المعاصر.. منذ مطلع السبعينات وحتى الآن، واستطاعت أن تؤثر في نوعية المنتج الفني، وأن تنقله من حالة المحاكاة والمباشرة، إلى حالة الاكتناه والمغايرة. لذا يعدّ هذا المعرض تتويجاً للأدوار الاستثنائية التي اضطلع بها شريف طوال مسيرته الفنية، بوصفه أحد دعائم الحداثة والمعاصرة فنياً وفكرياً في دولة الإمارات، وخاصة إمارة الشارقة التي شهدت أول معارضه. لقد كان الفنان الراحل حسن شريف صديقاً عزيزاً وشخصية تأسيسية في مجتمع الفن المعاصر في إمارة الشارقة وداعماً رئيسياً له. وكان لنا شرف العمل معه ومواكبة منجزه الفني منذ مشاركته في بينالي الشارقة الأول عام 1993».وأضافت: «لقد كانت إمارة الشارقة وما زالت هي الحاضن الرئيسي لتجربته منذ انطلاقتها الأولى، قبل أن تصل إلى أهم المحافل الفنية في العالم، ووجد فيها شريف إمكانية تحقيق مشروعه البصري، فأسهم منذ البدايات في تأسيس جمعية الإمارات للفنون التشكيلية في عام 1980، ومرسم المريجة في عام 1984، وأقام أوّل عروضه الفنية، كما شارك في أغلب دورات بينالي الشارقة منذ عام 1993».وتابعت: «لقد عمدنا إلى توزيع الأعمال وفق عناوين مختلفة مأخوذة من كتابات وأقوال الفنان نفسه، وذلك في أروقة ومباني المؤسسة في كل من المريجة وبيت السركال وساحة الفنون.. ففي رواق 1 تندرج الأعمال تحت عنوان: «وهكذا كونت شبه النظام»، وفي رواق 2 «صندوقي الصغير»، وفي رواق 3 «أنا مخلص للّون»، ورواق 4 «العمل الأدائي جيد»، ورواق 5 «أنا أصنع الأشياء»، أمّا رواق 6 فيتضمن «أتيليه حسن»، في حين يتضمن بيت السركال مجموعة من المواد والتخطيطات والمشاريع غير المنجزة التي تركها شريف، والتي تندرج تحت عنوان «أشياء في غرفتي».يعتبر حسن شريف أبا الفن المعاصر في الإمارات، ورائد الفن المفاهيمي والتجريبي في المنطقة، بدأت مسيرته الفنية في سبعينات القرن الماضي، متخذاً نهجاً خاصاً به جعله بمنأى عن السائد والتقليدي، متأثراً بحركات فنية طليعية مثل «فلوكسيسم» والبريطانية البنائية، وعليه يأتي هذا المعرض محتوياً الجزء الأكبر من أعماله المفاهيمية، بدءاً من سبعينات القرن الماضي وصولاً إلى 2016 سنة رحيله عنّا، ولتكون أعماله المستعادة في هذا المعرض كشفاً لرؤاه الفلسفية والاجتماعية المتعلقة بالزمن، والحياة اليومية، وقد جرى اقتباس عنوان المعرض من مقال كتبه شريف عام 1989 واصفاً فيه إيمانه بأن «الفنان يحتل زاوية خاصة به - يمكن وصفها بزاوية الفنان - مكرراً إبداع عمل واحد طوال حياته».كما يحتوي المعرض رسوم شريف الكاريكاتورية والقصص المصورة المنشورة في الصحف في السبعينات، والتي سبقت تحوّله الجذري نحو الفن التجريبي والمفاهيمي. كما تكشف الأعمال المعروضة عن تعمّقه بالصناعة والإيقاع الزمني السريع للعولمة التي عاشتها دولة الإمارات، ويحتوي المعرض ما يمكن اعتباره سلسلة أعمال بعنوان «نسج» متأسسة على المزج والتجميع وموضوعات على اتصال ب «علم الآثار الحضرية» المعدّة من مواد ذات كلفة بسيطة جرى جمعها من الأسواق الإماراتية وأنتجت على نحو جماعي، وقد شكلت هذه المنسوجات بالنسبة لشريف عملية، حوّل من خلالها الفائض الصناعي إلى فن، وهذا ما بات يعرف بعملية التكرار اليدوية الخاصة بربط المواد والتي مارسها على نطاق واسع.
مشاركة :