نموذج نجوى بن شتوان

  • 10/29/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يوسف أبولوز تكشف الروائية الليبية نجوى بن شتوان، في برنامج «روافد» على الفضائية العربية عن وضع التعنيف الذي تعرضت له خلال سلطة معمر القذافي ومحاولة ترويضها، كما قالت، ولكن ذهبت سلطة ملك الملوك ، وبقيت بن شتوان في الحياة، وفي الكتابة، وبعد الثورة كما أفصحت غادرت إلى إيطاليا لتواصل في محطتها هذه مشروعها الروائي بلا عنف وبلا ترويض.أصغيت باهتمام للكاتبة نجوى بن شتوان التي تحدثت أيضاً عن روايتها «زرايب العبيد» المستندة إلى أحاديث نساء كبيرات في السن علمن أنفسهن بأنفسهن بعصامية محترمة، وهي واحدة منهن، ولم يمنعها تعنيف القذافي الذي كان يحيط نفسه بحرس مسلح من النساء من أن تحصل على درجة جامعية عالية.أكتب ذلك لهدف واحد، هو أن الزمن السياسي الاستعراضي لهذا الرجل غطى تماماً = للأسف = على الروح الثقافية في ليبيا التي كانت روائياً وشعرياً ومسرحياً وتشكيلياً غائبة تماماً عن الثقافة العربية، ثم جاء زمن الإرهاب الداعشي ومشتقاته ليزيد الطين طيناً آخر مع أن ليبيا بلد ثقافة عربية عريقة.. ولد فيها شعراء وكتاب وفنانون لا يقلون في أهميتهم عن أبرز الكتاب العرب، ولكن مرة ثانية، ماذا كان في وسع الكتاب الليبيين أن يفعلوه في ظل سلطة تعنف، وتروض، وتحتقر الثقافة والمثقفين.كتبت في هذا المكان قبل نحو عام بهذا المعنى.. أي تغييب الثقافة الليبية في مناخ إرهاب وجنون القذافي، وفي مناخ إرهاب وجنون الجماعات الإرهابية المتطرفة في ليبيا، التي تتلقى دعماً مادياً وإعلامياً وتسليحياً من دول راعية وآوية للإرهاب، وبدلاً من أن تذهب أموال هذه الدول للتنمية البشرية والثقافية والاقتصادية داخلها وخارجها بنبل وكرامة.. نشاهد أن العكس هو ما يجري وبشكل علني.. يذهب المال إلى الإرهاب في ليبيا وفي غيرها من بلدان مستغلة بتسييس الثروة وتوظيفها نحو التطرف والعنف والكراهية.كنت آمل أن تتحدث الكاتبة نجوى بن شتوان عن النقطة السابقة بشكل خاص.. أي التلاعب بليبيا بالمال غير النظيف، بل، نأمل أن نسمع صوت المثقفين الليبيين الرافضين لاستغلال بلادهم وتحويلها إلى «عزبة» مسلحة وشحن الإرهابيين إليها بناقلات عابرة للحدود.هل يخشى الكاتب الليبي من إعلان موقف شجاع يرفض التدخل الانتهازي في بلاده؟ أم أنه يعيش حالة إحباط مزدوجة الأولى أوجدها القذافي، والثانية أوجدتها جماعات تسييس الدين والفكر والثقافة عبر قنوات إعلامية ومرتزقة إعلاميين يشترون ويبيعون بالجملة وبالمفرق من سوق الكتبَة الجاهزين والطائعين لمن يدفع أكثر، والأرجح أن المثقف الليبي يعيش هذه الحالة الازدواجية المدمرة.. لكن الرهان دائماً هو على جيل ثقافي ليبي قادم من وسط رماد بلاده يدله إلى شجاعة الموقف كتاب وكاتبات مثل نجوى بن شتوان التي رفضت التدجين والترويض سواء أكان ذلك بسلطة الطاووس، أو بسلطة المال السياسي الملوث. y.abulouz@gmail.com

مشاركة :