قالت صحيفة إندبندنت البريطانية إن إعلان قطر استعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران هي إشارة إلى أن أزمة الخليج لا تظهر أيّ علامة على النهاية، كما تكشف عن سوء تقدير وانهيار آمال دول الحصار. وأضافت الصحيفة -في تحليل نشرته عبر موقعها الإلكتروني- أن السعوديين سيشعرون بالغضب جراء هذه الخطوة، مشيرة إلى أنهم قادوا تحالفاً بين الإمارات والبحرين ومصر لفرض حصار على قطر، مع التحذير بأنه لن يرفع حتى تنفذ الدوحة المطالب الـ 13، وتوقعوا بكل ثقة أن ينهار القطريون، لكن تبين أن ذلك سوء تقدير كبير منهم. ولفتت الصحيفة إلى أن الرياض وحلفاءها وجهوا لقطر مجموعة متنوعة من الاتهامات بما في ذلك دعم التطرف، لكن أحد المصادر الرئيسية للغضب هو علاقات الدوحة الودية مع طهران، مشيرة إلى أن السعوديين لم يتجرأوا على تنفيذ هذه الخطوة -التي لا تخلو من المخاطر- إلا بعد التهديدات التي أطلقها دونالد ترمب ضد إيران خلال رحلة بيع الأسلحة إلى المملكة. واستدركت الصحيفة: «لكن ما اعتقده السعوديون أنه موقف قوة بدأ يضعف بسرعة، وتماشياً مع سلوكه المربك والمتناقض، أصدر ترمب بياناً أولياً يدين قطر، وفي الوقت نفسه أعرب وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتيس عن دعمهما لقطر، وأشارا إلى أنها حليف رئيسي، وأن العمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط تدار من هناك. وتابعت: «إذا كان هناك أيّ توقع سعودي آخر بأن التدابير العقابية ضد قطر سترسل إشارة تحذير إلى عمان والكويت -وهما دولتان خليجيتان سنيتان ذات علاقات جيدة نسبياً مع إيران- فقد فشل أيضاً هذا التوقع، مثلما انهارت الآمال بعزل إيران عندما حضر أكثر من مائة دولة حفل تنصيب الرئيس الإيراني حسن روحاني في وقت سابق من هذا الشهر بما في ذلك: روسيا، والصين، والهند وكل دولة رئيسية في غرب أوروبا». واعتبرت «إندبندنت» أن تحالف السعوديين مع شخصية قطرية هامشية لتسهيل أداء القطريين للحج هو علامة على تزايد القلق السعودي من الفشل في تحقيق هدفهم. واختتمت الصحيفة تحليلها بالقول: «من غير المحتمل أن يكون القطريون هم أول من يتراجع في هذه المواجهة المتقلبة».;
مشاركة :