إقليم «كاتالونيا» ينفصل ومدريد تفرض الحكم المباشر

  • 10/28/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

رفض أمريكي-فرنسي-الماني للاستقلال و«الأوروبي» «لن يتحاور» إلا مع إسبانيا برلمان كاتالونيا يعلن الانفصال ومدريد ترد بفرض الحكم المباشر على الإقليم صوت مجلس الشيوخ الاسباني أمس الجمعة لصالح منح مدريد سلطات لفرض حكمها المباشر على كاتالونيا بعد وقت قصير من إقرار برلمان الإقليم، الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي، قرارا يعلن من خلاله الاستقلال. وأيد 214 عضوا في المجلس الاجراءات التي تتيح لمدريد السيطرة على كاتالونيا والإطاحة برئيس الإقليم كارليس بوتشيمون وحكومته فيما رفضها 47 وامتنع عضو واحد عن التصويت. وكان برلمان كاتالونيا أعلن أمس ان الاقليم بات «دولة مستقلة تتخذ شكل جمهورية» في قطيعة غير مسبوقة مع اسبانيا بعد أزمة سياسية حادة.ودعا رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي الى جلسة طارئة للحكومة الاسبانية في الساعة 16,00 ت غ. وكان سارع الى الرد عبر موقع تويتر مؤكدا ان مدريد «ستعيد الشرعية» في كاتالونيا. وسجلت أسهم مصارف كاتالونيا هبوطا اضافيا أمس في بورصة مدريد بعد اعلان برلمان الاقليم الاستقلال وبلغت خسائر ثالث مصرف اسباني «كايشابنك» نسبة 5%. وتم تبني قرار البرلمان في غياب المعارضة التي كانت غادرت الجلسة بتأييد سبعين عضوا واعتراض عشرة وامتناع اثنين عن التصويت. وتشكل الاحزاب الانفصالية من اليسار المتطرف الى يمين الوسط غالبية في البرلمان (72 من اصل 135). ثم ادى النواب النشيد الانفصالي وهتفوا «لتحيا كاتالونيا». وخارج البرلمان، احتفل عشرات الالاف من انصار الانفصال بقرار البرلمان بالتصفيق والهتاف. وكتب نائب رئيس كاتالونيا اوريول خونكيراس على تويتر «نعم، لقد ربحنا حرية بناء بلد جديد». وفي أول رد فعل اوروبي على قرار برلمان كاتالونيا اعلان الاستقلال، أكد رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أن مدريد «ستبقى المحاور الوحيد» للتكتل وكتب عبر موقع تويتر «لا شيء تغير بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي. ستبقى اسبانيا المحاور الوحيد لنا». وينص القرار على قيام «الجمهورية الكاتالونية بوصفها دولة مستقلة وسيدة و(دولة) قانون، ديموقراطية واجتماعية». ويطلب القرار في حيثياته من حكومة كاتالونيا التفاوض حول الاعتراف بها في الخارج في حين لم تعلن اي دولة دعمها للانفصاليين. وقبل التصويت، غادر نواب المعارضة الجلسة تاركين خلفهم اعلاما لكاتالونيا واسبانيا وضع الواحد منها بجانب الاخر في مقر البرلمان. وكان النائب المعارض كارلوس كاريسوزا قال رافعا نص قرار اعلان الاستقلال ان «هذا النص الذي اعددتموه يقضي على التعايش» في كاتالونيا. وتساءل اليخاندرو فرنانديز من الحزب الشعبي المحافظ بزعامة راخوي «كيف وصلنا الى هنا؟» لافتا الى انه «يوم اسود للديموقراطية». وليست المرة الاولى تحاول كاتالونيا الانفصال عن الحكومة المركزية. لكن حكومتها لم يسبق ان وصلت الى هذا الحد. ويعود اخر فصل في هذا الاطار الى اكثر من ثمانين عاما. ففي 1934، وتحديدا في السادس من اكتوبر، اعلن رئيس الحكومة الكاتالونية لويس كومبانيس قيام «دولة كاتالونية في اطار جمهورية اسبانيا الفدرالية». وسارعت الحكومة الاسبانية الى الرد. اذ اعلنت القيادة العسكرية في كاتالونيا حال الحرب واسفرت المواجهات عن مقتل ما بين 46 وثمانين شخصا بحسب المؤرخين. ولا يمكن التكهن بنتائج اعلان الاستقلال ووضع كاتالونيا تحت وصاية مدريد. وكانت اكثر من 1600 شركة قررت نقل مقارها المحلية خارج كاتالونيا التي تشهد منذ اسابيع تظاهرات مؤيدة للاستقلال ومعارضة له. وفي وقت لاحق، أعلنت ألمانيا عدم اعترافها بإعلان اقليم كاتالونيا الاسباني استقلاله من جانب واحد، حسب ما صرح ناطق باسم المستشارة الألمانية انغيلا ميركل. وكتب ستيفن شيبرت على تويتر «الحكومة الألمانية تتابع بقلق تدهور الاوضاع في كاتالونيا» و«لا تعترف بإعلان الاستقلال». كما وأعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون دعمه الكامل للحكومة الأسبانية. واعتبرت واشنطن أمس أن كاتالونيا «جزء لا يتجزأ من اسبانيا»، معربة عن دعمها إجراءات مدريد لإبقاء البلاد «قوية وموحدة»، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عقب إعلان الإقليم استقلاله. وأفادت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر ناويرت «ترتبط الولايات المتحدة بصداقة كبيرة وشراكة راسخة مع حليفتنا في حلف شمال الأطلسي، اسبانيا». وأضافت أن «كاتالونيا جزء لا يتجزأ من اسبانبا والولايات المتحدة تدعم اجراءات الحكومة الاسبانية لإبقاء اسبانيا قوية وموحدة». وأوضحت ناويرت أن الولايات المتحدة وإسبانيا «تتعاونان عن قرب لتطوير أمننا المشترك وأولوياتنا الاقتصادية».

مشاركة :