توسيع المشاركة النسائية في السعودية جزء من رؤية 2030

  • 10/31/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بعد القرار التاريخي بالسماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة، تستعد المملكة لخطوة جديدة في مسيرة المشاركة النسوية في تطوير المملكة وتنميتها، ومنحها مزيداً من قوة الدفع، في إطار رؤية ولي العهد محمد بن سلمان 2030. فاعتباراً من مطلع العام المقبل، سيُسمح للمرأة السعودية بمشاهدة مباريات كرة القدم في ثلاثة ملاعب رئيسة، هي الرياض وجدة والدمام، وقد بدأت الجهات المعنية تهيئة الملاعب في هذه المدن الكبرى، لتكون جاهزة لدخول العائلات، وفقاً لضوابط طبيعية ومنطقية. بالنسبة إلى الأوساط السعودية، بما فيها المرأة، كان القرار متوقّعاً على الأقل بخطه العام، إذ إنه سبقه احتفال كبير أقيم في استاد الملك فهد الدولي في الرياض الشهر الماضي بمشاركة النساء للمرة الأولى، حيث ضمت فعاليات الاحتفال أوبريت وعروضاً راقصة بمناسبة اليوم الوطني للمملكة. من المؤكّد أن القرار الجديد الخاص بحضور النساء مباريات كرة القدم، ليس مجرّد تغيير اجتماعي، أو أنه أتى استجابة لضغوط من جهات دولية، كما يصوّر بعض المحللين، بل هو جزء من منظومة متكاملة لعملية إصلاح اقتصادي أيضاً في إطار رؤية 2030، لا سيما أنه سُبق بقرار السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة. ذلك القرار انعكس إيجاباً على مستوى الأمن الاجتماعي في المملكة، وكذا الأمر بالنسبة إلى أثره الاقتصادي بالنسبة إلى الأسر التي تنفق ما يزيد على 25 مليار ريال رواتب سنوية للسائقين الأجانب الذين يمثلون ما نسبته 90% من العمالة المنزلية في المملكة، حيث تشمل التكاليف التأشيرة وإجراءات استخراج الإقامة والسكن الشامل الفواتير والعلاج والغذاء، إضافة إلى تكاليف التذاكر والاستقدام. تغييرات متسارعة القرار الجديد وما سبقه من قرارات وما سيلحق بها تأتي في إطار تغييرات متسارعة، لكن ليست متسرّعة، تشهدها المملكة في الوقت الحالي في اتجاه جعل المجتمع أكثر انفتاحاً، ما يعني توسيع إطار القوى المنتجة وزيادة رقعة المشاركة المجتمعية الفاعلية، بعيداً عن تحييد قطاع مهم وصف على الدوام وتقليدياً بأنه نصف المجتمع، فالمرأة تشكّل 51% من طلاب التعليم العالي في المملكة، وثمة 35 ألف فتاة سعودية تدرس في الخارج. وفي حين شهد العقد الأخير نجاح أسماء نسائية سعودية عديدة في تخطي حاجز احتكار الرجال مناصب قيادية في المؤسسات الاقتصادية والسياسة والدبلوماسية، فإن هذا المسار تعزّز وبات أكثر وضوحاً، وأخذ منحى القفزات المحسوبة والمدروسة، منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 في عام 2015، إذ أسهمت تلك الاستراتيجية في توسيع مشاركة النساء وتعزيزها. كيف لا، ورؤوس الأموال النسائية في المملكة تجاوزت 100 مليار ريال، واستثماراتها العقارية بلغت نحو 120 مليار ريال. الإسلام المعتدل ولكي توضع الأمور في إطارها الأشمل، يمكن ملاحظة أن ولي العهد السعودي استحوذ في الأيام الأخيرة على اهتمام واسع على المستوى الدولي، من خلال تعهّده العودة إلى «الإسلام المعتدل»، في إطار خطته الشاملة التي تعتمد أساساً على تخليص المملكة من الاعتماد الكامل على النفط، وبناء بلد متسامح دستوره الإسلام وطريقه الاعتدال، ما يعني مزيداً من الانفتاح على المستثمرين الدوليين والسياح بغض النظر عن دياناتهم. وقد لخّص محمد بن سلمان حيوية الرؤية بقوله: «لن نضيّع ثلاثين عاماً من حياتنا في التعامل مع أفكار متطرفة، سندمرها اليوم». وقال تقرير الصحيفة إن الكثير يتغير الآن بإشراف ولي العهد الذي يعزز صلاحياته، وانسجاماً مع هذا التوجّه، برز تأكيد مراجعة المناهج والخطاب الديني لتخليصها من أية شائبة تطرّف، كما وضعت قيود على الشرطة الدينية التي كانت تتمتع بصلاحيات واسعة. هذا التوجّه، ومحرّكه رؤية 2030، يتحرّك بسرعة في زمن يحتاج إليه، إذ إن أكثر من نصف سكان السعودية دون سن الـ25، ما يعني أن هذا التوجّه الحيوي الجديد سيضع ملايين السعوديين على سكة العمل والإنتاج في العقد المقبل، ولسان حال رؤية ولي العهد يقول إن من يفوته قطار التحوّلات السريع، سيبقى مكانه في زمن يمضي.

مشاركة :