متابعة: هديل عادل قامت أربع طالبات من جامعة الإمارات بتحويل الطحالب إلى حبر طبيعي %100، لاستخدامه في طابعات الليزر، للحد من آثار أحبار الطابعات السلبية، حيث إنها مضرة بالبيئة لاحتوائها على الكربون، والمواد الكيميائية والبترولية المعالجة، ويعمل فريق المشروع من خلال شركة ناشئة (ألغا لايف- ALGA) تحت مظلة حاضنات الأعمال في منتزه جامعة الإمارات للعلوم والابتكار، ويتكون من خولة اليماحي، شيماء القصاب، وردة الكندي، وخديجة اليماحي من كلية الهندسة الكيميائية، وتؤكد الطالبات أن منتجهم صديق للبيئة، وذات جودة عالية، وسيتم توفيره بأسعار تنافسية قريباً.تتحدث الطالبة خولة اليماحي، عن فكرة مشروعهن، قائلة: جاء هذا المشروع كحل لمشكلة استخدام الحبر المصنوع من مواد كيميائية لها آثار سلبية في الإنسان والبيئة، من خلال استبداله بحبر مصنوع من الطحالب الخضراء، للحد من آثار أحبار الطابعات السلبية المستخدمة اليوم، حيث أنها مضرة بالبيئة لاحتوائها على الكربون والمواد الكيميائية والبترولية المعالجة، كما أنها تسبب سرطانات الجلد، والكبد، والرئة، وغيرها من الأمراض التي تهدد صحة الإنسان، ومن المعروف أن صناعة الحبر اشتهرت منذ نحو 2500 قبل الميلاد في أنحاء مصر القديمة، والحي الصيني، وكانت عبارة عن مواد خام بسيطة جداً، وسهلة، ومتوفرة في الطبيعة، مثل السخام الأسود المخلوط مع الصمغ العربي، وتطورت صناعة الحبر لتناسب جميع الاستخدامات، ودخل في تركيبها ثلاثة مواد أساسية، هي الصبغات، والمذيبات، والمواد الكيميائية المضافة، التي تشكل خطراً على الصحة العامة والبيئة، وتعتبر صناعة الحبر مكلفة جداً، فالحبر يشكل عشرة أضعاف سعر النفط الخام الذي يستخدم في تصنيع الحبر نفسه، ومن هنا كان لا بد من البحث عن بديل لتقليل أضرار وتكلفة الحبر، والبديل هو الطحالب الخضراء بشتى ألوانها، فهي سريعة النمو، وزراعتها تمثل حلاً أيضاً لمشكلة الاحتباس الحراري، ومن مميزاتها أنها طريقة مستدامة وقابلة للتجدد والتحلل ؛ لتحافظ على صحتنا وبيئتنا.أشعة الشمستوضح شيماء القصاب، سبب استخدامهن للطحالب في صناعة الحبر، ومراحل تصنيعه، قائلة: تعد الطحالب المكون الأساسي في صناعة الحبر، وسبب اختيارها هو توفرها بكثرة في البيئة البحرية، ونموها السريع، حيث إن نموها لا يتطلب سوى توفير الماء، وإن كان عكراً، وأشعة الشمس، وثاني أوكسيد الكربون، ويعد استزراع الطحالب ذات فائدة بيئية، لأنها تساهم في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، كونها تمتص ثاني أوكسيد الكربون وتنتج الأوكسجين، وتتم زراعة الطحالب وتحضيرها وتهيئتها للاستخدام، وبالأخص فصيلة الكلوريلا في المختبرات، حيث نقوم بإضافة العديد من المواد الطبيعية ضمن مراحل صناعة الحبر لتحقيق الخصائص المطلوبة للحبر، ويتطلع الفريق إلى زراعة الطحالب الحمراء والخضراء المزرقة، وذلك لإنتاج الحبر بألوان مختلفة، ومما يجدر الإشارة إليه هنا أننا في المرحلة الأخيرة من اختبار ودراسة المنتج من ناحية الجودة والسعر، ويتوقع الحصول على الشكل النهائي له قريباً.موارد طبيعية تؤكد ورده الكندي، على أهمية مشروعهن، قائلة: صناعة الحبر من الطحالب ابتكار يجسد رؤية قيادتنا الرشيدة لسنة 2030، التي تدعو إلى تقليل الاعتماد على الصناعات التي تقوم على قطاعات النفط، والسعي إلى تحقيق بيئة مستدامة، ويعتمد هذا الابتكار على استغلال أحد الموارد الطبيعية (الطحالب) المتوفرة في دولة الإمارات في إنتاج إحدى الصناعات التي يحتاجها المجتمع برؤية مبتكرة ومستدامة، تحافظ على البيئة وتدعمها، باعتبار أن زراعة الطحالب الخضراء ستساعدنا على صناعة الحبر من مواد صديقة للبيئة، وستساهم في حل مشكلة الاحتباس الحراري أيضاً.وتقول خديجة اليماحي، طالبة تقنية معلومات: انبثقت الفكرة الأولية لمشروعنا عندما فكرنا في تطوير طابعة صغيرة تعمل بأحبار صديقة للبيئة، وعرضنا فكرتنا على أحد أساتذتنا في كلية الهندسة الكيميائية، واقترح علينا العودة إلى بحث سبق نشره، يتعلق بالطحالب وكيفية الاستفادة منها، وأكد لنا إمكانية الاستفادة من الحبر الذي يستخرج من الطحالب، ومن هنا انطلقنا في رحلتنا نحو تصنيع حبر خاص باستخدام الطحالب، وبعد نجاحنا في استخراج الحبر من الطحالب، شاركنا في مسابقة الابتكار التي أطلقتها جامعة الإمارات لطلبتها، وتقدم المشاركون فيها ب60 فكرة مبتكرة، تأهل منها 10 مشاريع للدخول في حاضنات الأعمال بمنتزه جامعة الإمارات للعلوم والابتكار، وكنا ضمن هذه المشاريع الفائزة، وأسسنا شركتنا الناشئة (ألغا لايف) والمقصود بها الطحالب- الحياة، ونحن نعمل حالياً على استخراج شهادة براءة اختراع، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية حقوقنا الفكرية، بعد أن استخرجنا رخصة العمل، حتى نتمكن من تصنيع الحبر على نطاق أكبر، والوصول إلى أسواق محلية وعالمية بصورة أسرع.
مشاركة :