واشنطن أدركت خطأ دول الحصار في تقدير قطر

  • 10/30/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أكد موقع «يوراسيا ريفيو» أن الولايات المتحدة لا تزال تشعر بالقلق إزاء استمرار أزمة الخليج للشهر الخامس، مشيراً إلى أنه حتى الآن يعتبر تحقيق الوحدة بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي أمراً بعيد المنال.قال الباحث الأميركي فنست لوفاسو، في تحليل نشره موقع «يوراسيا ريفيو»، أن الولايات المتحدة لديها القدرة على فرض نفوذ أكبر بين قطر والمملكة العربية السعودية لخلق سبل لا تؤدي إلى تصعيد لهجة الخطاب، لافتاً إلى أن واشنطن لا تزال تشعر بالقلق إزاء الثمن الذي دُفع مقابل استمرار هذا الصراع، الذي لا ينبغي أن يستمر. تعاون قطري وأوضح أنه حتى الآن، تعاونت قطر بشكل كامل في الحوار، وأنها مستعدة للمضي قدماً مع الولايات المتحدة لإشراك الجانب الآخر -وخاصة السعودية- في الجلوس إلى طاولة المفاوضات ورفع الحصار عنها. لكن الإدارة الأميركية يائسة في إيجاد وسيلة للخروج من هذه الأزمة. وفي هذه المرحلة، أدركت الولايات المتحدة أخيراً أن السعودية والإمارات العربية المتحدة على وجه الخصوص، أخطأتا في تقدير الموقف القطري من الأزمة. ورأى الكاتب أن قطر فعلت كل ما كان عليها القيام به، ولكن الجانب الآخر لم يفعل ما يكفي لدعم الحاجة إلى مزيد من الحوار والمفاوضات، مضيفاً أنه إذا كان بإمكان الوزير تيلرسون دفع السعوديين والإماراتيين إلى بذل مزيد من الجهود، فإن البيئة من أجل حل سلمي للأزمة يمكن أن تأتي عاجلاً وليس آجلاً. قطر دولة ذات سيادة وأشار الكاتب إلى أن تيلرسون حين زار الخليج في يوليو، غادر دون تحقيق انفراجة، لكنه وقّع مذكرة تفاهم مع قطر من شأنها أن تعزز التعاون الوثيق بين واشنطن والدوحة، كما حث تيلرسون الدبلوماسيين على تكثيف جهودهم لإيجاد حل. وفي الوقت نفسه، عرض الرئيس ترمب أيضاً التوسط مع أمير الكويت في اجتماع للبيت الأبيض في أوائل الشهر الماضي لإنهاء الأزمة. وأوضح أن جهوداً لا حصر لها بُذلت لجلب الأطراف إلى طاولة المفاوضات. ومع ذلك، يبدو أنه من غير الممكن إحضار أربعة بلدان يرفضون التفاوض أو حتى الدخول في نقاش مع قطر حول القضايا الإقليمية والدولية التي لديهم خلافات بشأنها. وأحرزت قطر تقدماً؛ فعلى سبيل المثال، جاء العديد من الوفود الأميركية والأوروبية إلى قطر للمساعدة في تعزيز الجهود الدبلوماسية بين القطريين والأطراف الأخرى، ولكن كان هناك أيضاً دعم من المجتمع الدولي للاعتراف بأن قطر دولة ذات سيادة يمكن أن تنفّذ سياستها الخارجية الخاصة المستقلة عن بعض الحكومات الاستبدادية الأخرى في المنطقة. ومضى الكاتب للقول: «عندما يتعلق الأمر بالإرهاب، يجب ألا تقع دول الخليج في فخ الحديث عن ذرائع الإرهاب، بل تناقش أصوله. وقد دعم الشعب القطري الشيخ تميم بقوة، وحتى الآن، فإن دعوات الدول الأربع إلى تغيير النظام في قطر جعلت هذه الدول تبدو سيئة، وهو أمر محرج للمنطقة بأسرها». واعتبر أن ما شجع الوزير تيلرسون على انتقاد دول الحصار التي تقودها السعودية ضد قطر، هو إحباطه مع أعضاء مجلس التعاون الخليجي الآخرين من دخول هذه الدول في حوار مع قطر وتسوية خلافاتهم في ما بينهم. كما لم يكن هناك رد من إدارة ترمب لفترة طويلة على هذه المسألة للتوصل إلى حل متماسك يسمح لجميع الأطراف بإعادة توطيد خلافاتها وتوحيدها. انفتاح قطري وأشار الكاتب إلى أن قطر كانت دائماً منفتحة على تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع الدول الأخرى. وتُعتبر روسيا شريكاً استراتيجياً في المنطقة، وتتقاسم علاقات الطاقة مع قطر، واتفقا على استقرار أسعار النفط في العام الماضي. كما تعاونت روسيا وقطر على تحقيق المزيد من الاستقرار في سوريا، وفي المنطقة ككل. ومع تزايد دور روسيا في الشرق الأوسط، تتطلع موسكو إلى لعب دور أكثر حسماً في الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة بوصفها لاعباً يرغب في التحدث إلى جميع القوى الإقليمية، مثل قطر وإيران والسعودية. وأوضح أن قطر ترى أهمية الدور الروسي لتحقيق المزيد من المشاركة، وقد مكّن الحصار الذي تقوده السعودية ضد قطر الدوحة من تنويع علاقاتها مع القوى الأخرى خارج الشرق الأوسط. وتعتمد قطر على علاقاتها مع إيران أيضاً. وأشار إلى أن رفض دول الحصار مشاركة وجود مجال جوي مشترك مع قطر قد سمح للدوحة بتقاسم مجالها الجوي مع إيران، كما أن قطر وإيران تشتركان في بعض من أكبر حقول الغاز في العالم. كما شاركت قطر وإيران بشكل صريح في حل خلافاتهما من خلال الحوار، ودعت الدوحة جميع أعضاء مجلس التعاون الخليجي وإيران إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات لتسوية خلافاتهم في المناطق المضطربة مثل العراق وسوريا وفلسطين واليمن. الدور الأميركي وقال الكاتب: «إن الولايات المتحدة لا تزال أهم لاعب في الشرق الأوسط، وهي تحتاج إلى دول الخليج للتجارة والاستثمار والأمن والنفط. وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط، أصبحت السياسة الخارجية للولايات المتحدة فاشلة مطلقاً. كما دعمت واشنطن منذ البداية حرب التحالف بقيادة السعودية في اليمن، حيث وقعت المأساة الكبيرة والمجاعة للشعب اليمني، واستخدمت الولايات المتحدة أيضاً دول الخليج ضد إيران، وهو مسار ثبت أنه خطير جداً ويقود نحو المزيد من التصعيد في المنطقة». ورأى أنه يجب على الولايات المتحدة ألا تنسحب انسحاباً كاملاً من الشرق الأوسط؛ لأننا نحتاج إلى مكافحة التطرف في المنطقة بأي ثمن، ويجب أن تكون مكافحة الإرهاب أولويتنا الأولى؛ لأنها تشكل تهديداً للولايات المتحدة. واختتم الكاتب مقاله بالقول: «إن قطر تمضي قدماً نحو سياسة خارجية مستقلة بوصفها جزيرة وليس جزءاً من شبه الجزيرة. كما قالت الدوحة إنه إذا لم يكن أحد يريد التحدث إلينا، فلن نتخلى عن سيادتنا، ولن نستسلم أمام هجوم السعودية والإمارات، وسنمضي قدماً بشكل مستقل عن هذه الدول. وحتى الآن، فإن أزمة دول مجلس التعاون الخليجي تسير قدماً، ولكنها ليست مؤلمة كما كانت قبل بدء الأزمة قبل أربعة أشهر. هناك خسائر من جميع الأطراف، ولكن قطر والدول الأربع الأخرى داخل التحالف الذي تقوده السعودية يجب أن تتعلم العيش مع بعضها البعض سلمياً والخروج بانفراجة دبلوماسية.;

مشاركة :