تميم يكرر في «60 دقيقة» ادعاءات «الحمدين» حول السيادة

  • 10/31/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة:«الخليج» في إطار حملة العلاقات العامة التي تديرها قطر بعد المقاطعة الخليجية والعربية للدوحة في يونيو الماضي، ظهر أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني عبر برنامج «60 دقيقة» على تلفزيون «سي بي إس» الأمريكي مساء أمس الأول، ليردد ويكرر الادعاءات والمزاعم التي أدمن عليها «تنظيم الحمدين» في محاولة لإقناع الآخرين واستدرار تعاطفهم.وقد كان إعداد البرنامج مقصوداً ليرسم خلفية دعائية لقطر كدولة حديثة مختلفة ومتسامحة في محيط محافظ وتقليدي، مايثير الرأي العام الغربي عامة والأمريكي خاصة، ويركز الانتباه إلى أن قطر تعاقب بالمقاطعة لأنها تحمل أفكاراً جديدة لا تتوافق مع أفكار الدول المجاورة لها.فقطر بحسب الخلفيات المصورة التي قدمها البرنامج خلال الحوار مع الأمير تظهرها دولة غنية مزدهرة الاقتصاد والأعمال، كما أنها دولة غير متطابقة السياسات وغير متماثلة مع السعودية، ويجد المسيحيون في قطر الحرية الكاملة لممارسة عبادتهم في الكنائس، كما أن قطر واحة للحرية الإعلامية حيث تحتضن قناة الجزيرة التي يقول البرنامج إنها أحدثت اختراقاً في مفهوم حرية التعبير.وليس غريباً أن يروج برنامج «60 دقيقة» على شبكة «سي بي إس» الأمريكية لقطر، فقد سبق أن قدم حوارات مع خلفيات عن الدولة مع الأمير السابق حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء وزير الخارجية السابق حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.لم يأت الأمير تميم خلال حديثه في البرنامج بجديد في توصيفه للأزمة القائمة بين بلاده والدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، وكرر أقواله القديمة نفسها، بالحديث عن السيادة والخطوط الحمر، وفي الوقت نفسه الحديث عن رغبته في إيجاد حل للأزمة، قبل الانكفاء والاستفاضة في الإشارة إلى أن الأزمة جيدة لأنها أكدت التفاف الشعب القطري حول قيادته، ونجاعة الحكومة في حل المصاعب المعيشية المترتبة على المقاطعة.وهذه هي المرة الثالثة التي يخيب فيها الأمير تميم التوقعات ويبدد الآمال بحدوث اختراق أو تغير في موقف العناد والمكابرة الذي تتخندق فيه قطر منذ بدء المقاطعة، وكما يقال الثالثة ثابتة، فالأمير لم يخرج البتة عن جملة الأقوال السابقة التي رددها في أول خطاب تلفزيوني له بعد شهرين من الأزمة، ومن على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي. حاول تميم في حواره مع مراسل برنامج «60 دقيقة» تشارلي روز، رسم صورة ذهنية مثالية لبلاده، التي قاطعتها الدول الأربع، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، والادعاء بأن سبب المقاطعة يعود إلى أن قطر دولة تتبع سياسات غير متطابقة أو متماثلة مع الآخرين، ما يجعل المشاهد والمستمع يعتقد أن المقاطعة هي عقوبة لقطر لأنها تريد أن تكون مستقلة غير تابعة لاحد.ورسم الأمير صورة دغدغ فيها مشاعر الأمريكيين وهو يتحدث عن المقاطعة، فقال إن المنفذ البري الوحيد لبلاده - مع السعودية - حيث كانت تعبر مئات الشاحنات يومياً، أغلق ما أدى إلى انقطاع الغذاء والدواء عن شعب قطر. وأضاف أن الطلاب القطريين طردوا من مقاعد الدراسة في الدول الأربع المقاطعة بل إن المرضى القطريين في مستشفيات هذه الدول طردوا أيضاً قبل أن يستكملوا علاجهم، وهو كلام عاطفي مبالغ فيه لأن الدول الأربع أعلنت مراعاة النواحي الإنسانية في تطبيق قرار المقاطعة، ولم يطرد طالب من مدرسته أو جامعته ولم يطرد مريض من المستشفى.واعتبر تميم أن ماحدث كان «صدمة.. صدمة غير متوقعة»، خاصة أن الأمر جاء بعد مشاركته في القمة الخليجية - الأمريكية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الرياض حيث ناقشت مكافحة الإرهاب وتمويله. وأشار إلى أن لا أحد تحدث إليه في شأن دعم وتمويل قطر للإرهاب.برر الأمير تميم المقاطعة بأنها بسبب «استقلالية» قطر، وأشار إلى أن المقاطعين لا يروق لهم الطريقة التي تفكر بها قطر، ورؤيتها للمنطقة، وقال «نريد حرية التعبير للشعوب والمنطقة.. وهم غير سعداء بذلك، ويعتقدون أن ذلك يمثل خطراً عليهم»، وذلك في هروب واضح من الحديث عن واقعية المطالب ال 13، وهي جوهر وسبب المقاطعة.تجاوز الأمير تميم عن الإجابة على سؤال تفصيلي حول المطالب الثلاثة عشر، وانتقى الحديث عن إيران التي وصفها بالجارة التي هبت إلى مساعدة قطر بإمدادات الغذاء والدواء عندما قاطعها «الأشقاء»، وعند تذكيره مجدداً بالمطالب الأخرى مثل وقف دعم وتمويل الجماعات الإرهابية والإخوان والحد من غلواء «الجزيرة» في بث الفتنة، قال الأمير تميم في إجابة عمومية استعلائية لتجنب الخوض في التفاصيل التي تدين الدوحة:«إن سيادتنا خط أحمر ولن نقبل بأن يتدخل أي أحد في أمور سيادتنا. وعندما تقول لي اغلق الجزيرة فإن التاريخ سيكتب بعد 50 أو 60 أو 70 سنة إن هذه القناة الفضائية غيرت بالكامل فكرة حرية التعبير في المنطقة». ثم شدد قاطعاً بالقول«لن نغلق قناة الجزيرة».اعتبر تميم أن اتهام نظامه بالجمع بين المتناقضات (العدو والصديق) واللعب على جميع الجهات، يعني ببساطة «أن نتخلى عن استقلالنا». وقال إن استضافة الدوحة مكتباً لطالبان لم يكن من بنات أفكارها فقد طلبت الولايات المتحدة ذلك لأنها تريد «الحوار»، وأنها طلبت من قطر استضافة المكتب.بحث تميم عن مبرر آخر لمقاطعة قطر بالادعاء أن الآخرين أشرار، والقطريون طيبون، وأن الآخرين يقفون مع الباطل بينما قطر تقف مع الحق،وذلك بالقول إن المقاطعين خلال ثورات الربيع العربي وقفوا إلى جانب الأنظمة، في حين أن قطر وقفت إلى جانب الشعوب. وأوضح أن المقاطعين وقفوا إلى جانب الأنظمة لأنهم كانوا خائفين على أنظمتهم. وبرر وقوف قطر مع الشعوب لأنها تريد الحرية والكرامة، واعتبر الوقوف إلى جانب الشعوب كان الخيار الصائب.وتجنب تميم تماماً اتهام الدوحة بالتدخل في شؤون الدول الخليجية والعربية بل والتآمر على هز استقرارها وأمنها. وتناسى أن نظامه لا يقف مع الشعوب ضد الأنظمة، بل يقف إلى جانب الجماعات الإرهابية، ولا يقف على المسافة نفسها من القوى الوطنية والقومية والإسلامية في الدول العربية. قال أمير قطر إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي غرد أولاً مؤيداً للمقاطعة، فال فيما بعد إنها لا يمكن أن تستمر ويجب أن تنتهي، وأكد أن ترامب أبلغه شخصياً أنه لن يقبل أن يتقاتل أصدقاءه. والزعم بأن الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب تخطط أو تهدد بعمل عسكري ضد قطر كاذب، وادعاء لا تؤيده شواهد أو إشارات على الأرض. بل إن الدول المقاطعة أكدت أكثر من مرة أنها لا تفكر -مجرد فكرة_ في شن عمل عسكري ضد قطر، وإنها تعتقد أن حل الأزمة لا بد أن يكون سياسياً عبر الحوار الجدّي.وقال تميم إن الرئيس الأمريكي عرض عليه على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة عقد لقاء في كامب ديفيد، وأكد التزامه بإيجاد حل للأزمة. وأشار الأمير إلى أنه أعلن موافقته على الفور للدعوة. وأشار إلى أن اللقاء كان يفترض أن يعقد قريباً جداً تحت رعاية الرئيس الأمريكي، إلا أنه لا يعرف ماذا كان رد الآخرين (الدول المقاطعة). يعتقد تميم أن الدول الأربع لا تريد الحوار وحل الأزمة لأنها تريد تغيير النظام القطري بوضوح. وقال إن التاريخ يعلمنا أنهم حاولوا ذلك في 1996 عندما حاولوا شن انقلاب على أبي (الأمير حمد)، وقد أبدوا ذلك بوضوح خلال الأسابيع الأخيرة. وأوضح انهم(المقاطعون) تحدثوا في وسائل الإعلام عن ضرورة أن يكون هذا النظام(القطري) متناسباً مع جيرانه، وأضاف أن هذا يعني بالنسبة لنا أن نكون تابعين لهم وليس مستقلين وقال «هذا ما عنوه، ومايريدونه».وفي هذا الصدد يحاول الأمير تميم تحريف الحقائق واستنطاق الأقوال ما لم تقله. فلم يتحدث أي مسؤول من الدول الأربع عن الرغبة أو التخطيط لتغيير النظام القطري أو استبداله، وإنما كان الحديث على الدوام عن ضرورة تغيير النظام مواقفه الخارجة عن الإجماع الخليجي، وتخلي النظام عن دعمه وتمويله وتسليحه وتدريبه الجماعات الإرهابية لزعزعة الاستقرار في الدول الخليجية والعربية الأخرى.واعتبر تميم أن «قطر بعد 5 يونيو(بدء المقاطعة) ليست نفسها قبله، فقد أصبحت مختلفة وأكثر قوة». وقال إن قطر تريد حل الأزمة ووضع حد لها، لكن ليس على حساب الكرامة أو السيادة، وأضاف«أقول دائماً، إذا ساروا نحوي (المقاطعون) متراً فسأسير 10 آلاف ميل نحوهم». من لاعب تنس فاشل إلى أمير عند اصطحاب الأمير تميم فريق البرنامج إلى المدرسة الانجليزية التي تلقى فيها تعليمه، قال إنه لم يكن يتوقع أن يكون الأمير،فهو لم يكن في صف ولاية العهد. وقال إنه عندما كان مراهقاً كان طموحه أن يصبح «بوريس بيكر العربي»،ولكن عندما تبددت أحلامه في بطولة التنس، أصبح واحداً من الأعضاء الأثرياء في الأسرة الحاكمة، إلى أن أخبره ولي العهد السابق جاسم بن حمد ذات ليلة أنه يمثل الاختيار الأنسب لولاية العهد، وأنه الأنسب للمنصب منه. وقال الأمير إنه صعق يومها ولم يصدق ما قاله أخوه. وضحك مقدم البرنامج وقال له:«ربما تكون قد فكرت لأول مرة أنك قد تصبح الأمير أيضاً».

مشاركة :