بغداد وأربيل تقتربان من التوصل لاتفاق نهائي

  • 10/30/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تستمر الاجتماعات بين الوفد العسكري للحكومة العراقية ووفد إقليم كردستان، حيث عقد امس الاجتماع الثالث بإشراف أميركا في معبر فيشخابور، وقال مصدر مطلع على الاجتماعات، إن الجانبين يقتربان من التوصل إلى اتفاق نهائي، وأن هناك نقاطا وآراء مشتركة قد تفضي إلى اتفاق. وأضاف المصدر الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أنه «لإدارة معبر فيشخابور الحدودي مع تركيا اقُترح نشر قوات حرس الحدود وقوات البشمركة وقوات أميركية في المعبر». وبشأن المناطق الكردستانية الواقعة خارج إدارة الإقليم، التي لا تزال قوات البشمركة موجودة فيها، مثل شيخان والمحمودية وسحيلة وألقوش والكوير والخازر وغيرها، ثمة اقتراح لإدارتها بشكل مباشر وأن تتمركز فيها قوات مشتركة من البشمركة والقوات العراقية. وبحسب معلومات حصلت عليها شبكة رووداو الكردية فإنه سيتم التعامل مع كركوك وطوزخورماتو والمطارات بموجب الدستور دون أن تدخل في إطار هذه الاتفاقية. وفي هذا الاطار، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، إن الأزمة ستتفاقم في بلاده إذا لم تسيطر القوات العراقية على منافذ تصدير النفط إلى تركيا. وكان العبادي يشير الى منطقة فيشخابور، حيث يمر من هناك خط الأنابيب الخاص الذي ينقل نفط مناطق في الإقليم وكركوك (شمال) إلى تركيا. في المقابل، قال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الايرانية محمد باقري إن إيران ستزيل القيود الحدودية مع منطقة كردستان العراق خلال الأيام المقبلة بعد إغلاقها عقب الاستفتاء. وفتحت إيران بالفعل معبر باشماغ الأسبوع الماضي. في المقابل، أكد رئيس اقليم كردستان المنتهية ولايته مسعود بارزاني، ان البشمركة ستدافع بكل قوة عن كرامة وهيبة كردستان إذا استمرت بغداد باستخدام لغة التهديد وفرض الارادة، واصفا اجراءات وتهديدات الحكومة العراقية بغير الدستورية، وذلك عقب لقائه سفيري المانيا وفرنسا سيريل نان وبرونو أوبيرت اللذين شددا على أهمية موقع ودور اقليم كردستان. وتابع بارزاني أنه «بحسب الدستور لا يجوز استخدام القوة العسكرية في الصراعات السياسية وضد شعب كردستان»، لافتا الى «اننا بالضد من إسالة الدماء وأن النية السيئة وتقدم الحكومة العراقية خلال الأيام الماضية أجبرت البشمركة على الدفاع». ورحّبت الولايات المتحدة امس بقرار بارزاني التنحّي عن منصبه بعد رهانه الفاشل على الاستقلال. وقالت وزارة الخارجية الاميركية في بيان «ندعو الحكومة العراقية وحكومة اقليم كردستان بادارته الجديدة الى العمل بشكل عاجل على تسوية القضايا العالقة في اطار الدستور العراقي». واضافت الخارجية الاميركية ان «بارزاني شخصية تاريخية وقائد شجاع لشعب حتى مؤخرا في معركتنا المشتركة» ضد «داعش»، معتبرة ان قراره «هو تصرّف رجل دولة في فترة صعبة».توتر في الإقليم في غضون ذلك، حذر رئيس الوزراء حيدر العبادي، امس، من انعكاس الخلافات السياسية على المواطن الكردي في اقليم كردستان، داعيا الى الالتزام بالنظام والقانون والتهدئة في محافظتي اربيل ودهوك، فيما أكد حرص حكومته على استتباب الاوضاع في جميع محافظات العراق. وعقب اعلان رئيس الاقليم مسعود بارزاني مساء الاحد عن تنحيه عن رئاسة كردستان، شهد الاقليم توتراً أمنيا وسياسيا واقدم عدد من مؤيدي الحزب الديموقراطي الكردستاني، الذي يتزعمه بارزاني، على إضرام النيران في مقرات الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير وإذاعة آشتي بمدينة زاخو شمال غرب دهوك، فيما اقتحم العشرات مبنى برلمان الاقليم في اربيل. وقال العبادي في بيان: «نتابع عن كثب تطورات الاحداث وما حصل من اعتداءات على مقرات الاحزاب وكذلك على الاعلاميين ومحاولات إحداث فوضى واضطرابات في اربيل ودهوك»، مشيرا الى أنه «امر يضر بمواطنينا في الاقليم وبالوضع العام هناك». وقالت حركة التغيير الكردية (كوران) والاتحاد الوطني الكردستاني في بيانين منفصلين إن عددا من المقرات التابعة لهما في دهوك تعرض لعمليات نهب وحرق خلال الليل. ولم تشر الأنباء إلى وقوع ضحايا. وقالت حكومة كردستان إنها أمرت قوات الشرطة المحلية المعروفة باسم الأسايش بوقف هذه الهجمات. ويساند كوران والاتحاد الوطني الكردستاني حق الأكراد في تقرير المصير إلا أن كوران عارض الاستفتاء قائلا إن توقيته كان خاطئا. وأيد الاتحاد الوطني الكردستاني الاستفتاء على مضض ثم انسحبت البشمركة التابعة له من كركوك. وكان بارزاني أعلن ان ما يتعرض له شعب كردستان كان مخططا له ولا علاقة له بالاستفتاء، مؤكدا أنه لم يتوقع الخيانة التي حصلت في كركوك، وأن التخاذل الدولي يعود لسعي المجتمع الدولي وراء مصالحه. واضاف في خطاب ان «الأحداث الأخيرة أثبتت مرة أخرى لشعب كردستان أن لا أصدقاء لنا سوى الجبال»، في اشارة إلى حقبة نضال طويلة عاشها الاكراد منذ تأسيس دولة كردستان في مهاباد. (بغداد-اف ب ، رويترز ، السومرية نيوز)

مشاركة :