أعلنت الولايات المتحدة أن قوات خاصة أميركية احتجزت متشدداً يُعتقد أنه لعب دوراً في هجوم على مجمع دبلوماسي أميركي في بنغازي عام 2012، وأدى إلى مقتل السفير كريستوفر ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أميركي، طلب عدم نشر اسمه، أن القوات الأميركية احتجزت المتشدد في ليبيا. أما وكالة «أسوشييتد برس» فنقلت عن المسؤول الأميركي قوله إن الرجل اعتُقل ليلة الأحد، وإنه يتم نقله حالياً إلى الولايات المتحدة. ورفض المسؤول الأميركي كشف هوية الرجل.وتحاكم الولايات المتحدة حالياً متهماً ثانياً يدعى أبو ختالة في قضية الهجوم على قنصليتها في بنغازي ومجمع ملحق بها يتبع وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه). ونفى أبو ختالة أمام القضاء الأميركي تورطه في الهجوم.في سياق متصل، أعلنت سحر بانون وكيل وزارة العدل في الحكومة المؤقتة، التي تتخذ من مدينة طبرق بشرق ليبيا مقراً لها، أن النيابة العامة بدأت التحقيقات بالتعاون مع الشرطة العسكرية لمعرفة ملابسات حادثة العثور على 36 جثة في منطقة الأبيار شرق بنغازي. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن بانون قولها إن الجاني «سيخضع للمحاكمة أيا كان منصبه أو رتبته». وأشارت إلى أنه تم التعرف حتى الآن على 22 جثة، وتبين أنها لأشخاص ليبيين معظمهم من بنغازي، وأن جميع الجثث الـ36 تعود لمخطوفين من المدينة، ووجدوا مقتولين بطلقات في الرأس ومقيدي الأيدي وعليهم آثار تعذيب.وكان رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة، قد ندد أمس، بجريمة الأبيار. وبعدما لفت إلى أن الجثث التي عثر عليها مقيدة الأيدي وتحمل آثار جروح جراء طلقات نارية، وظهرت عليها إصابات ناجمة عن التعذيب، قال سلامة في بيان وزعته البعثة: «لقد روّعتني هذه الجريمة الشنعاء، وأدعو إلى إجراء تحقيق فوري ونزيه وفعال لتقديم الجناة إلى العدالة»، مضيفاً أنه «قد حدثت حالات كثيرة مماثلة خلال العامين الماضيين؛ لكن دون مساءلة». واعتبر سلامة أن «قتل الأسرى أو إصدار الأوامر بقتلهم أو السماح بقتلهم، يعدّ جريمة بموجب القانون المحلي والدولي».وعثر على 36 جثة تعود على الأرجح لمتشددين، بينهم 19 أجنبياً من جنسيات مختلفة أعدموا بالرصاص قرب بنغازي، يشتبه بانتمائهم لجماعات مسلحة، في منطقة الأبيار. وأمر المشير خليفة حفتر الرجل القوي في شرق البلاد وقائد «الجيش الوطني الليبي»، المدعي العام العسكري بفتح تحقيق فوري في الحادث، بينما نددت حكومة فايز السراج المعترف بها دوليا، بما وصفته بـ«الجريمة الشنيعة والعمل المروع»، مشيرة إلى أنها ستفتح تحقيقا هي أيضاً.واتُّهم مقاتلون في الجيش الوطني الليبي الذي يقوده حفتر في وقت سابق بتنفيذ إعدامات بحق متشددين مسلحين معتقلين. وفي أغسطس (آب) الماضي، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بتهمة ارتكاب جرائم حرب بحق عسكري ليبي رفيع، يقود كتيبة تدعم قوات حفتر، للاشتباه بتورطه في مقتل 33 شخصا في مدينة بنغازي. وصدرت المذكرة بحق محمود الورفلي القيادي البارز في «قوات الصاعقة»، وهي وحدة خاصة انشقت عن الجيش الليبي في أعقاب الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق معمر القذافي عام 2011.
مشاركة :