شيع أهالي منطقة القرية، في إمارة الفجيرة، جثمان الشهيد العريف أول سعيد مطر الكعبي، الذي استشهد خلال أدائه واجبه الوطني في منطقة نجران بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، ضمن مشاركة قواتنا في عمليتي «عاصفة الحزم وإعادة الأمل»، في إطار التحالف العربي الذي تقوده المملكة. وكان جثمان الشهيد وصل إلى مطار البطين الخاص بأبوظبي، أمس، على متن طائرة عسكرية تابعة للقوات المسلحة، حيث جرت على أرض المطار المراسم العسكرية الخاصة باستقبال الجثمان، حيث كان في الاستقبال عدد من كبار ضباط القوات المسلحة. ووروي جثمان الشهيد بمقبرة القرية، بعد الصلاة عليه في مسجد التوحيد، وتلقى أهالي الشهيد التعازي من جموع المشيعين، الذين اكتظت بهم ساحة المسجد لوداع الشهيد، الذي عرف بأنه من الرجال البواسل، الذين تميزوا بالأخلاق الحميدة وروحهم الطيبة. وقال الأخ الأكبر للشهيد خليفة مطر الكعبي: «نشعر بفخر واعتزاز، لنيل أخي الشهادة في سبيل الدفاع عن الوطن»، مضيفاً «في كل مرة يستشهد فيها أحد من جنودنا البواسل يزداد التلاحم بين شعب الإمارات، وقد تجلت هذه الحقيقة أثناء توافد الجموع لتعزيتنا في استشهاد أخي». وتابع «شهداء الوطن مثال للإخلاص الحقيقي والوفاء، فلا شيء أغلى منالروح، كما أن أسرهم ضربت أروع الأمثلة بصبرها وقوة ثباتها». وعن صفات الشهيد، قال الكعبي «كان إنساناً طيب القلب لا تفارقه الابتسامة، ألفه الناس بحسن الخلق ومد يد العون للجميع، كما كان محباً لوطنه فخوراً بعمله في صفوف القوات المسلحة، معتبراً مهمته ومهمة أقرانه من الضباط والجنود مهمة مقدسة، لا يقف أمامها عذر ولا سبب، فتلبية النداء هي أول ما يقوم به دون التأخر لحظة واحدة، ولو كان به مرض أو تعب». من جهته، قال أخو الشهيد راشد الكعبي: «وداعاً أيها البطل، تركت لنا فلذات كبدك من أجل أن تفدي وطننا الغالي، لن نجعلهم يشعرون إلا بالفخر والاعتزاز». وأشار إلى أن «الشهيد تربى في عائلة جميع أبنائها في السلك العسكري، بما فيهم أحد أخواته، فهو الخامس من بين 13 أخاً (سبعة ذكور وست إناث)، وكان متزوجاً ولديه أربعة أبناء، أكبرهم مطر (ثماني سنوات)، وحليمة (ست سنوات)، وفاطمة (أربع سنوات)، وراشد (ثلاث سنوات)». وأكمل «كان حلم حياة أخي أن يكون شهيداً في ميادين الحق ونصرة المظلومين، دفاعاً عن الوطن وتلبيةً لنداء قادتنا الكرام»، كاشفاً أن «الشهيد طلب في رسالة صوتية من إخوته أن يقوموا بالتجمع في منزل والدتهم أول من أمس، باعتبار أنه سيعود من مهمته العسكرية، إلا أنهم فوجئوا بنبأ استشهاده، أثناء تجمعهم وترقبهم لعودته، لترتقي روحه الطاهرة مع الشهداء والصديقين». ولفت إلى أن «الشهيد منذ وفاة والده قبل عامين، وهو مهتم بوالدته أشد الاهتمام، ويوصي جميع إخوته برعايتها في كل مهمة عسكرية له، فقد كان حسن الخلق والروح، وكان رياضياً، ويحب المشاركة في جميع البطولات الرياضية، سواءً كانت خاصة بعملية أو غيرها، وهو حاصل على ميداليات عدة». وتابع أن «شرف الشهادة يعتبر شرفاً عظيماً وخاتمة حسنة يتمناها الجميع، واليوم ونحن نقدم أخي الشهيد نجدد الوفاء للقيادة بالمضي قدماً، لرفع راية الإمارات في كل المحافل الإنسانية».
مشاركة :