واشنطن (أ ف ب) - بول مانافورت الذي وجهت إليه اتهامات رسميا الاثنين في القضية الروسية هو خبير استراتيجي محنك معتاد على العمل في الأوساط السياسية في واشنطن، وسبق أن عمل مستشارا للعديد من الرؤساء الأميركيين وبعض القادة المستبدين في الخارج، ثم تولى لفترة وجيزة إدارة حملة دونالد ترامب قبل فوزه بالرئاسة الأميركية. كان هذا الخبير السياسي الجمهوري البالغ من العمر 68 عاما مديرا لحملة ترامب بين حزيران/يونيو وآب/أغطس 2016، بعد إقالة كوري لوانداوسكي أول مدير لحملة رجل الأعمال الثري. وكان مكلفا بصورة خاصة طمأنة قادة الحزب الذين صدموا بفوز الملياردير النيويوركي بأصوات الناخبين الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية. لكن سرعان ما كشفت تفاصيل عن أنشطت مانافورت السابقة ولا سيما فوزه بعقود باهظة الثمن كمستشار سياسي لدى قادة أجانب مشبوهين. ومع ورود معلومات أفادت بأنه موضع تحقيق لتلقيه ملايين الدولارات من الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش الموالي لروسيا، اضطر إلى الاستقالة في 19 آب/أغسطس 2016. وهذه القضية هي تحديدا ما قاد المحقق الخاص روبرت مولر إلى توجيه التهمة إليه رسميا في سياق التحقيق حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وعلى خلفية الروابط والاتصالات بين روسيا وفريق حملة ترامب. ووجهت 12 تهمة رسميا إلى مانافورت، من ضمنها التآمر على الولايات المتحدة وتبييض أموال والإدلاء بإفادات كاذبة وعدم الإفصاح عن حسابات له في الخارج، على ما أعلن المتحدث باسم مولر الاثنين. وتم تحويل أكثر من 75 مليون دولار عبر حسابات في الخارج يديرها بول مانوفورت وأحد شركائه. وهو متهم بالقيام بمفرده بتبييض 18 مليون دولار. وسلم نفسه طوعا صباح الاثنين إلى مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) في واشنطن على أن يمثل اليوم أمام قاضية. - قادة وحكام متسلطين - بعدما عمل مستشارا للرئيسين جيرالد فورد في السبعينات ورونالد ريغان في الثمانينات، اتجه بول مانافورت إلى قادة أجانب على استعداد لدفع ملايين الدولارات لتحسين صورتهم في واشنطن، فتعامل مع الدكتاتور الفيليبيني فرديناند ماركوس والرئيس الصومالي محمد سياد بري ورئيس أنغولا جوناس سافمبي. كما استعان به فيكتور يانوكوفيتش في منتصف سنوات 2000، في وقت كان يعمل على تشكيل حزب قاده إلى الرئاسة، قبل إطاحته من السلطة عام 2014. بعد ذلك، أدخله شريكه السابق في أنشطة الضغط روجر ستون، وهو نفسه كان مستشارا سياسيا للرئيس ريتشارد نيكسون الذي استقال جراء فضيحة ووترغيت، إلى فريق حملة دونالد ترامب. وقال ترامب مشيدا به بعد استقالته "بول محترف حقيقي وأتمنى له أكبر قدر من النجاح". غير أن البيت الأبيض عمل على التقليل من حجم دوره في الحملة. وقال المتحدث السابق باسم الرئيس شون سبايسر إن مانافورت "لعب دورا محدودا جدا لوقت محدود جدا". ولا يشير البيان الاتهامي الصادر بحق مانافورت إلى وجود تواطؤ بين فريق المرشح الجمهوري والسلطات الروسية، غير أنه كان يعمل مستشارا لأثرياء نافذين على ارتباط بموسكو. كما شارك في اجتماع عقده نجل الرئيس دونالد ترامب جونيور في حزيران/يونيو 2016 مع محامية روسية على ارتباط بالكرملين في برج "ترامب تاور" في نيويورك، كان الهدف منه الحصول على معلومات مسيئة لمنافسة ترامب الديموقراطية هيلاري كلينتون. © 2017 AFP
مشاركة :