أبوظبي: رشا جمال افتتح الدكتور ثاني الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة، أمس، فعاليات المؤتمر العالمي للطاقة الشمسية، الذي ينظمه معهد مصدر التابع لجامعة خليفة، بمشاركة 500 باحث وخبير في الطاقة المتجددة. ويأتي المؤتمر الذي يقام للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ضمن فعالية مشتركة مع المؤتمر الدولي لتدفئة المباني السكنية والصناعية وتبريدها بالطاقة الشمسية، التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية، تستضيفها أبوظبي من 30 أكتوبر إلى 2 نوفمبر، بعنوان: الابتكار للتحول نحو طاقة متجددة 100%. وشهدت فعاليات اليوم الأول، مناقشة 120 ورقة بحثية، بينها 10 ورقات عرضها أساتذة وباحثون من جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، فيما شارك 100 طالب في منتدى الشباب الذي نظمته الجمعية العالمية للطاقة الشمسية على هامش المؤتمر، الذي يناقش على مدار أيام انعقاده الثلاثة 342 ورقة بحثية، بينها 175 تقدّم ضمن عروض شفهية، و167 على شكل عروض وملصقات، قدمها باحثون من 67 دولة، وشارك أساتذة وباحثون من جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا في المؤتمر بعشر أرواق. وقال الزيودي، في افتتاح المؤتمر: «تولي قيادتنا الرشيدة اهتماماً كبيراً للحفاظ على بيئتنا ومواردنا الطبيعية، وينعكس ذلك في الحرص على المشاركة في الجهود الدولية لتطوير تكنولوجيات الطاقة المتجددة، والحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وبناء القدرات في مجال الطاقة النظيفة، والاستفادة المثلى من الموارد الطبيعية. كما تهدف استراتيجية الإمارات للطاقة 2050، إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بنسبة 70%، وزيادة استخدام الطاقة النظيفة بنسبة 50%، وتحسين كفاءة استخدام الطاقة بنسبة 40% بحلول عام 2050، ما سيثمر توفير 700 مليار درهم».وقال: «تتصدر الإمارات المنطقة في نشر مشاريع الطاقة المتجددة الضخمة، وتمكّنت من خفض أسعار الطاقة الشمسية ثلاث مرات خلال العامين الماضيين في أبوظبي، ودبي، حيث حققنا رقماً قياسياً عالمياً في انخفاض أسعار الطاقة الكهروضوئية، بطرح مناقصة لمشروع كهروضوئي بقدرة 350 ميجاوات، جذَب عرضاً بقيمة 2.42 سنت لكل كيلووات/ساعة، ما يؤكد أن مصادر الطاقة المتجددة تحمل فوائد اقتصادية إلى جانب الفوائد البيئية».وأكد عدنان أمين، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، أن دولة الإمارات تشهد تقدماً في تحقيق التحول في نظام الطاقة العالمي، وتلعب الطاقة الشمسية دوراً محورياً في هذه العملية. وقال: «يتمثل الدافع الرئيسي وراء انتشار الطاقة الشمسية في القيمة التجارية التي توفرها، والتي لم تصل إلى هذا القدر من قبل، ويتواصل الانخفاض في الكلفة بشكل كبير، ونشهد نشوء نظام طاقة يعزز اللامركزية وتعدد المصادر، ما سيمهد الطريق لتحقيق المزيد من النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل وبناء مستقبل قائم على الطاقة المستدامة».وقال الدكتور ستيف جريفيث، نائب الرئيس التنفيذي للأبحاث بالوكالة في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، والرئيس المشارك للجنة الدولية المنظمة للفعالية المشتركة لمؤتمر (SWC)، ومؤتمر (SHC) لعام 2017: «تعكس استضافة أبوظبي للمؤتمرين مدى أهمية المنطقة والإمارات، خصوصاً بالنسبة لأسواق الطاقة العالمية، والنمو الذي تحققه المنطقة في الطاقة المتجددة، لا سيما الطاقة الشمسية. لقد كانت الإمارات على مدى الأعوام القليلة الماضية، في مقدمة الدول المهتمة ببناء محطات ضخمة لتوليد الطاقة الشمسية بكلفة منخفضة، ما يظهر وجود فرصة لإنتاج طاقة متجددة منخفضة الكلفة في المنطقة والعالم». وأشار الدكتور ديفيد رينيه، رئيس الجمعية العالمية للطاقة الشمسية، إلى أن العناصر الأساسية اللازمة لتحقيق تحول مستدام في الطاقة بالعالم، هي الابتكار التكنولوجي والفرص المالية، وتطوير السياسات، واتخاذ خطوات عملية في المجتمع.وقال كين جوثري، الرئيس المشارك للمؤتمر، ورئيس برنامج التدفئة والتبريد، التابع للوكالة الدولية للطاقة: «انعقاد المؤتمر لهذا العام في أبوظبي، تقدير للدور القيادي لمعهد مصدر، في مسيرة التحول من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة. وبوجود الجمعية العالمية للطاقة الشمسية ومعهد مصدر، فإن المؤتمر يحظى بشركاء مهمين، ليكون من جديد منصة تسهم في تعزيز التفاهم والتعاون، وبناء علاقات متينة بين الباحثين وقطاعات الأعمال». وينعقد المؤتمران في الإمارات، في وقت يشهد فيه قطاع الطاقة الشمسية نمواً سريعاً ومتواصلاً، ومع إطلاق أكبر محطة للطاقة الشمسية المركزة بقوة 700 ميجاوات في العالم، يتوقع أن يزداد إنتاج الإمارات من الطاقة الشمسية، بمعدل سنوي يبلغ 55% بين عامي 2017 و2026، وفقاً لمؤسسة بي أم أي للأبحاث، الرائدة في الاقتصاد الكلي والصناعات وتحليل السوق المالية، كما يُتوقع أن يصل إسهام الطاقة الشمسية في إجمالي إنتاج الطاقة في الدولة، خلال هذه الفترة إلى 7.9%، بعد أن كانت تشير التقديرات إلى 5.9%، ما يعِد بمستقبل أفضل، ويعزز من تفاؤل قطاعات الأعمال.
مشاركة :