قال وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، أمس، إن بلاده تريد سورية موحدة، وإن الرئيس السوري، بشار الأسد، وأسرته ليس لهما دور في مستقبل سورية، فيما حذر المبعوث الدولي إلى سورية، ستافان دي ميستورا، من عودة تنظيم «داعش» حال غياب الحل السياسي، وأضاف أن أي تهدئة يجب ألا تؤدي لتقسيم سورية. وفي التفاصيل، قال تيلرسون للصحافيين في جنيف، آخر محطة من جولة له استمرت أسبوعاً خلال مؤتمر صحافي مع دي ميستورا: «تريد الولايات المتحدة سورية كاملة وموحدة لا دور لبشار الأسد في حكمها»، وأضاف: «عهد أسرة الأسد يقترب من نهايته، القضية الوحيدة هي كيفية تحقيق ذلك». وأضاف تيلرسون أن السبب الوحيد لنجاح قوات الأسد في تحويل دفة الحرب المستمرة منذ أكثر من ست سنوات، هو «الدعم الجوي الذي تلقته من روسيا». وأضاف أنه ينبغي ألا ينسب الفضل إلى إيران في هزيمة تنظيم «داعش»، لأن طهران مجرد «متطفل». وفي التفاصيل، قال تيلرسون للصحافيين، خلال لقاء جمعه مع المبعوث الدولي إلى سورية، ستافان دي ميستورا، في جنيف، إن «حكم عائلة الأسد يوشك على نهايته والمسألة الوحيدة المتبقية كيفية تنفيذ ذلك». وأكد تيلرسون أن الولايات المتحدة تريد سورية موحدة لا دور للأسد في حكومتها، مشيراً إلى أنه أكد التزام واشنطن بإحياء عملية سلام جنيف الخاصة بسورية خلال اجتماعه مع دي ميستورا. كما صرح الوزير الأميركي أنه يجب أن يقف العراق بنفسه في وجه النفوذ الإيراني، مع اعترافه بأن البلدين يشتركان في حدود طويلة ومصالح اقتصادية مشروعة. وسأل صحافيون تيلرسون عن التصدي للنفوذ الإيراني، فقال: «ما نقوله للعراقيين هو أنه يجب عليكم تطوير القدرة على الاعتماد على أنفسكم»، وأضاف أن الولايات المتحدة مازالت قلقة للغاية بخصوص القتال الذي اندلع بين قوات الأمن العراقية وقوات البيشمركة الكردية، بعد استفتاء الأكراد على الاستقلال. وأضاف أن واشنطن «تشعر بخيبة أمل لعجز الطرفين عن التوصل إلى حل سلمي تماماً»، وأنه شجع العبادي على «قبول مبادرات أربيل لإجراء محادثات على أساس الدستور العراقي». من جانبه، أكد دي ميستورا، خلال جلسة لمجلس الأمن مخصصة للوضع في سورية، أن «داعش يتراجع إلى الصحراء»، معتبراً أنه «من دون عملية سياسية في سورية هناك مخاوف من عودته». وعن الوضع في الغوطة، اعتبر دي ميستورا أن «التصعيد يرتفع عوضاً عن التهدئة»، متحدثاً عن «صور صادمة للمجاعة في غوطة دمشق الشرقية». واعتبر الموفد الدولي أن «اجتماع أستانا يجب أن يركز على وضع نظام لرصد التهدئة»، إلا أنه حذّر من أن «أي تهدئة يجب ألا تؤدي لتقسيم سورية». كما كشف دي ميستورا أن الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف ستنعقد في 28 نوفمبر المقبل. وأوضح أن جولة المفاوضات المقبلة ستركز على الدستور السوري الجديد وإجراء انتخابات في البلاد بإشراف دولي. أما الجولة المقبلة من محادثات أستانا فستتم في 30 و31 أكتوبر الجاري، وموضوع الأسرى والمعتقلين والمفقودين سيطرح بجدية خلالها، حسب ما أكده دي ميستورا. في سياق متصل، أمل الموفد الأممي نجاح اجتماع «الرياض 2» للمعارضة السورية. كما كشف أنه طالب بتمثيل المرأة السورية بنسبة 30% في المفاوضات المقبلة. وقال دي ميستورا إن الروس أبلغوه عن «تحضيرهم لاجتماع للمصالحة في قاعدة حميميم بسورية».
مشاركة :