أجرى رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري مساء أول من أمس، محادثات مع الرئيس القبرصي نيكوس أنستسياديس، تركزت على تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها. واعتبر في تغريدة على موقع «توتير» أن «المزايدة على مدى وقوفي ضد نظام الأسد مزايدة رخيصة، أما وجود سفارة لبنانية في سورية فهو تأكيد لاستقلالنا وسيادتنا». وكان الوزير السابق أشرف ريفي اعتبر أن «تعيين سفير للبنان لدى النظام الكيماوي المطرود من جامعة الدول العربية، يؤكد تبعية السلطة ويزيد من عزلة لبنان»، مشيراً إلى أنه «بدلاً من طرد سفير النظام، تسير السلطة نحو التطبيع معه بطلبٍ من إيران، وتضرب عرض الحائط مصلحة لبنان وعلاقاته العربية». وتوجّه إلى «المنبطحين»، قائلاً: «كفى تفريطاً بالسيادة والكرامة الوطنية ودماء الشهداء. تنازلاتكم لا تمثّلنا وموعد اللبنانيين مع التغيير آتٍ». محادثات قبرص وكان الرئيسان أنستسياديس والحريري عقدا خلوة في نيقوسيا، تلاها اجتماع موسع حضره مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري ووزير الدفاع القبرصي كريستوفروس فوكايديس ووزير الطاقة والتجارة والصناعة والسياحة جورج لاكوتريبيس وسفيرة قبرص لدى لبنان كريستينا رافتي. وقال أنستسيادس في مؤتمر صحافي مشترك إنه يتطلع «قُدُماً لاستضافة قمة ثلاثية بين لبنان واليونان وقبرص في الأسابيع أو الأشهر المقبلة، وأعتقد أنني سأتمكن من استضافة هذه القمة بحضور الرئيس الحريري أيضاً. وناقشنا التطورات في المنطقة ككل، فالتذبذب الذي تعاني منه المنطقة يجعل من الاستقرار في لبنان أمراً ضرورياً. ونعي التحديات التي يواجهها لبنان، وقبرص مدركة للجهود المبذولة في لبنان لمكافحة الإرهاب». وجدد دعم بلاده للقوات المسلحة اللبنانية والجيش بالتحديد، معلناً عن «مساعدة جديدة للجيش اللبناني»، مهنئاً «لبنان على التزامه وكرم الحكومة والشعب في لبنان في استضافة أكثر من مليون ونصف المليون لاجئ سوري». وشدد الحريري على «أن لبنان يقدم اليوم خدمة عامة نيابة عن المجتمع الدولي، من خلال استضافة نحو مليون ونصف المليون نازح سوري هربوا من نظام الأسد بحثاً عن الأمن، ولدينا التزام أخلاقي وإنساني تجاههم. إلا أن هذا يضع ضغطاً كبيراً على اقتصادنا وبنيتنا التحتية، ونحن بحاجة إلى دعم أصدقائنا والمجتمع الدولي لتعزيز استقرار اقتصادنا وخطة الحكومة لتحقيق النمو»، معتبراً «أن قبرص كصديق قديم للبنان وكعضو في الاتحاد الأوروبي، لديها دور مهم في هذا المجال». وقال إنه أكد للرئيس القبرصي «أن حكومتي ملتزمة التزاماً كاملاً القرار 1701، وأؤكد التزام لبنان وحدة الأراضي القبرصية واستقلالها. ودعونا مراراً للتطبيق الكامل لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ونشجع تعزيز الجهود من أجل الوصول إلى حل سلمي يضمن حقوق الجميع. وأعرب الرئيس أناستاسيدس لي عن التزامه إعادة إطلاق المفاوضات لحل هذه المسألة». وكان الحريري اطمأن في بيروت إلى صحة مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس، ونشر صورة على «تويتر» معه قائلاً إنها «بعد الفحوص الطبية التي أجراها».
مشاركة :