العواقب الاقتصادية للأزمة الخليجية ستكون صعبة على المنطقة بأكملها

  • 10/29/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال موقع "أويل برايس" الأميركي المختص بأخبار الطاقة، إنه بعد خمسة أشهر من الحصار المفروض على قطر، لا يبدو أي من الجانبين مستعداً للتراجع، مشيراً إلى أن تداعيات هذا الخلاف المستمر وفشل الجهود لإنهائه، يمكن أن يوجه ضربة قوية لاقتصاد الخليج. وأضاف الموقع في تقرير له أن الدوحة لم تخضع لمطالب دول الحصار، فهي ترفض إغلاق محطة الجزيرة الشهيرة، أو الالتزام بالسياسة الطائفية التي تديرها الرياض، لافتاً إلى أن المملكة العربية السعودية وحلفاءها (الإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر وغيرهم) يزعمون أن علاقة قطر مع إيران والأنظمة الشيعية الأخرى تساهم في إحداث شقاق في الشرق الأوسط. وأشار الموقع إلى أن سلسلة من الإنذارات والمحادثات الدبلوماسية لم تسفر عن فك هذا الحصار، لافتاً إلى أن الكويت تطوعت للوساطة بين الأطراف المتنازعة قبل شهرين، ولكن على الرغم من التشجيع الدولي على قيادتها، لم يحدث أي تقدم في حل الأزمة التي قد تؤدي إلى ركود اقتصادي إقليمي إذا لم يتم علاجها قريباً. وقال الموقع إن انهيار سوق المناخ في الكويت عام 1982، وهو سوق الأوراق المالية الذي أنشئ في البلاد بعد اكتشاف وإنتاج النفط في الدولة، يوضح كيف يمكن لانهيار دولة خليجية واحدة أن يؤثر بسرعة على جيرانها.  وأشار إلى أن سوق المناخ بدأ في عام 1981، تماماً كما بدأت أرباح النفط في التداول في الحسابات المصرفية لأكبر مستثمر للوقود الأحفوري في الكويت، وبعد فترة وجيزة، أدى الافتقار إلى الرقابة الحكومية المقترنة بالمضاربة غير المتحكم فيها إلى انهيار السوق، الذي أدى إلى خلق ديون بقيمة 94 مليار دولار، وهو رقم بلغ أكثر من أربعة أضعاف قيمة الناتج المحلي الإجمالي في الكويت في ذلك الوقت. وأوضح الموقع أن البحرين والإمارات قامتا بتطوير لجان خاصة لتحديد حجم الأضرار الاقتصادية التي لحقت بهما نتيجة لما حدث، كما أن انهيار سوق المناخ استنزف رؤوس الأموال الأجنبية من الخليج، وأدى إلى إضعاف الاستثمار الأجنبي الجديد لمدة لا تقل عن بضع سنوات. ولفت الموقع إلى أن قطر كانت محصنة من أول تجربة للكويت مع سوق المناخ، لأن الدولة لم تنشئ أول مركز تجاري لها حتى عام 1997. إلا أن انخفاض أسعار النفط في الثمانينيات، والذي أعقب مباشرة انهيار السوق الكويتية، أثر على الدوحة. وشدد المنظمون قبضتهم، وخفضوا الإنفاق على البنية التحتية للحفاظ على ميزانيات متوازنة، دون الحاجة إلى خفض الإنفاق على الرعاية الاجتماعية. وذكر الموقع أن الكويت تستعد حالياً لإطلاق منظومة جديدة للبورصة في وقت ما من العام المقبل، كما تستعد شركة أرامكو النفطية التي تديرها السعودية للخضوع لطرح عام أولي، في ظل تغيرات كبيرة يمر بها القطاع المالي في الخليج، إلى جانب موقف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان المناهض لإيران الذي يزيد من حدة "صراع الحضارات" بين بلاد فارس والجزيرة العربية منذ قرون. وأوضح الموقع أنه بالنسبة لقطر وإيران، فإن العلاقة ضرورية، إذ تتقاسم الدولتان حصة في حقل جنوب بارس للغاز، وهو أكبر خزان من نوعه في العالم. ورأى أن مرونة الدوحة في إنتاج وتسليم الغاز الطبيعي المسال لعملائها عبر ميناء عماني تثبت استقلال الدولة وعزمها على إبقاء سياستها غير حزبية. لكن استمرار حصار القطريين وفصل ثرواتهم عن بقية دول الخليج سيبدأ بالتأثير على التنمية الإقليمية في الوقت المناسب. وأشار الموقع إلى أن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح أعرب عن قلقه إزاء مستقبل مجلس التعاون الخليجي الذي يعتبر المنظمة الرئيسية في المنطقة.  وقال أمير الكويت إن "التصعيد سيكون دعوة واضحة للتدخل الإقليمي والدولي، الذي سيكون له عواقب خطيرة على أمن دول الخليج وشعبها. التاريخ والأجيال المقبلة لن يغفروا لأي شخص يساهم، حتى ولو بكلمة واحدة، في تأجيج هذا النزاع". واختتم الموقع تقريره بالقول "العواقب الاقتصادية أيضاً لن تكون متسامحة تجاه المنطقة".;

مشاركة :