الخوف من الأخبار الزائفة يتجاوز تأثيرها في الواقع بألمانيا

  • 10/31/2017
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

على الرغم من أن القصص الإخبارية الزائفة لم تؤثر على انتخابات ألمانيا، إلا أن الضجة والخوف تركا تأثيرا كبيرا، جعل العديد من الألمان يواجهون صعوبة في عدم التفكير بها. يعتقد ما يقرب من واحد من كل ثلاثة ألمان أن ما يطلق عليه الأخبار الزائفة لعبت دورا رئيسيا في نتائج الانتخابات العامة في ألمانيا في 24 سبتمبر/ أيلول عام 2017. وقد تم طرح هذا الرقم  من طرف مؤسسة "المسؤولية الجديدة" (س. ن. ف) وهو مركز أبحاث في برلين، استنادا إلى استطلاع للرأي أجري بعد أسبوع من انتخاب معهد "كنتار بابليك"، وهو معهد بريطاني مستقل للبحوث السياسية والاجتماعية. وكانت نتائج الاستطلاع مفاجئة خاصة وأن سلطات تأمين الانتخابات وخبراء من وسائل الإعلام ،كانوا قد أكدوا للناخبين عدم وقوع  حالات قرصنة أو دعايا مبالغ بها. ويبدو أن خوف الناخبين من الأخبار الزائفة الذي تجاوز بكثير التأثير الفعلي لها شيئا متناقضا. لكن ألكسندر سانغيرلاوب، رئيس مشروع "قياس الأخبار الزائفة" في مركز (س. ن. ف). فهو يرى علاقة قوية بين الخوف من التضليل المحتمل خلال الإنتخابات واهتمام وسائل الإعلام التي رافقته، مضيفا أن انطباعات الإنتخابات الأميركية لعام 2016 لعبت دورا رئيسيا. التأثير الكبير لدونالد ترامب كما أن عدم وجود جهد متضافر للتمييز بين المعاني المختلفة لمصطلح الأخبار الزائفة في الولايات المتحدة وألمانيا أيضا ترك الناخبين الألمان معنيين بهذا الأمر بعد رؤية انتشار هذا المحتوى في الولايات المتحدة. ولا تزال العديد من المجموعات في الولايات المتحدة تستعرض التأثير الكلي للأخبار الزائفة على الانتخابات الرئاسية لعام 2016. وقد استخدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وغيره من الشعبويين هذا المصطلح لمهاجمة وسائل الإعلام. بالنسبة للرئيس الأمريكي، فذلك يشمل شبكة "سي إن إن " وكل شبكات التلفزيون والصحف مثل نيويورك تايمز وواشنطن بوست. من ناحية أخرى، ففي الجدل القائم بألمانيا، غالبا ما يطبق هذا المصطلح على خطاب الكراهية على الإنترنت. وهذا التباس في المصطلحات ينعكس أيضا في كيفية تعريف مجموعات مختلفة من الناخبين للأخبار الزائفة. واقترح سانغرلاوب أن من لا يثقون في وسائل الإعلام ويصوتون أيضا لصالح حزب"البديل من أجل ألمانيا "اليميني الشعبوي، من المرجح أن يعتبروا ذلك أخبارا زائفة بطريقة مشابهة لترامب. ولذلك، فإن سانغيرلاوب أكد أنه ليس مندهشا من أن ناخبي حزب البديل كانوا أكثر قناعة بأن "هناك الكثير من الأخبار الزائفة في العالم." وفى استطلاع على هذا البيان، فقد وافق 61 فى المائة من الألمان، وباضافة عدد من مؤيدى حزب البديل فارتفع الرقم إلى71 فى المائة. صدى مختلف في دائرة ( سايلو) المعلومات لحزب البديل وردا على سؤال المؤشرات الدالة على تأثير الأخبار الزائفة، أجاب سانغيرلاوب: "إن الأخبار الزائفة تعمل جيدا في المكان الذي وجهت له، حيث يمكن أن تدفع نسخة مزيفة من الواقع بطريقة مفيدة سياسيا". وأضاف انه في مثل هذه "الحقيقة البديلة" من السهل أن تقرأ مثلا أن "اللاجئين غير المتعلمين يتدفقون عبر الحدود في مجموعات، يرتكبون جرائم ثم تقوم الحكومة بإيوائهم وإطعامهم." ويضيف سانغيرلاوب ان هذا هو المنطق الذى يستخدمه حزب البديل أكثر من أي حزب آخر، وأن هذه القصص تكمن فى غرف الصدى وفقاعات المرشحات التى تخلقها مواقع التواصل الاجتماعي والمدونات اليمينية والمواقع الإخبارية التى يكررها ناخبوها. يظهر الاختلاف بين ناخبي حزب "البديل" وغيره من ناخبي الأحزاب الأخرى عندما يتعلق الأمر بوجهات النظر حول الأخبار الزائفة يمكن أن ينظر إليه في مقارنة مباشرة مع ناخبي "حزب الخضر". ويمكن تفسير التفاوت الضخم جزئيا، ولكن ليس كليا، من خلال اختلاف النهجين المختلفين لاستخدام وسائل الإعلام. يفضل ناخبو حزب "البديل" مواقع التواصل الإجتماعي كمصدر بدرجة أكبر بكثير من الناخبين من أي حزب آخر. والجدير بالملاحظة أيضا أن 17 في المائة من جميع الناخبين الذين شملهم الاستطلاع أفادوا بأنهم تلقوا أخبارهم حصرا عبر وسائل التواصل الاجتماعي. لم يكن تحليل مركز أبحاث (س. ن. ف) قادرا بشكل دقيق على اكتشاف نشأة الإعتقاد بأن الأخبار الزائفة أثرت على الانتخابات الألمانية. لكن فريق سانغيرلاوب أكد أنه لا يمكن اغفال أهمية تقارير وسائل الإعلام المبالغ فيها حول الأخبار الزائفة. أثناء إجراء الانتخابات الألمانية، احتل البحث عن كلمة "أخبار زائفة" في غوغل تصنيفا أعلى بكثير من عمليات البحث عن قضايا الحملات المتعلقة بـ"المساواة الاجتماعية" أو"مراقبة الإيجارات" على الرغم من أن تأثيره كان أقل تأثيرا على حياة الناخبين. وقال سانغيرلاوب أن الأمر متروك للسياسيين لمعرفة كيفية الوصول إلى الناخبين الذين لا يصدقون كلامهم والذين يرفضون ما تخرج به عليهم وسائل الإعلام. وأضاف "أن ذلك سيكون أحد التحديات الرئيسية فى عصر"الإعلام البديل" و"الحقائق البديلة". وعرض سانغيرلاوب ما قد يبدو وكأنه مشورة للناخبين وهي: ​​الاهتمام بمعرفة مصدر الأخبار. والتأكد من أن القصة تأتي من مصدر موثوق به. لكنه أضاف في النهاية أن هناك شيئا مفقودا في هذا العصر السريع وهو: امتلاك الوقت الكافي للنظرعن كثب فيما تشاهده وقراءته والتحقق منه . مارسيل فورستناو/ س.م

مشاركة :