تشكل ظاهرة انتشار المباني المهجورة في الشوارع الرئيسية والداخلية بأحياء مكة المكرمة هاجسا يؤرق أهالي العاصمة المقدسة، لما تسببه من خطر سقوطها، أو أنها تكون مصدرا لبؤر إجرامية أو مرتعا للقوارض والحشرات. بؤر للمجرمين والمخالفين أحد سكان مكة المكرمة صالح الهديبي قال إن مثل هذه المباني تعتبر خطرا محدقا لأهالي العاصمة المقدسة، معتبرا إياها موطنا للمخالفين لأنظمة الإقامة، ولكونها مركزا للبؤر الإجرامية التي تتنافى مع قدسية مكة المكرمة في نفوس المسلمين. وأضاف الهديبي أن كثيرا من هذه المباني يعتبر آيلا للسقوط، بسبب قدم إنشائها، وإهمالها من قبل أصحابها، مما يجعلها عرضة للسقوط في أي لحظة، ومضى يقول: «وهذا ما أعتبره هاجسا مقلقا لعامة سكان العاصمة المقدسة، خاصة أن الكثير منها مهجور ولا يرتاده أصحابها». وناشد الهديبي الجهات المعنية ذات العلاقة إيجاد الحلول الممكنة للحد خطر هذه المباني، وإلزام أصحابها بالنظر فيها أو ترميمها على أقل تقدير، لتكون أنموذجا حيا لزوار مكة المكرمة. نشاطات مشبوهة المواطن عصام الزهراني بين أن المباني المهجورة ترتكز في شارع الشهداء، وهو الطريق الذي يمثل شريانا حقيقيا للسالكين فيه من الحجاج والزوار والمعتمرين من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وقال: «إن هذا يخدش من جمالية مكة المكرمة، باعتبار أن الطريق يوجد فيه العديد من المباني المتهالكة والمهجورة»، وأضاف: «والعابر لذلك الطريق ينتابه شعور بالخوف من قيام ضعاف النفوس بنشاطات مشبوهة مستغلا تلك المباني المهجورة». انهيار لحظي ومضى الزهراني يقول: «إن حي العتيبية في مكة المكرمة يحوي الكثير من تلك المباني المهجورة، وهو يعتبر منطقة مركزية بالنسبة لخريطة العاصمة المقدسة، من ناحية قربة من الحرم المكي الشريف، ولاحتوائه عددا من المراكز والمحلات التجارية التي يرتادها الزوار والمعتمرون، ووجود مثل هذه المباني يشكل هاجسا مؤرقا لهم فضلا عن توجس الساكنين من انهيارها في أي لحظة». حلول وقائية من جهته طالب المواطن أسامة العامودي الجهات ذات العلاقة بضرورة متابعة مثل هذه المواقع وعدم تجاهلها، قائلا: «يجب النظر في مصير هذه المباني المهجورة والآيلة للسقوط في أقرب لحظة، وعدم تجاهلها قبل أن يقع الفأس بالرأس»، كما طالب بضرورة التحرك للحد من تفاقم مثل هذه المشكلات، وإيجاد كافة الحلول الممكنة لوقاية المجتمع من خطرها. الترميم أو الإزالة مدير إدارة الإعلام والنشر في أمانة العاصمة المقدسة أسامة زيتوني أكد أن المباني المهجورة إذا كانت قديمة أو آيلة للسقوط فإن الأمانة تتدخل لإزالتها أو ترميمها إن أمكن، وتابع زيتوني حديثه قائلًا «وذلك يتم عبر إلزام أصحابها بذلك لتلافي ما قد تسببه من خطورة»، منوها في الوقت نفسه أنه إذا كانت المباني مهجورة فقط أو مغلقة فيعتبر ذلك من اختصاص الجهات الأمنية.
مشاركة :