الخرطوم - اتفقت الخرطوم وجوبا الاثنين على تأمين الحدود وفتح المعابر وتنفيذ اتفاقيات التعاون المشترك ووقف الاتهامات المتبادلة. وقال وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف في مؤتمر صحفي مشترك بالعاصمة الخرطوم عقب مباحثات مع نظيره الجنوب سوداني كوال ميانق إن "الطرفين اتفقا على فتح 4 معابر حدودية (عددها الإجمالي 10) بعد اكتمال الإجراءات الفنية قريبا بالتعاون مع أجهزة أمن الدولتين". وفي العام 2013، تم إغلاق المعابر الحدودية بسبب اتهام حكومة الجنوب للخرطوم بدعم متمردين. وأشار بن عوف إلى "اتفاق الطرفين على تفعيل اللجان المشتركة ووضع نقاط المراقبة على الحدود والتواصل المباشر لتحقيق المصلحة المشتركة لإيجاد الحلول الجذرية للقضايا العالقة". وأوضح أن "الطرفين اتفقا أيضا على ترسيم المنطقة المنزوعة السلاح". وفي 27 سبتمبر/أيلول 2012، وقع السودان وجنوب السودان على 9 اتفاقيات للتعاون المشترك في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وتتضمن الاتفاقيات مجالات النفط والمسائل الاقتصادية والترتيبات المالية الانتقالية ورسوم عبور وتصدير نفط جنوب السودان عبر الأراضي السودانية إضافة إلى التجارة الحدودية بين البلدين. ونصت الاتفاقيات أيضا على اقتطاع منطقة حدودية بمسافة 10 كيلومترات على طرفي الحدود ينزع سلاحها وتسحب منها الجيوش، حيث أطلق عليها "المنطقة منزوعة السلاح". وبشأن الاتهامات المتبادلة بين البلدين بدعم حركات التمرد، قال الوزير السوداني "هذه الاتهامات انتهت تماما". وقال وزير الدفاع الجنوب سوداني كوال ميانق إن "زيارتنا إلى الخرطوم تهدف لتقوية العلاقات بين البلدين". وأشار إلى "أهمية تنفيذ اتفاقيات التعاون المشترك لتحقيق الأمن والاستقرار"، مستدركا أن "تنفيذ تلك الاتفاقيات رهين بتحقيق الأمن والاستقرار على الحدود". ووصل وزير الدفاع الجنوب سوداني على رأس وفد رسمي لإجراء المباحثات وتمهيدا لزيارة رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، إلى الخرطوم الأربعاء في زيارة رسمية تستغرق يومين. ويعيش في المناطق الواقعة على طرفي الحدود بين الدولتين قرابة 13 مليون نسمة من مجموع سكان البلدين المقدر بأكثر من 50 مليون. وتقدر قطعان الماشية التي تتنقل بين البلدين على طرفي الحدود بأكثر من 10 ملايين رأس. وانفصل جنوب السودان عن السودان باستفتاء شعبي في 2011. وانفجرت حرب أهلية في الدولة الوليدة بين القوات الحكومية وقوات المعارضة بعد عامين من استقلالها. وخلفت تلك الحرب نحو 10 آلاف قتيل وشردت مئات الآلاف من المدنيين ولم يُفلح اتفاق سلام أبرم في أغسطس/آب 2015 من إيقافها. ونزح مئات الآلاف من مواطني دولة جنوب السودان إلى السودان هربا من القتال والأوضاع الإنسانية القاسية التي ترتبت عن الحرب. ورفض السودان اعتبار مواطني دولة جنوب السودان "لاجئين" بل اعتبرهم مواطنين ومنحهم حقوق المواطنة كاملة.
مشاركة :