رؤية استشرافية لمستقبل اقتصاد إفريقيا

  • 10/31/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حمد بوعميم * منتدى «إفريقيا الغد: جيل جديد من رواد الأعمال» يقرأ مستقبل الاقتصاد الإفريقي من الدور البارز لرواد الأعمال الشباب القادرين بمشاريعهم المبتكرة على تحفيز النمو الاقتصادي وتعزيز الفرص الاستثمارية وبناء العلاقات التجارية المستدامةنقدم اليوم لمجتمع الأعمال في دبي والعالم، النسخة الرابعة من «المنتدى العالمي الإفريقي للأعمال 2017» الذي تنظم فعالياته في مرحلة مهمة ومفصلية في مستقبل الاقتصاد الإفريقي، الذي يتجه وبخطى ثابتة ليكون من أفضل الاقتصادات العالمية نمواً، ولتكون دول القارة السمراء من أكثر الدول الغنية بالفرص التي تبحث عن آفاق جديدة وتطلعات مستقبلية ورؤوس أموال طموحة، لاستثمارها وتحويلها إلى أعمال تعود بالفوائد والعوائد المادية لجميع الأطراف.المنتدى هذا العام يأتي لمواصلة مسيرة النجاحات التي تحققت في الدورات السابقة، والتي كان لها الآثار الإيجابية الكبيرة في إيجاد نوع من التلاقي، وتمتين العلاقات بين مجتمعي الأعمال في الدول الإفريقية ودبي والمنطقة بشكل عام، بل يمكنني القول إنه شكل المرآة التي تعكس الواقع الحقيقي للاقتصاد الإفريقي من حيث البحث في التحديات، وابتكار الحلول التي ترتسم معها الصورة الأوضح التي تمكن مجتمع الأعمال بشكل عام ورواد الأعمال بشكل خاص من دخول هذه الأسواق، مزودين بمعرفة معمقة وإحصاءات وبيانات دقيقة توفر لهم أرضاً صلبة لتأسيس مشاريع اقتصادية مستدامة.فالمنتدى بعنوانه الكبير «إفريقيا الغد: جيل جديد من رواد الأعمال»، يقرأ مستقبل الاقتصاد الإفريقي من الدور البارز لرواد الأعمال الشباب القادرين بمشاريعهم المبتكرة على تحفيز النمو الاقتصادي، وتعزيز الفرص الاستثمارية وبناء العلاقات التجارية المستدامة، كما أنه يضعنا بكل تأكيد أمام رؤية محورها الشباب ودورهم الفاعل كمحرك رئيسي في صناعة المستقبل الاقتصادي للقارة السمراء التي قد ينظر إليها البعض أنها مازالت تواجه الكثير من التحديات والعقبات في وجه نجاح المشاريع الاستثمارية، إلا أن دبي ودولة الإمارات وبتنفيذها للرؤية الاستشرافية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وضعت التحديات جانباً وصنعت من اللاممكن ممكناً، وتركت بصمة واضحة في اقتصاد القارة السمراء لتكون في صدارة المستثمرين فيها عالمياً، والأولى ضمن دول المنطقة. هذه الاستثمارات مرشحة لمزيد من التطور والنمو في هذه القارة التي تشير الإحصائيات إلى أنها سوف تشهد خلال السنوات الخمس المقبلة نمواً اقتصادياً يصل إلى 4%، كما أن دول جنوب الصحراء الإفريقية مازالت تحافظ على ترتيبها العالمي باعتبارها ثانية أسرع المناطق نمواً في العالم، هذا بالإضافة إلى النمو الذي شهدته خلال العقدين السابقين.نبقى قليلاً هنا مع الأرقام التي توضح الرؤية أمامنا لآفاق الاستثمار في القارة السمراء، التي بلغ إجمالي الناتج المحلي لها في العام 2017 أكثر من 6 تريليونات دولار، والذي ترافق كذلك بنمو الناتج المحلي الإجمالي السنوي بنسبة 4%. في حين أننا ومن خلال النظر إلى تدفقات الاستثمار الأجنبي، ووفقاً لدراسات وتحليلات أصدرتها الغرفة مؤخراً، فإن منطقة جنوب الصحراء الإفريقية الكبرى جذبت استثمارات خارجية مباشرة بقيمة 45.9 مليار دولار أمريكي خلال العام الماضي.هذه الأرقام تتيح لنا التعرف بعمق إلى الواقع الاقتصادي وتوجهاته المستقبلية، والذي يقودنا لحقيقة أن دبي كانت سباقة في الدخول إلى هذه الأسواق الاقتصادية، وتحقيق الإنجازات عبر تبني استراتيجية واضحة لها تقوم على سد فجوة المعلومات والبيانات التي تشكل عائقاً كبيراً أمام معرفة هذه الأسواق والرؤية المستقبلية لها، مع الحرص على إيجاد نوع من التواصل والتلاقي المستمر بين مجتمعات الأعمال، والذي كان له الأثر الكبير في بناء علاقات تجارية مستدامة، هذا بالإضافة إلى تعزيز الحضور في هذه الأسواق، عبر افتتاح مكاتب تمثيلية بالمناطق الاستراتيجية في القارة السمراء، وليأتي المنتدى أيضاً ليشكل ركيزة أساسية في استراتيجية غرفة دبي، وليجد منصة تجتمع عبرها الخبرات لبحث التحديات واستشراف المستقبل وإيجاد علاقات مستقبلية أكثر نضجاً واستدامة عبر توقيع العشرات من الصفقات والاتفاقيات التجارية بين الأطراف المشاركة في المنتدى.هذه الاستراتيجية لغرفة دبي والتي تعمل ضمن رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لاكتشاف الفرص الاستثمارية في الدول الإفريقية، والتوسع بها لخدمة مجتمع الأعمال، ساهمت في تدرج تجارة دبي مع إفريقيا، حيث نتطلع لأن تستحوذ إفريقيا على ضعف معدل تجارتها السنوية غير النفطية مع دبي خلال السنوات القادمة لتصل إلى 20%، وهي نسبة يمكن أن نصل إليها بتضافر الجهود المشتركة.هذا التوجه الاستشرافي للانفتاح على الأسواق الناشئة، والتي يأتي في مقدمتها أسواق القارة الإفريقية، يمكن دبي من رسم خريطة الاستثمار من وإلى القارة الإفريقية. فدبي وبما توفره اليوم من بنى تحتية متقدمة وخدمات مالية وتقنية متطورة هي شريك أساسي واستراتيجي قوي للاقتصادات الإفريقية، التي نرى أنها ستكون محور اهتمام مجتمع الأعمال العالمي في السنوات القليلة المقبلة.ويشكل الحضور الاستثنائي لدورة العالم الحالي من المنتدى العالمي الإفريقي للأعمال التي تضم رؤساء دول وكبار المسؤولين الحكوميين ومشاركات من نخبة الخبراء وصناع القرار في القارة الإفريقية دليلاً واضحاً على المكانة العالمية للمنتدى، وتأكيداً على دوره الفاعل في بحث آفاق الارتقاء بالواقع الاقتصادي، وتطوير العلاقات التجارية، والاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة التي تترافق مع النمو لاقتصادات القارة السمراء، وفي كثير من القطاعات والمجالات، ولتبقى معها دبي منصة لاستشراف الآفاق المستقبلية للاقتصاد، ومركزاً لانطلاق الأعمال منها نحو الأسواق العالمية. * مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي

مشاركة :