«فن الأصوات» يصدح في مركز جابر الأحمد الثقافي

  • 10/29/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يختتم مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي فعاليات شهر أكتوبر بحفل لنخبة من الفنانين الشعبيين. يقدم مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي حفل «فن الأصوات» بعد غد على مسرح جابر العلي، بمصاحبة فرقة مركز جابر الموسيقية. ويحيي الحفل فنانو الصوت الشعبي سلمان العماري، يوسف الجدة، وخالد العجيري، ويوسف الياسين، إلى جانب لوحات فنية بمشاركة مجموعة من الراقصين اللذين يؤدون الرقصات المعروفة بالزفان ورقصة المرواس، يرافقها التصفيق التقليدي المعروف بالشربكة، مراعين الأساليب التقليدية في أداء الأصوات، ومحافظين على مكوناتها الثرية. كما تعزف الفرقة في هذه الأمسية عددا من الألحان الأقل شيوعا، بجانب الأصوات المشهورة والمألوفة في ذاكرة المستمعين، في تشكيلة تجمع بين الأنواع المعروفة في غناء الصوت، الأصوات الكويتية والبحرينية القديمة، والألحان المحدثة على قالب الصوت الكويتي. نشأة فن الصوت وشهد فن الصوت منذ نشأته في الكويت في منتصف القرن التاسع عشر على يد عبدالله الفرج تطوراً كبيراً، ليتشكل بأشكال مختلفة من أساليب الغناء والتلحين، سواء في الكويت أو الخليج العربي فهو، تاريخيا، الفن المحلي الوحيد الذي كان يتطلب آلة العود لأدائه، في حين أن بقية الفنون المحلية كانت تعتمد في أدائها على الطبول فقط. كان العود المستخدم في أداء الصوت قديما مختلفا عما هو شائع اليوم، وكان يطلق عليه اسم العود الهندي بسبب جلبه من الموانئ الهندية آنذاك. فن مبتكر بدأت رحلة الفنان عبدالله الفرج مع فن الصوت لدى عودته من الهند حاملا معه عوده ليفتتح ديوانه الموسيقي المعروف باسم «ادخينه» ويقدم فيه لأصدقائه وزائريه فنه المبتكر الذي أطلق عليه «الصوت»، واستمر الفرج في تقديم أصواته، إضافة إلى تعليم عدد من الفنانين الذين استمروا في تقديم ما أخذوه من أستاذهم، وأضافوا على هذه الألحان؛ إما بتطوير بعضها أو تقديم ألحان جديدة. ومن أبرز تلاميذ الفرج خالد البكر، المتوفى عام 1925 في دسمان، وإبراهيم بن يعقوب، المتوفى عام 1928 في فيلكا. تحول مسار الأغنية في نهاية العشرينيات، كان أغلب ممارسي فن الصوت ممن لم يعاصروا أو يشاهدوا عبدالله الفرج، ولكنهم استطاعوا حفظ تراثه وتقديمه في حفلاتهم وتسجيلاتهم، وذلك بعد أن أخذوا هذه الألحان من خالد ويوسف البكر وإبراهيم بن يعقوب. وكان عام 1927 نقطة تحول في مسار الأغنية الكويتية بشكل عام، والأصوات بشكل خاص، عندما قام عدد من الفنانين الكويتيين ومنهم عبداللطيف الكويتي وصالح بن عبدالرزاق النقي بتسجيل الألحان الكويتية على أسطوانات لمصلحة شركة بيضافون اللبنانية. وكان أغلب هذه الأغاني المسجلة من نوع الصوت الذي نحتفل به اليوم، كما كان لنجاحهم في تقديم هذه الأغاني السبب في انتشار الصوت أكثر، ووصوله إلى أماكن أكثر بعدا من محيط الخليج العربي، مثل اليمن والحجاز. الصوت التقليدي ويصاحب غناء الصوت التقليدي رقص خاص وقور «راكد»، يؤديه اثنان من المؤدين الذين يطلق عليهم اسم زفّانة أو زوافين، ومفردهم زفّان أو زافون. أما الحضور فيشاركون بشكل فاعل في أداء الأصوات، إما بغناء بعض المقاطع في الأصوات «الردة»، أو بالتصفيق «الشربكة» بطريقة فريدة من نوعها، ويطلق عليها كف رابط، أما المؤدون فهم الكفّافة. أنماط موسيقية حديثة كانت مرحلة ما بعد استقلال الكويت مرحلة ثرية بالتلاقح الثقافي، حيث كان استقرار كثير من العرب في الكويت السبب في انتشار الثقافة الموسيقية العربية التي كانت سائدة آنذاك، بجانب عوامل أخرى ساهمت في نشر أنماط موسيقية عربية حديثة، ومن هذه العوامل انتشار الراديو الذي كان يبث الكثير الإذاعات العربية مثل صوت العرب من القاهرة. ويمكن القول إن أهم العناصر التي ساهمت في التأثير على الموسيقى الكويتية التقليدية هي تأسيس فرقة إذاعة الكويت، وكان جل أعضائها من مصر. وساعدت الفرقة على تشجيع كثير من الفنانين الشباب آنذاك، مثل عوض دوخي وسعود الراشد وأحمد الزنجباري، لتقديم ألحان مبتكرة على إيقاعات كويتية تقليدية، ومنها إيقاع الصوت الكويتي. وكانت هذه الألحان مليئة بعناصر معاصرة لم تكن توجد في الصوت التقليدي المتوارث، ومنها التنوع المقامي واستخدام الآلات الموسيقية المنوعة والكثيرة والكورال النسائي والتوزيع الموسيقي. كان لهذه الأصوات الملحنة بشكل جديد الأثر البالغ في تحديد ملامح موسيقى الكويت الحديثة بعد الاستقلال وتأكيد هويتها الفريدة بين دول المنطقة، ومازالت تعتبر اليوم من الألحان التي تمثل الكويت في مرحلة الستينيات. محاولات للتطوير لم تنقطع هذه المحاولات منذ ذلك الوقت، حيث قام راشد الحملي ومنذ السبعينيات بتلحين كثير من الأصوات بطريقة جديدة، ونجح في نشر ألحانه وأسلوبه، ومازال إلى اليوم يقدم ألحانا جديدة على قالب الصوت وغيره من القوالب الغنائية الكويتية. يذكر أن كثيرا من الفنانين التقليديين يطلقون على هذه الأصوات الحديثة مصطلح صوت ملحن أو صوت مطور، لتمييزه عن الأصوات المتوارثة التقليدية.

مشاركة :