ظاهرة جديدة في عالم الانترنت يصرح بها شبابنا، وهي التشكيك الديني ونقد الإعجاز العلمي. فالرقي الفكري والتقدم في نظرهم أن يكون لنا آراء وأفكار ولا نأخذ بآراء القدماء وما عاشوا فيه من أوهام، وقد زاد عدد هولاء وانتشروا وصاروا جماعات تجادل بغير علم وبلا حياء وتجرأوا في نقاشهم وبكل صراحة في برامج ومواقع التواصل الاجتماعي وصار لهم حسابات معروفة وصفحات مشهورة وخصصوا مواقع كاملة للهجوم على نبينا الكريم وكتابنا المبين، وانتقاد معجزات القرآن، وأن القرآن يناقض العلم والحقائق العلمية، ووصلوا إلى إنكار تلك الحقائق لإثبات ما يعتقدون. وفي الوقت ذاته، ينبهر علماء الغرب في أنحاء العالم بما جاء به القرآن، وما حمل بين سطوره من حقائق علمية اكتشف العلماء بعضها نتيجة التطورات التقنية، ولا يزال العلم يتطور ويكتشف الجديد مما أخبرنا به القرآن قبل حدوثه. فقد دُهش علماء الغرب من عظمة هذا القرآن واحتار كثير من المفكرين بما فيه من معجزات، ومنها قوله عز وجل في الآية الكريمة: (والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون) أي أن السماء تزداد سعة باستمرار. فهذه حقيقة في كتابنا العظيم أخبر بها نبينا الكريم في عصور قديمة لا تمتلك وسائل حديثة، ثم أثبتها العلم الحديث! وقوله تعالى: (ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء)، فهذا وحي من الله تعالى وإثبات علمي حديث؛ فإن الإنسان كلما صعد إلى أعلى باتجاه السماء يضيق تنفسه؛ نظراً لنقص الأوكسجين والضغط الجوي. ومثال آخر في الآية الكريمة: (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب)، فالجبال ثابتة في مكانها، ولكننا لو ارتفعنا عن الأرض بعيداً عن جاذبيتها وغلافها الجوي نراها تدور بسرعة هائلة؛ فترى الجبال كأنها تسير سَير السحاب؛ أي أن حركتها ليست ذاتية بل مرتبطة بحركة الأرض تماماً كالسحاب الذي لا يتحرك بنفسه بل تدفعه الرياح، وهذا دليل على حركة الأرض. والحقائق العلمية في القرآن لا تعد ولا تحصى، وعندما نوقشت بعض النصوص القرآنية مع علماء الغرب أجابوا أن هذا العلم إلهي وبه إعجاز بيّن! فقد اقتنع كثير منهم اليوم بما فيه، بينما يظهر التشكيك في الدين والقرآن الكريم في يومنا هذا بين كثير من أبنائنا! ولم يحصل ذلك إلا لأسباب منها ضعف الوازع الديني وقلة الوعي والضغوط النفسية والعقول الفارغة التي تبحث عن قضايا تشعرهم بوجودهم. aalsenan@hotmail.com aaalsenan @
مشاركة :