عروض البانتومايم أو فن التمثيل الإيمائي تنتشر في الشوارع المصرية لرسم البسمة على وجوه المارة والفكرة تحظي باهتمام قطاع من الشباب الذين يحرصون على تعلم أصوله.العرب أحمد جمال [نُشر في 2017/10/31، العدد: 10798، ص(24)]الفن رسالة القاهرة – لم تفرز صعوبة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية ضيقا وحزنا وألما ينعكس على وجوه المصريين فحسب، لكنها أفرزت سطوع أنواع جديدة من الفنون تسعى للتعامل مع تلك الحالة، وهو ما أدى إلى انتشار الاستعراضات والموسيقى والطرب، والفنون التي يمكن تقديمها في الشارع بشكل عام، وتأتي ضمنها “عروض البانتومايم”، أو فن التمثيل الإيمائي. ورغم أن تاريخ هذا الفن يعود إلى القرون الوسطى، وكان أحد الفنون التي أجادها الإغريق وأطلقوا عليه اسم “البانتومايم” الذي يعني بالعربية “تقليد كل شيء”، إلا أنه حظي باهتمام قطاع من الشباب وحرض البعض على تعلم أصوله. وهكذا كان حال الشاب المصري محمد سعيد (24عاما)، الذي بدأ رحلة طويلة للبحث في سبل إتقانه، بعد أن وجد تمثيله داخل فرقة المسرح بجامعة حلوان (جنوب القاهرة) لن يجعل منه فنانا مختلفا يستطيع أن يقدم رسالته للآخرين.صانع السعادة وينطلق الفنان الملقب بـ“صانع السعادة”، بملابس شبابية مبهجة وألوان مخصصة لتغيير لون البشرة، نحو جمهوره مستهدفا إدخال البهجة عليهم. وقال سعيد لـ“العرب” إنه بالنظر إلى الوضع الراهن فإن الحاجة إلى الكوميديا أضحت مطلوبة للغاية، وغالبية العروض التي يقدمها في الشارع أو المسرح ترمي إلى إضحاك الجمهور، وهناك أفكار كوميدية تدور حولها فكرة العرض ذاته. وأضاف “من الممكن أن أقدم عرضا يناقش تسلط الأفراد على بعضهم البعض، لكن ذلك لا يكون بصورة مباشرة فالهدف أن يستنتج الجمهور ما أريد أن أقوله حتى يكون هناك تفاعل مع ما يتم تقديمه”. وتابع سعيد أن المشاهدين ينجذبون إلى الحركات الصامتة ويتابعون أفعال الشخصيات التي يجسدها فنان الـ“مايم”، باهتمام شديد، كما أن الحركات الدقيقة التي يقدمها للحياة المتخيلة يحولها المشاهد إلى واقع ملموس بالمشاركة والتفاعل. وأكد لـ“العرب” أن هناك فرقا جوهريا بين تقديم هذا النوع من الفن على خشبة المسرح وفي الشارع، لافتا إلى أن التفاعل أكبر في الشارع، لتقديمه عروضا ارتجالية تتماشى مع حالة الشخص الذي يستهدفه، وهو ما يجعل لغة الجسد تصل بشكل أكثر صدقا وتأثيرا. وأصبح هذا النوع من الفنون منتشرا بصورة كبيرة بين فئة الشباب، وهو ما أرخى بظلاله على نسب حضور الجمهور إلى الحفلات التي تنظم في مصر، عكس المشاركة في الاحتفالات الخاصة التي لا تلقى حضورا جماهيريا كبيرا. ويلجأ سعيد إلى ورش لتعليم التمثيل لثقل مهاراته وقدراته في هذا المجال، ويستعين بدراسات علم النفس والاجتماع، ويؤمن بأن تقديم هذا الفن لا يتطلب تدريبات حركية فقط، لكنه بحاجة إلى دراسة العلوم المرتبطة بالتعامل مع الجمهور. وأضاف أن هناك إقبالا متزايدا من قبل الشباب على تعلم فن البانتومايم.
مشاركة :