كامب صغير لا تتخطى مساحته 10 أمتار، قش وخشب وصدف كانت أدوات بنائه، وموقعه فى ركن بعيد هادئ فى صحراء سيناء، قبالته البحر وخلفه الجبال، ويحاوطه سحر الطبيعة من جميع الأنحاء، يسكن فيه زوجان فى مقتبل الثلاثين من عُمريهما، قررا أن يزهدا القاهرة بمتاعها ويكرسا بقية حياتهما فى العُزلة هُناك. «بسنت وأحمد»، صديقان قررا منذ عامين أن يتركا كل شىء خلفهما فى العاصمة، ويعيشا فى سيناء تحديداً فى منطقة بين نوبيع وطابا، بعد أن ملّ كل منهما من صخب المدينة. الضوضاء بزحامها والمُضايقات التى تقابلهما، ليجمعهما حلم العيش فى سيناء ما تبقى من عمرهما. «المجتمع معدش عنده وقت للمساعدة والزحمة والخنقة والدخان وعدم إحساسى بالأمان فى أى حاجة لا فى شغل ولا فى عربية ولا فى شارع كانت أسباب كافية إنى أقرر انفصل عن العالم ده» كانت هذه أسباب كافية جعلت بسنت فريد 35 عاماً، تعمل فى مجال المجتمع المدنى منذ عام 2007، وكانت مرشحة لدخول مجلس الشعب، تقرر الهجرة، وبعد أن سافرت هى وصديقتها شيرين فى رحلة استجمام إلى سيناء قررت أن تعدل عن الفكرة وتستبدلها بالعيش هُناك. وتكمل بسنت: «لما سافرنا شوفت الحلم قصاد عينى، اتخطفت، وقابلت أحمد هناك كُنا أصدقاء عادى من قبلها وهو كان بيشتغل فى بنك فى دبى.. شوفنا بعض هناك بشكل تانى وحبينا بعض وقررنا نسيب شغلنا ونعمل مشروعنا وبيتنا وحياتنا ونتجوز هنا فى سيناء». وبعد الاستقرار على مكان يطل على البحر وبالاتفاق مع البدو، وضعا الأساس الأول لحلمهما، وشيدا «عش الزوجية»، وعدة أكواخ تجاوره لبدء مشروع يتكسبان منه، وتقول بسنت: «فى ناس بيجولنا بنعملهم برنامج كام يوم وأنا اللى بطبخلهم بإيدى». «سيناء نداهة وندهتنى» هكذا قال أحمد الشريف، 38 عاماً، عن تجربته: «روحت سينا أول مرة فى مايو 2016 كنت نازل إجازة من دبى، مرجعتش تانى لا القاهرة ولا دبى، وقررت أنا وبسنت نتجوز ونعمل فرحنا هنا وسط البحر والطبيعة مع أصحابنا.. ومحدش متخيل كمية الراحة النفسية اللى حاسيين بيها». «عُرس من طبيعة سيناء» كان هذا حال فرح بسنت وأحمد اللذين أقاماه منذ شهر تقريباً، بتكاليف قليلة وبمساعدة أصدقائهما الذين تطوعوا كل منهم بخبرته للمساعدة، وعلى رأسهم نوران مدحت صديقة بسنت والتى صممت فستان الفرح والديكور، وتقول «نوران»: «قعدنا أسبوعين أنا وأصحابى قبل الفرح فى سيناء وعملتلها فستانها الضهر كله بالصدف، والمكان كمان كله زينته بالصدف والقواقع والأخشاب..الفرح كان حلم».
مشاركة :