يتجاوز ضرر تدخين المرأة الحامل؛ حيث إنه ينتقل إلى الجنين؛ وذلك ما أيدته دراسة حديثة، وجدت أن تدخين الحامل يزيد احتمالية ولادتها لطفل مصاب بالشلل الدماغي.يعد التدخين أثناء الحمل عامل خطر للإصابة بكثير من المشاكل الصحية، التي تحدث للجنين كالولادة المبكرة، والتشوهات كالشفة الأرنبية، وأيضاً متلازمة موت الرضع الفجائي، وربطت دراسة سابقة بين التدخين في الحمل وزيادة احتمالية إصابة الطفل بالشلل الدماغي؛ لكن لم تتضح وقتها الآلية التي تقف وراء تلك العلاقة، وفي الدراسة الحديثة، التي نشرت بمجلة «منتهى علم الأعصاب الجزيئي»، قام باحثون من جامعة التقنية باستراليا بمحاولة كشف المزيد من تلك العلاقة؛ وذلك من خلال التجربة على صغار الفئران المولودة لأمهات مدخنات قبل وأثناء الحمل، وبعد فحص المهارات الحركية لتلك الصغار وجد أن لديها مشاكل حركية مشابهة لتلك المشاكل الناتجة عن الشلل الدماغي، فقد كانت حركتها غير اعتيادية وأطرافها ضعيفة، وأكثر قلقاً كما أنها تعاني ضعفاً بوظيفة الذاكرة؛ ما يؤثر في مقدرتها على التعلم، وبمزيد من البحث وجد أن مشاكل الحركة ناتجة عن زيادة الأكسدة وهو خلل التوازن بين مضادات الأكسدة والجزيئات الضارة المعروفة بالشوارد الحرة.ويؤدي التعرض إلى دخان السجائر إلى الإصابة الدماغية الناتجة عن نقص الأكسجين وهي إصابة تمنع الميتوكندريا (مصانع الطاقة بالخلية) من إنتاج الكمية الكافية من مضادات الأكسدة، ما يسمح للشوارد الحرة بالتجمع، وتسبب تلف خلايا الدماغ. يرى الباحثون، أن تلك النتائج تعطي سبباً آخر للنساء الحوامل لامتناعهن عن التدخين، وتشير تلك النتائج إلى أن الإقلاع المبكر عن التدخين يعطي نتائج أفضل، ويقي الجنين العديد من المشاكل الصحية التي يولد بها أو التي يصاب بها مستقبلاً، ويفضل أن يكون الإقلاع قبل عدة أشهر على الأقل أو حتى عام قبل الحمل؛ لأن التدخين يؤثر في جودة البويضات لدى المرأة وفي خصوبتها
مشاركة :