نيمار لاعب موهوب جدا، لكن إذا أراد الظفر بجائزة الكرة الذهبية عليه تحسين سلوكه مع المدربين سواء مع مدرب المنتخب أو مدربه في باريس.العرب مراد بالحاج عمارة [نُشر في 2017/10/28، العدد: 10795، ص(23)] خاض النجم البرازيلي نيمار دا سيلفا 11 مباراة بقميص فريق سان جرمان إلى حد الآن، وقد حفلت بالعلامات المضيئة والمثيرة للجدل في وسائل الإعلام الفرنسية. وأثار طرد نيمار في الكلاسيكو الفرنسي أمام مارسيليا جدلا كبيرا في أوساط الليغ 1، حيث إنها لسيت المرة الأولى التي يفقد فيها اللاعب البرازيلي أعصابه. وكاد يكلف فريقه أول هزيمة هذا الموسم لولا هدف التعادل لكافاني في الوقت القاتل. ونال راقص السامبا انتقادات لاذعة في الآونة الأخيرة لعدة أمور، قد تضطره إلى دخول النفق المظلم مبكرا في فرنسا. صحيح أن نجم الفريق الفرنسي يشتكي من تعرضه لتدخلات واحتكاكات واستفزازات من الخصوم على أرض الملعب، لكن هذه ضريبة اللاعب الموهوب والمهاري. كثر من النجوم، وفي مقدمهم الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، يتعرضون لذلك، وهذا لا يعطي مبررا لأن يكون رد فعل النجم عنيفا، لكن نيمار لا يبالي، ولا يتوانى عن تحصيل حقه بيديه. بيد أن هذه النزعة نحو العنف ليست جديدة لدى نيمار، إذ أنها تعود إلى انطلاق مسيرته مع فريق سانتوس في بلاده، حيث تعرض للطرد في المباراة أمام غريميو في الدوري البرازيلي عام 2012، عندما كان لا يزال في العشرين من عمره، بعد أن داس لاعب الفريق الخصم. وقبل لقاء الغريم مارسيليا بأيام تناولت وسائل الإعلام مشكلة أثارها النجم البرازيلي مع مدربه أوناي إيمري عندما رفض اللاعب خوض حصة تدريبية خفيفة وتعمد السخرية من تعليمات المدرب. كما أن القوة المفروضة حول نيمار في النادي الباريسي بعدما أصبح الأغلى في العالم دفعته إلى التعامل بغرور وإثارة مشاكل أخرى مثل خلافه مع الهداف كافاني حول تسديد ركلات الجزاء. ورغم مشاغاباته داخل الملعب واستفزازه للمنافسين إلا أن تاريخ نجم فريق برشلونة السابق مع البطاقات الحمراء لم يتجاوز المرات الثلاث مع كل الأندية التي لعب لها سواء سانتوس أو برشلونة وأخيرا فريق باريس سان جرمان، فهل يتخلص النجم البرازيلي من سلوكياته المثيرة للجدل أم أنها ستؤثر على مستقبله وحلمه بحصد الكرة الذهبية وإنهاء هيمنة الثنائي ميسي ورونالدو عليها؟ وبات النجم البرازيلي مطالبا بالـ”تعلم” من البطاقة الحمراء التي نالها في المباراة ضد مرسيليا. باعتباره الآن في مسار تأقلم مع البطولة، ومع الفريق، ومع الحكام. ويبدو أنه ذكي أيضا، ويدرك أن عليه التعلم مما حدث الأحد. لا شك في أن نيمار سيلاقي شراسة أكبر في التعامل معه من قبل لاعبي الخصم، ومن المهم أن يدرك الحكام إدارة المباريات مع حالات مماثلة على أرض الملعب، وهو الآن أمام حتمية عدم الخضوع للاستفزاز. نيمار لاعب موهوب جدا، لكن إذا أراد الظفر بجائزة الكرة الذهبية عليه تحسين سلوكه مع المدربين سواء مع مدرب المنتخب أو مدربه في باريس، وأيضا عليه الهدوء أمام استفزاز الخصوم واحترام الخصم، وإلا سوف يدفع ثمن سذاجته! سذاجة نيمار في لقاء مرسيليا كلفته وكلفت النادي الباريسي كثيرا لا سيما بعدما أعلنت الرابطة الفرنسية لكرة القدم أن نجم باريس سان جرمان أوقف لمباراتين، بينهما واحدة مع وقف التنفيذ. وتعد حالة الطرد هذه الأولى بالنسبة إلى نيمار، منذ انضمامه إلى صفوف الفريق الباريسي في فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة مقابل صفقة قياسية بلغت 222 مليون أورو من برشلونة الإسباني. وسجل نيمار 7 أهداف، ومرر 5 كرات حاسمة في 8 مباريات كأساسي في الدوري. لا جدال حول موهبة النجم البرازيلي ومهارته، وأن مشاهدته في الملعب تعد متعة لكل عاشق لسحر المستديرة، وأنه قادم بقوة مستقبلا لإحراز الكرة الذهبية وجائزة أفضل لاعب في العالم. لكن هذا وحده لا يكفي ليشكل هذا النجم قدوة ويصبح ملهما للأجيال الصاعدة. إذ في جانب آخر، وهو المتعلق بشخصيته، ليس نيمار مثالا يحتذى. في مكان آخر يسير نيمار، في الملعب وخارجه، عكس ما تتطلبه شخصية النجم والبطل والرمز. مشاجرات نيمار تمتد إلى خارج الملعب، لتطال أشخاصا عاديين في الشارع. كل هذا في كفة والطريقة التي تعامل بها نيمار مع نادي برشلونة الإسباني في كفة أخرى، عندما رحل عن صفوفه، حيث تنكر للحقبة التاريخية التي قضاها داخل أسوار ملعب “كامب نو”، وهاجم النادي الكاتالوني أكثر من مرة، حتى وصل به الأمر إلى المطالبة بإبعاده عن دوري أبطال أوروبا بسبب الخلاف المالي بينهما. هكذا، فإن تصرفات نيمار لا تليق بنجوميته. تصرفات لا ترقى إلى مرتبته كنجم كبير وموهبة فذة. موهبة يجدر أن تتحلى بمقومات القدوة. صحافي تونسيمراد بالحاج عمارة
مشاركة :