التخصص يقود إلى الإبداع.. عادل بوطيبان نموذجاً

  • 10/30/2017
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

الشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع يعكس محبة الآخرين وخدمتهم، ليكون لصاحبها دور إيجابي ذو قيمة مضافة، لا أن يعيش هائماً على هامش الحياة. لذا هذه مقولة أرددها دائماً في معرض الإشادة بكل جهد هادف موجه، يعتمد التركيز على أهداف محددة ليسهل تحقيقها، خصوصاً إن كانت هذه الأهداف تمس حاجة ملحة لتعالج مشكلة كبيرة، وتسد ثغرة مهمة في مجال التوعية المرورية، التي أجادها الشاب الطموح المملوء بالشعور بالمسؤولية تجاه وطنه وأهله وناسه في الكويت عادل بدر البطي بوطيبان، الذي أطلق مشكوراً مأجوراً مبادرة «طريج دوت كوم» في2012/7/17 بشكل فردي غير ممول رسمياً أو أهلياً ليختص بنشر مفهوم الوعي والأمان لدى مستخدمي الطريق، منطلقاً من أن حل المشكلات المرورية ليس بالضرورة مسؤولية حكومية فقط، بل مسؤولية أهلية فردية أو جماعية على حد سواء. الجديد في الفكرة هو الدخول على المجتمع بلغة حديثة جذابة مختلفة تماماً عن الأساليب التقليدية، لتصل إلى المستهدفين بالتوعية من خلال الموقع الإلكتروني للمبادرة، والنشرة الإلكترونية الشهرية، وحسابات المبادرة على التويتر والانستغرام، وصفحة المبادرة على الفيسبوك، وقناة المبادرة على اليوتيوب. لتتضافر هذه الرسائل لنشر أهم الإيجابيات المرورية التي يقوم بها الشباب من مستخدمي الطريق ودعمها إعلامياً، وكذلك السعي لتحقيق مفهوم التوعية المرورية المستدامة الذي ابتكره من خلال هذه المبادرة، من حيث استثمار الطاقات الشبابية المتميزة في نشر التوعية بحيث تكون الرسالة منهم وإليهم. لم تقبع المبادرة في حضن صاحبها، بل استهدفت الفرق والتجمعات الشبابية، سواء ذات الصلة باستخدام الطريق أو الفرق التطوعية الأخرى لتسهيل نقل رسالة التوعية تلك، بل تخطت هذه الفرق لتصل إلى الأبطال المتميزين في العديد من المجالات الرياضية لتوصيل الرسالة التوعوية على ألسنتهم ولتسهل وصولها إلى محبيهم ومتابعيهم. فضلاً عن إقامة الفعاليات المتنوعة لخدمة هذا الغرض كالمحاضرات والمسابقات والرسائل، والتكامل مع الجهات الرسمية المختصة بما تملك من إمكانات مادية ومعنوية. كل ذلك يأتي بعيداً عن أي فعل أمر أو نهي (افعل – لا تفعل)، بل يتم تقديم رسالة التوعية كما هي اعتماداً على ذكاء المستهدفين، فاللبيب بالإشارة يفهم. وتتوج تلك التوعية أساليب تحفيزية متنوعة منها تكريم المتميزين مرورياً سواء بالالتزام بالسلوك المروري السليم، أو بالتوعية الجادة الناجحة في هذا المجال. ولقد أثمرت هذه المبادرة إصدارات كثيرة كالكتب والكتيبات والنشرات والقصص والمسابقات والإعلانات ورقياً وإلكترونياً بل وكراسات تلوين للأطفال. إن الطاقات الشبابية الكامنة كثيرة، لكنها تحتاج إلى من يطلق لها العنان في إطار مقبول من إعطاء الثقة وإتاحة الفرص ودعم المبادرات الفردية والجماعية، والاحتضان الرسمي لها بما يستوعبها ويدعمها، وهذه مسؤولية الجهات الرسمية، بل هي مؤشر جيد لنجاحها وثقتها بنفسها في استقطاب واثق للطاقات الشبابية وتوظيفها لتحقيق أهداف الدولة بشكل متكامل مع الأفراد والفرق الأهلية. أخي المبادر المثابر عادل بوطيبان: كثر الله أمثالك، ونفع بك، وبارك فيك، وأعانك على تكرار نموذجك الطيب ليشمل طيفاً واسعاً من الشباب الجادين أمثالك، ومن جهتي فكما حملت الجهات الرسمية المسؤولية الأدبية لاستيعاب أمثال مبادرتك الطيبة أحملك أنت – وِدِّياً – المسؤولية الأدبية نفسها لاستنساخ النموذج «البوطيباني» الجميل، ليشمل غيرك من الشباب الواعد أمثالك، سواء في المجال المروري أو المجالات الهادفة الأخرى. وفقك الله وأكثر من أمثالك.   د. عبد المحسن الجارالله الخرافيajalkharafy@gmail.comwww.ajkharafi.com

مشاركة :