قال تقرير أعدته لجنة تحقيق أممية، إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد مسؤول عن شن هجوم باستخدام غاز السارين على مدينة خان شيخون في نيسان/أبريل 2017. وجاء هذا التقرير بعد إعلان المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا عن جولة جديدة من المباحثات في جنيف أواخر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، وعقب تصريح لوزير الخارجية الأمريكي أكد أن لا مستقبل لنظام الأسد وأسرته. أكد تقرير أعدته لجنة تابعة للأمم المتحدة الخميس أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد مسؤول عن هجوم قاتل بغاز السارين على مدينة خان شيخون السورية في نيسان/أبريل 2017. وجاء في هذا التقرير المشترك للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن لجنة التحقيق "واثقة من أن الجمهورية العربية السورية مسؤولة عن إطلاق (غاز) السارين على خان شيخون في 4 نيسان/أبريل 2017". وأضافت اللجنة أن غاز "السارين تم إطلاقه عبر قنبلة أسقطتها طائرة". وأشارت اللجنة من جهة ثانية إلى أن عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" استخدموا غاز الخردل في هجوم استهدف منطقة أم حوش بشمال حلب في أيلول/سبتمبر 2016. وأدى الهجوم بغاز السارين على مدينة خان شيخون في محافظة إدلب، والتي كان يسيطر عليها مقاتلو الفصائل المعارضة والجهاديون، إلى سقوط 83 قتيلا بحسب الأمم المتحدة، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل ما لا يقل عن 87 شخصا بينهم ثلاثون طفلا. وردا على هجوم خان شيخون، قامت سفينتان أمريكيتان في البحر المتوسط في ليل السادس إلى السابع من نيسان/أبريل، بإطلاق صواريخ كروز من طراز توماهوك على قاعدة الشعيرات الجوية بوسط سوريا. ومن هذه القاعدة انطلق بحسب واشنطن الهجوم الكيميائي على خان شيخون. وقد توجه خبراء الأمم المتحدة إلى القاعدة في الآونة الاخيرة بهدف إعداد تقريرهم. وتتهم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا قوات الرئيس السوري بشار الأسد بالمسؤولية عن الهجوم على خان شيخون، لكن دمشق تنفي أي تورط. وتصر روسيا على أن الهجوم بغاز السارين على خان شيخون ناجم على الأرجح عن انفجار قنبلة ارضية، وأنه لم ينفذ عن طريق هجوم جوي سوري كما يدعي الغرب. وفي وقت سابق، أكدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية استخدام السارين في هجوم نيسان/أبريل، إلا أنها لا تملك صلاحية تحديد المسؤول عن الهجوم، وقد تركت هذه المهمة للجنة آلية التحقيق المشتركة. ويأتي هذا التقرير الجديد بعد يومين على استخدام روسيا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي الثلاثاء ضد مشروع قرار أمريكي هدفه أن يمدد لفترة سنة مهمة لجنة التحقيق حول الجهات التي تقف وراء هجمات بالأسلحة الكيميائية في سوريا. وقد رحبت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هايلي بالنتائج التي خلص إليها التقرير الجديد، وقالت إنه يتعين على مجلس الأمن الدولي إرسال "رسالة واضحة" مفادها أن لا تسامح مع استخدام الأسلحة الكيميائية. "لا مستقبل للأسد" وأضافت هايلي في بيان أن "تجاهل العدد الهائل من الأدلة في هذه القضية، يدل على تجاهل مقصود للمعايير الدولية المتفق عليها على نطاق واسع". وتابعت "يجب على مجلس الأمن أن يبعث برسالة واضحة مفادها أنه لن يتم التسامح مع استخدام الأسلحة الكيميائية (...) ويجب عليه أن يدعم بالكامل عمل المحققين المحايدين". وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون من جهته، إن التقرير الجديد توصل إلى "استنتاج واضح"، حاضا "المجتمع الدولي على الاتحاد من أجل محاسبة نظام الأسد". وتابع "إنني أدعو روسيا إلى التوقف عن التستر على حليفها المقيت، والحفاظ على التزامها الخاص بضمان عدم استخدام الأسلحة الكيميائية مرة أخرى أبدا". وقبيل صدور التقرير أكد وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أن لا مستقبل للرئيس بشار الأسد في سوريا، وقال "لا نعتقد أن هناك مستقبلا لنظام الأسد، ولأسرة الأسد"، معبرا عن موقف لم يكن يوما على هذه الدرجة من الوضوح. وأضاف "أعتقد أنني قلت ذلك في عدد من المناسبات. عهد عائلة الأسد وصل إلى نهايته، والقضية الوحيدة هي كيفية تحقيق ذلك". لكن سرعان ما رد السفير الروسي في الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي قائلا "يجب أن لا نستبق المستقبل. المستقبل وحده يعلم ما ينتظر كلا منا". ديميستورا يدعو لجولة محادثات جديدة للسلام في سوريا جولة ثامنة من المحادثات وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا قد أعلن في وقت سابق الخميس أن محادثات السلام الهادفة لإنهاء النزاع في سوريا ستعقد في جنيف اعتبارا من 28 تشرين الثاني/نوفمبر برعاية المنظمة الدولية. وقال دي ميستورا الذي كان تحادث الخميس مع تيلرسون "يجب أن نشرك أطراف (النزاع) في مفاوضات حقيقية". ونظم دي ميستورا حتى الآن سبع جولات من التفاوض بين النظام السوري والمعارضة، لكنه لم ينجح في تجاوز العقبة الرئيسية المتعلقة بمصير الأسد. ولم يترك نجل الرئيس السابق حافظ الأسد والمدعوم من القوات الإيرانية والروسية مقاليد السلطة في بلاد غرقت منذ العام 2011 في حرب أهلية دموية. ولم ينفك الأسد يردد أنه لن يستقيل بضغط من فصائل المعارضة التي يصفها بـ"الإرهابية". لكن العديد من البلدان الأجنبية وكذلك المعارضة السورية والبلدان العربية المجاورة حملته مسؤولية مقتل 333 ألف شخص في النزاع. وخلال عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، أكدت الولايات المتحدة مرارا أن أيام الأسد في السلطة معدودة. لكن الرئيس الديمقراطي كان قد رفض اللجوء إلى خيار الضربات العسكرية بعد استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا. فرانس24/ أ ف ب نشرت في : 27/10/2017
مشاركة :