أصدر مؤتمر باريس من أجل مناهضة الإرهاب والجريمة المنظمة «إعلان باريس»، جاء فيه توصيات للمشاركين ومطالبات للمجتمع الدولي، وتضمن دعوة المنظمات الدولية وبلدان العالم إلى تجريم دفع الفدية إلى المنظمات الإرهابية، والعمل بشكل منسق على تفعيل ذلك، وهي الجريمة التي اتهمت بها قطر خلال فعاليات المؤتمر الذي عقد أمس السبت.وسجل المشاركون أسفهم حول ما آلت إليه الجاليات الإسلامية عبر أنحاء العالم، وطالبوا تلك الجاليات كأفراد وجماعات أن تتصدى بشكل منظم لكل مظاهر العنف والسلوك المهين في أوساطها، والتبرؤ من دعاوى الغلو والتطرف، سواء كان سياسياً أم دينياً.وأوصى المشاركون في إعلان باريس بضرورة الاستلهام بمنهجية «اليونيسكو» في الوقاية من الحروب، واستئصال ظاهرة العنف والإرهاب من الأذهان بواسطة البرامج التربوية المناسبة، والدعوة الدينية الوسطية، وأن تكون وسائل الإعلام أكثر استقلالية ومهنية.وجاء بالإعلان تنبيه حول «الإجراءات الأمنية الخشنة»، باعتبار أنها وحدها أثبتت فشلها في استئصال ظاهرة العنف والتطرف، وأن «المقاربات اللينة» أكثر فعالية في الكشف المبكر عن منابع التطرف ومعالجتها قبل استفحالها.كما أوصى المشاركون بضرورة تفعيل مبدأ عالمي بتوفير الحماية والملجأ لضحايا الإرهاب، وإعادة النظر في المعاهدات الدولية لحماية اللاجئين لسنة 1951، التي تكفل اللجوء لمن هو مضطهد من حكومته، وتغفل اللجوء لمن هو مضطهد من طرف كيانات إرهابية.ويرى المشاركون - حسب إعلان باريس - أن كل الأديان ترمي لتلطيف السلوك البشري لا لتعنيفه، وعليه طالب المشاركون الدول بوضع تشريعات رادعة لكل من يستغل الدين لزرع الفتنة والترويج لها، والدعوة إلى العنف وزهق الأرواح، وهو ما جاء في انطلاق المؤتمر بتوجيه هذا الاتهام للإخواني المدرج على قائمة الإرهاب داعية الفتنة «يوسف القرضاوي».وكان جمال العواضي، رئيس الوكالة الدولية للصحافة والدراسات الاستراتيجية، أكد أن النظام القطري يمارس إرهاب الدولة، ويشترك مع نظيره الإيراني في رعاية وتمويل الجماعات المتطرفة بالمنطقة العربية.ودعا العواضي، في كلمته بالمؤتمر، إلى ضرورة أن يخاطب المؤتمر جذور مشكلة الإرهاب والجريمة المنظمة للوصول إلى حلول حقيقية.وأضاف: «ندعو إلى إعلان باريس كأساس لمعالجة معضلة الإرهاب والجريمة المنظمة، وبالتحديد التي ترتكب باسم الدين، والتي تمول من قطر وإيران».وأعرب عن استنكاره وصف مندوب النظام القطري في جامعة الدول العربية لإيران ب «الدولة الشريفة»، مشيراً إلى أن هذا الحديث يدلل على القواسم المشتركة بين الدولتين.وأشار إلى أن قسماً كبيراً من القطريين والإيرانيين، بمن فيهم عرب الأحواز وغيرهم من المكونات الأخرى، يرفضون ممارسات الأنظمة الإرهابية التي تصدرها كل من الدوحة وطهران.يذكر أن المؤتمر نظم بالتعاون مع الوكالة الدولية للصحافة والدراسات الاستراتيجية، وحسب القائمين عليه يعد هذا المؤتمر أكبر تجمع للمتخصصين في مواجهة ظاهرة الإرهاب.
مشاركة :