< كشفت الهيئة العامة للإحصاء عن أن التعداد السكاني في 2020 سيكون للمرة الأولى تعداداً «تسجيلياً»، أي بالاعتماد على سجلات الأفراد والمنشآت من وزارتي الداخلية والتجارة ومؤسسة البريد، معلنة انطلاق علميات تحديث «مناطق العد» في منطقتي المدينة المنورة وتبوك أمس (الإثنين) ولمدة 20 يوماً، وذلك بمشاركة 6 آلاف باحث إحصائي في زيارة الأسر الواقعة في المدن والمحافظات والمراكز والهجر المسميات السكانية التابعة للمنطقتين. وأوضح المتحدث باسم الهيئة العامة للإحصاء تيسير المفرج، أن هذا التحديث يأتي ضمن الإجراءات التي تعمل عليها الهيئة استعداداً للتعداد السكاني المقبل في 2020، الذي سيكون للمرة الأولى تعداداً «تسجيلياً»، مبيناً أنَّ التحديث الذي تقوم به الهيئة في منطقتي المدنية المنورة وتبوك لا يعد تعداداً سكانياً منفصلاً أو تعداداً جديداً، بل هو ضمن الأعمال الإحصائية التي تجريها «الهيئة» لتجربة آليات لتعداد التسجيلي القادم، فالتحول من التعداد «التقليدي» إلى «التسجيلي» يتطلب إنجاز عدد من المتطلبات، وهو ما عملت عليه الهيئة خلال الفترة الماضية، إذ أنهت الربط الإلكتروني بمركز المعلومات الوطني والبريد السعودي (العنوان الوطني). وأشار المفرج إلى أنه في سبيل التحقق من نجاح عمليات الربط، أجرت «هيئة الإحصاء» عدداً من الأعمال الإحصائية المشابهة للتعداد القادم قبل تاريخه المعتمد للتعرف على الثغرات والفجوات قبل بدء العد الفعلي، إذ أجرت «الهيئة» بداية 2017 أول تجربة للربط الإلكتروني بـ«العنوان الوطني» في أحد المسوح التي تمت، واستمراراً لهذه الأعمال اختارت الهيئة العامة للإحصاء منطقتي المدينة المنورة وتبوك لإجراء مسح شامل للسكان، وتحديث مناطق العد بالآليات نفسها التي سيتم استخدامها في التعداد المقبل 2020. وعن سبب اختيار المدينة المنورة وتبوك في هذه المرحلة، أوضح المفرج أن اختيار منطقتي المدنية المنورة وتبوك جاء بناءً على عدد من المعايير التي تجعل تجربة استخدام آليات التعداد القادم 2020 مفيدة ويمكن تطويرها لبقية مناطق المملكة في حينها، إذ تتميز هاتين المنطقتين بالتنوع البيئي الشامل وتباين لبيئات المتوافرة فيهما (المناطق الحضرية، المناطق الريفية، البادية)، إضافة إلى وجود خصوصية جغرافية لعدد من المحافظات في المنطقتين، ففيها محافظات تقع على الساحل وأخرى صحراوية، ومناطق جبيلة وتتوافر فيها المطارات الدولية والمحلية والموانئ والمراكز الحضارية والمدن العسكرية، وموارد المياه (مكان تجمع البادية)، فضلاً عن تنوع التركيبة السكانية في هاتين المنطقتين، فالمدنية المنورة تتنوع فيها التركيبة السكانية بحكم وجود الحرم النبوي فيها، ومنطقة تبوك بحكم أنها منطقة حدودية، كما أن مخرجات هذا العمل الإحصائي ستكون رافداً لعدد من مشاريع التنمية الجديدة في هاتين المنطقتين التي تتطلب بيانات محدثة عنها قبل موعد التعداد المقبل في 2020. وأفاد المتحدث باسم «الهيئة»، أنَّ عمليات تحديث البيانات وتحديث مناطق العد تشمل مختلف المسميات السكانية في المدنية المنورة التي تبلغ 2.892 مسمى سكانياً، و895 مسمى سكانياً في منطقة تبوك، تتضمن المدن والقرى والهجر وموارد المياه في محافظات المنطقتين، مؤكداً أن «عمليات» زيارة الأسر في المنطقتين ستنتهي السبت 29 صفر هـ1439، وعليه تدعو الهيئة العامة للإحصاء جميع الأسر من المواطنين والمقيمين في المنطقتين إلى التعاون مع الباحثين الإحصائيين الذين يقومون بزيارة الأسر ابتداء من الساعة الواحدة ظهراً وحتى الساعة العاشرة مساء طوال الـ20 يوماً المحددة.
مشاركة :