قال الشاعر:وليس يصح في الأفهام شيءإذا احتاج النهار إلى دليلوزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية تيلرسون أطلق تصريحا قويا مؤخرا وكما يقول المثل (بط الجربة) وقال في التصريح أن عهد عائلة الأسد قد قربت نهايته وأن سياسة الإدارة الأمريكية هي أنها تدعم سوريا موحدة ولكن في غياب الرئيس بشار الأسد الذي لاترى له مكانا في المشهد السوري بعد تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254 الذي رسم خارطة طريق للتسوية السياسية والحل النهائي للقضية السورية التي سوف تضع أوزارها.إن تصريح وزير الخارجية الأمريكي قد وضع حدا للجدل حول موقف الإدارة الأمريكية من بقاء الجزار بشار في الحكم فقد كان هناك تردد واضح أيام الرئيس الأمريكي السابق أوباما الذي كانت سياسته ضبابية في الشرق الأوسط مما جعل الدول المحتلة لسوريا وهي روسيا وإيران أن تعيث فيها فسادا وتحرق الأخضر واليابس في غياب واضح لدور أمريكي وأيضا أوروبي مؤثر وواضح .هناك سياسة قذرة يلعبها الرئيس الروسي بوتين في حماية الجزار بشار وبقائه في السلطة فنجد أن روسيا تستخدم حق الفيتو في أي قرار يصدر من مجلس الأمن ويدين انتهاكات وجرائم الجزار بشار ولعل آخرها رفضها لتقرير الأمم المتحدة الذي اتهم صراحة جيش النظام السوري باستخدام السلاح الكيماوي في خان شيخون والذي راح ضحيته 87 شهيدا سوريا أكثرهم من الأطفال وهي بالتأكيد جريمة ضد الإنسانية والبشرية يعاقب عليها القانون الدولي ولكن كما ذكرنا أن هناك سياسة روسية قذرة تحمي الجزار بشار من أي مساءلة سياسية أو إحالة إلى محكمة الجنايات الدولية التي هي المكان الطبيعي للجزار بشار ورموز نظامه الذين تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء من الشعب السوري.أن النظام الروسي يحاول أن يستبعد المعارضة السورية من أي تسوية سياسية فبعد مسرحية محادثات استانة التي حضرها النظام السوري والنظام الإيراني وأيضا التركي واستبعاد المعارضة السورية الممثل الشرعي للشعب السوري يخطط النظام الروسي لمسرحية جديدة يكون مقرها قاعدة حميميم السورية التي تتواجد فيها قوات روسية لتكون مكان الاجتماعات بين النظام السوري والمعارضة وطبعا بحضور النظام الإيراني وبالتأكيد سوف ترفض كل فصائل المعارضة الحضور ماعدا منصة موسكو التي هي تابعة للنظام الروسي حتى تكون هناك تصفية للمعارضة في تجاهل صريح لمؤتمر جنيف الذي هو المكان الذي اختاره مجلس الأمن للاجتماعات وقد صرح وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية أنه يرفض حضور أي اجتماع بخصوص القضية السورية وهو يدعم مؤتمر جنيف.هناك استراتيجية أمريكية جديدة في الشرق الأوسط من أبرز ملامحها التصدي للتدخل الإيراني في سوريا والعراق وأيضا فرض عقوبات مادية على الحرس الثوري الإيراني وأيضا حزب الله واعتبارهما تنظيمات إرهابية فهناك تحول واضح في الموقف الأمريكي لايسمح للدول المحتلة لسوريا وهي روسيا وإيران أن يستمر احتلالهم لسوريا إلى مالا نهاية لأن هذا الوجود يمهد لتقسيم سوريا والإدارة الأمريكية ترفض تقسيم سوريا وتريد سوريا موحدة .إن روسيا اليوم أمام خيارات صعبة فهي إما أن تراعي مصالحها مع الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية وحلف الناتو الذي تقوده أمريكا وتتخلى عن نظام الجزار بشار وتسمح بتسوية سياسية وحل نهائي للقضية السورية بدون بقاء الجزار بشار في السلطة أو أنها تستمر في حماية نظام الجزار بشار وتتحمل تكاليف بقائه في السلطة والتي تكلفها المليارات مما يعرض الاقتصاد الروسي للانهيار ودفع ثمن باهظ جدا ويتكرر سيناريو حرب أفغانستان.أحمد بودستور
مشاركة :