ليبيا تحتجز مصطفى الإمام تمهيدا لنقله إلى واشنطن لمواجهة اتهامات بتورطه في مقتل السفير الأميركي قبل خمس سنوات. العرب [نُشر في 2017/10/31]اعتقال أحد المدبرين واشنطن - اعتقلت القوات الخاصة الأميركية ليبيا يدعى مصطفى الإمام تشتبه واشنطن بأنه على علاقة بالهجوم على بعثتها في مدينة بنغازي (شرق) في 2012 وتم توجيه الاتهام اليه ليحاكم في الولايات المتحدة. وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في بيان الاثنين "بناء على أوامري، اعتقلت القوات الأميركية مصطفى الامام في ليبيا". وجاء اعلان ترامب فيما كان البيت الابيض منشغلا بنبأ توجيه الاتهام لثلاثة من مساعدي الرئيس في حملته الانتخابية. واضاف ترامب ان الإمام "سيمثل أمام القضاء في الولايات المتحدة لدوره المفترض في هجمات سبتمبر 2012 في بنغازي". وبعد وقت قصير على إعلان ترامب، أكدت النيابة العامة في واشنطن توجيه الاتهام للإمام، الذي قيل ان عمره 46 عاما تقريبا. وبموجب دعوى كشف عنها مؤخرا تتضمن ثلاث تهم، سيُحاكم الإمام بتهمة "قتل شخص خلال هجوم على منشأة فدرالية، باستخدام سلاح ناري". وهو يواجه ايضا تهمة حيازة سلاح ناري وتقديم "دعم مادي لإرهابيين أدى إلى وفاة". والعقل المدبر المفترض للهجوم، أحمد أبو ختالة (46 عاما) يحاكم حاليا في واشنطن ويتهم بأنه كان مسؤول جماعة "أنصار الشريعة". وقتل في الهجوم السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز وثلاثة موظفين أميركيين آخرين. وأثار الهجوم عاصفة سياسية زاد من حدتها المعارضة الجمهورية لوزيرة الخارجية آنذاك هيلاري كلينتون. وأجري العديد من التحقيقات من جانب الكونغرس ومراجعة أمنية من وزارة الخارجية، للتحقيق في مسألة التعاطي مع الهجوم وكيف وصف في وسائل الاعلام. ولم تتهم كلينتون بأي مخالفة او إهمال لكن المسألة أثرت على حملتها الرئاسية عام 2016 وربما تكون قد أسهمت في فوز ترامب. ورحب وزير الخارجية ريكس تيلرسون بإعلان ترامب، وقال في بيان "انا ممتن جدا للقوات الأميركية واجهزة تطبيق القانون ووكالات الاستخبارات على جهودها لسوق مرتكبي اعتداءات 11 سبتمبر 2012 الإرهابية أمام العدالة". واوضح تيلرسون انه تحادث مع بعض أقارب قتلى اعتداء بنغازي "للتأكيد على دعم الحكومة الأميركية الراسخ لهم". اختناق وسط الدخان في 11 سبتمبر 2012، ذكرى اعتداءات تنظيم القاعدة على نيويورك وواشنطن في 2001 -- اقتحم مسلحون المجمع الدبلوماسي الأميركي في بنغازي. والمدينة الواقعة في شرق ليبيا كانت بؤرة لفصائل مسلحة تمكنت في العام الذي سبق الهجوم، من الاطاحة بالزعيم معمر القذافي مدعومة بعمليات قصف من حلف شمال الأطلسي. ولكن منذ سقوط النظام، ومثل العديد من المناطق الليبية، فقد وقعت هذه المدينة بأيدي فصائل متناحرة -- ومنها المؤيدة لجماعات جهادية. وتعرضت حكومة الرئيس الأميركي آنذاك باراك اوباما للانتقاد، في بعض ردود الفعل الأولية، لأنها عزت سببت الهجوم على القنصلية إلى غضب شعبي في المنطقة على فيلم من انتاج هاو في الولايات المتحدة، معاد للإسلام. لكن تبين فيما بعد انه كان عملية منسقة. وقضى السفير كريستوفر ستيفنز، والموظف في وزارة الخارجية شون سميث اختناقا بسبب تنشق الدخان بعد أن شن المسلحون الهجوم وأضرموا النار في مبنى في المجمع الدبلوماسي. واطلق المهاجمون لاحقا قذائف هاون على مبنى تستخدمه وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) مما ادى إلى مقتل المتعاقدين غلين دوهيرتي وتايرون وودز وكلاهما عضوين سابقين في قوة النخبة نيفي سيلز. ولم يذكر بيان ترامب تفاصيل اسر المشتبه به الاخير، مصطفى الإمام، لكن ابو ختالة اعتقل في 2014 في عملية للقوات الخاصة الأميركية بناء على معلومات استخبارات من شخص تلقى سبعة ملايين دولار مكافأة من الحكومة الأميركية. حملة للتحقيق العدالة نقل أبو ختالة إلى سفينة للبحرية الأميركية حيث خضع أولا لعملية استجواب سرية قبل احالته إلى عناصر مكتب التحقيق الفدرالي (اف بي آي) الذين استجوبوه وأطلعوه على حقوقه القانونية. واعترض وكلاء الدفاع على طريقة نقله إلى الولايات المتحدة والرحلة التي استمرت 13 يوما وقالوا انها أطيلت لمنعه من الحصول على الاستشارة القانونية الصحيحة. وينفي المدعون هذه التهمة. وقال ترامب ان عملية الاعتقال الثانية لا تعني نهاية حملة الولايات المتحدة لتحقيق العدالة. وتوجه إلى "عائلات الأبطال الذين سقطوا"، قائلا "اريدكم ان تدركوا اننا لم ننس أحباءكم ولن ينساهم أحد". وأضاف ان "ذاكرتنا قوية وأذرعنا طويلة، ولن تهدأ جهودنا للعثور على منفذي الهجمات الشنيعة في بنغازي وسوقهم إلى العدالة". وأكد مجددا الدعم الأميركي لعملية المصالحة التي تقودها الأمم المتحدة في ليبيا، وحث الليبيين على دعم جهود بناء حكومة وجيش موحدين.
مشاركة :