ارجعوا إلى دياركم غير مأجورين! - مقالات

  • 10/29/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

المنطق يقول إن الدولة التي تسقط عاصمتها تنتهي، وقد تابعنا سقوط عاصمتين لدولة الخلافة لـ «داعش» في الموصل في العراق وفي الرقة في سورية، وشاهدنا السيطرة الكاملة للقوات العراقية على الموصل وقوات سورية الديموقراطية على الرقة، وحمدنا الله تعالى بالرغم من التدمير الكامل الذي نال المدينتين. لقد كان من المفترض أن تجهز جيوش الحلفاء بقيادة الولايات المتحدة الأميركية نفسها لإنهاء ذلك التحالف والاستعداد للرحيل بعد تسليم زمام القيادة لأهل البلد! لكن في الواقع أننا لم نسمع أي كلام من ذلك القبيل، بل بادر الحلفاء إلى توسيع نفوذهم وتعزيز قواعدهم، وسارع الأكراد إلى الدعوة إلى الاستفتاء للانفصال عن العراق ثم حاصرتهم القوات العراقية واحتلت الأراضي المتنازع عليها معهم! وعاد الحديث مجدداً عن وضع حل للأزمة السورية وتكلمت القيادات الأميركية عن مرحلة ما بعد الأسد، ولكن الواقع يدل على أن الأسد باق لأن روسيا تريد له البقاء ولأن الأميركان قد أثبتوا بأنهم أصحاب لسان طويل وكلام كثير كأم ناصر (اللسان طويل والحيل قاصر)! حتى تقارير الأمم المتحدة عن اتهام قوات الأسد بالتسبب في مجزرة خان شيخون التي راح ضحيتها أكثر من 80 طفلاً ورجلاً نفتها روسيا وأصرت على أنها كذبة كبيرة، ووقفت مع النظام أكثر من سبع مرات في رفض التصويت على قرار مجلس الأمن بإدانة النظام! ما هذه المهزلة العالمية التي تسمح لدولة صاحبة مصالح وأطماع بأن توقف إدانة أي نظام متلبس بجرائم بحق الإنسانية! وللأسف أن بوتين يبدي قلقه من أن يؤدي وضع مناطق لخفض التوتر في سورية إلى تقسيم حقيقي لسورية، فهل شاهدتم نفاقاً دولياً أعظم من ذلك النفاق؟، فروسيا هي من فرضت تلك المناطق بعد أن أبادت الشعب السوري في تلك المدن بجميع الوسائل القمعية التي تمتلكها وهدمت عليهم المستشفيات والمدارس وقتلت عشرات الآلاف من الشعب السوري وهي من وقّع المعاهدات مع النظام لإقامة القواعد العسكرية والاستيلاء على نفط سورية، وماذا استفدنا من الزيارات المتكررة لقادة البلاد الإسلامية إلى روسيا وشراء الأسلحة المتطورة من أولئك المجرمين من دون أن ينتقدوهم حتى في أبسط الأمور؟! هل تسمون هذه سياسة أم إعانة للظالمين على ظلمهم؟! وتركيا التي قطعت أشواطاً في التنسيق مع روسيا وإيران في سورية، ماذا استفاد الشعب السوري من تحركاتها؟ أليس ما تفعله هو تقنين للاستعمار الروسي والإيراني لسورية وقبول بالهيمنة عليها؟ إن الحل الوحيد الذي كان الواجب اتباعه هو أن ترفض العدوان الروسي على سورية وتدعم الفصائل السورية التي تدافع عن بلادها بدلاً من هذه السياسة الملتوية التي لم تؤد إلا إلى المزيد من التمزيق للشعب السوري وتكريس استعمار بلاده! هذا هو وزير الخارجية الأميركي يطالب العبادي بإيقاف التدخل الإيراني في بلاده وإبعاد الحشد الشعبي عن التدخل في العراق، بينما يعلم الجميع بأن أميركا هي من أهدى العراق على طبق من ذهب لإيران، وهي من دعم نوري المالكي الذي سلم ثلث العراق لـ «داعش» ونهب أموال الشعب العراقي، ثم هو يتعهد بلعب دور جديد في العراق! إذن، نقول للولايات المتحدة الأميركية: كفاكم تلوناً وتذبذباً، واتركوا شعوبنا تهتم بشؤونها وارجعوا إلى دياركم غير مشكورين! لقد سال لعاب الدول الأوروبية عندما مهد أوباما لهم الطريق لتوقيع الاتفاق النووي مع إيران، فوقعت شركاتهم العقود المليارية مع إيران، ثم ها هو ترامب يحاول أن يعرقل ذلك الاتفاق، لكنهم تصدوا له ورفضوا دعوته لمحاصرة إيران ومعاقبتها.

مشاركة :