في أوراق مكتبه توقيعات شخصيات عربية ودولية مختلفة من أصحاب القرار، و أسماء لامعة في المشهد السياسي و الثقافي و الاجتماعي؛ لم تستقر على مكتبه لولا الأوراق التي ذيلها بتوقيعه المهم الذي مثل في سنوات رئاسة تحرير الشرق الأوسط جريدة العرب الدولية الأولى التي وثقت أحداثا عربية كثيرة، فليس المهم توثيقها بل كيفية توثيقها و كواليسها وردود أفعالها التي شكلت ذاكرة حول علاقة الصحافي بصناع القرار من جهة وكيفية تعامل الصحافي مع ردود الفعل المختلفة في العالم العربي لأن تلك الجريدة الأوسع انتشارا و تمثل صوت العرب المقروء قبل الوسائط الجديدة في العصر الرقمي، تكون قابلة للتحليل و التأمل في المختبر الفكري. من حسن الحظ أنه وثق تلك الحكايا و الأسرار في كتابه: «ذكريات و أسرار 40 عاما في الإعلام و السياسة»، لتكون مدخلا لفهم علاقة الصحافي العربي بالسلطة من خلال أنموذجه، و على أمل أن تكتمل بمذكرات عثمان العمير و عبدالرحمن الراشد ؛ ليثروا المكتبة العربية بدهاليز و ذكريات الشرق الأوسط و تصبح وثائق في المستقبل لتفهم الأجيال اللاحقة مرحلة مهمة في التاريخ الإعلامي العربي قبيل مرحلة الانشطار الإعلامي العربي لاسيما بعد تكوّن أذرعة الإعلام الإيرانية و الأذرعة التابعة لأجندة التخريب و التضليل من وراء الأبواب المغلقة. لم تمنعه لهيب الأحداث المشتعلة على الدوام في الشرق الأوسط من أن يكتب «خلجات الحب» و أن يقول : «لا للاكتئاب، نعم للفرح» و أن يروي «آخر كلمات نزار». يدرك جيدا أهمية توثيق ونقل تجاربه إلى الأجيال الصاعدة، «أحببت أن أقول إنني ابن جيل آمن على الدوام بمسؤوليته في حمل ذاكرة الأمة و قيمها لينقلها للمتلقي العربي حتى يأخذ منها الدروس و العبر و تكون له رفيقا في دربه، خاصة أن المستقبل مظلم و فيه الكثير من الغموض و يحتاج كل منا إلى دليل وشعلة تضيء له الدرب ولو بكلمات قليلة ..»
مشاركة :