اختتمت جولة جديدة من محادثات السلام حول سوريا في أستانة اليوم الثلاثاء، باقتراح قدمته روسيا يقضي بعقد اجتماعات سياسية بين ممثلي النظام والمعارضة، التي سارعت إلى التعبير على الفور عن شكوكها. وخلافا للمسار السياسي لاجتماعات جنيف، تركز عملية السلام في أستانة حتى الآن على القضايا العسكرية مع إنشاء مناطق لخفض حدة التوتر. لكن يبدو أن موسكو التي تدعم بشار الأسد، تحاول أن تجد مسارا سياسيا لعملية أستانة. وفي ختام الجولة السابعة من المحادثات في عاصمة كازاخستان، لم تعلن الدول الراعية لها، وهي روسيا وإيران حليفتا النظام، وتركيا الداعمة للمعارضة، تحقيق أي تقدم ملموس في بيانهم المشترك، ولا سيما على الصعيد الإنساني أو تبادل السجناء. بالمقابل قدم رعاة المحادثات «مبادرة روسية»، لتنظيم «مؤتمر حوار وطني سوري» في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني، في سوتشي (جنوب روسيا). ونشرت وزارة الخارجية الروسية على موقعها على الإنترنت قائمة تضم 33 منظمة سياسية وجهت إليها الدعوة، وضمنها تشكيلات موالية للنظام، وكافة أطياف المعارضة. ودعا ممثل روسيا في أستانة، ألكسندر لافرنتيف، الأطراف إلى قبول هذه الدعوة لتقديم مقترحاتهم. وأضاف، أن «هذا الحدث يجب إدراجه ضمن جهود المجتمع الدولي لإيجاد آليات فعالة للتوصل إلى اتفاق سياسي». إلا أن ممثلين عن المعارضة أبدوا شكوكا إزاء ذلك. وقال يحيي العريضي، المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات التي تضم مجموعات معارضة رئيسية، إن مثل هذا الاجتماع سيوجه «رسالة خاطئة» حول سوريا. من جهته، قال ياسر عبد الرحيم، وهو أحد قادة الفصائل، بينما كان يلوح بصور أطفال قتلى في أستانة، «لقد طلبنا من روسيا أن تتوقف أولا عن قتل أطفالنا». ومحادثات أستانة التي تستضيفها حليفة روسيا فى آسيا الوسطى، تعتبر محاولة من قبل الكرملين للتهدئة في سوريا بعد التدخل العسكري الروسي الذي بدأ في 30 سبتمبر/ أيلول 2015. إلا أن هذا التدخل أدى إلى تغيير الأوضاع، وساعد بشكل خاص الرئيس بشار الأسد، على استعادة السيطرة على أكثر من نصف سوريا، من دون أن يكسر عزلته على الساحة الدولية. وقد أدى مسار أستانة إلى الاتفاق على إقامة أربع مناطق لخفض التوتر في سوريا في مناطق إدلب وحمص والغوطة الشرقية، قرب دمشق، وفي الجنوب.«مبادرة» وبالتالي، ساهم ذلك في تهدئة العنف في سوريا أكثر من أية جهود دبلوماسية أخرى، لكنه لم يتطرق إلى العقبات السياسية الرئيسية التي تحول دون السلام في سوريا، خصوصا مستقبل الأسد. وتشكل هذه المسائل موضوع مناقشات موازية ترعاها الأمم المتحدة في جنيف، حيث من المقرر عقد جولة جديدة من المفاوضات في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي في موسكو الثلاثاء، إن الاقتراح الروسي بعقد اجتماع بين القوى السياسية السورية، لا «ينافس» مسار الأمم المتحدة، لكنه يتعلق بـ«اتخاذ مبادرة». وأضاف، أن الاقتراح «هدفه الذهاب خطوة أبعد من أجل توسيع دائرة المشاركين السوريين في عملية حل» النزاع، الذي إدى إلى مقتل 330 ألف شخص، وبالتالي «إضفاء أقصى ما يمكن من الشرعية على القرارات التي قد يكون بإمكانهم اتخاذها». وفيما يتعلق بمواضيع أخرى مدرجة على جدول الأعمال، لم تسفر الجولة السابعة في أستانة عن تقدم ملموس، وشددت الدول الراعية على «حاجة» الأطراف إلى إطلاق سراح الأسرى، و«ضرورة» زيادة المساعدات الإنسانية. وقد تم الإبلاغ عن حالات سوء تغذية حاد في الأسابيع الأخيرة في الغوطة الشرقية. وأعلنت الأمم المتحدة والهلال الأحمر الإثنين، أن قافلة تضم 49 شاحنة تحمل مواد غذائية وأدوية دخلت المنطقة المحاصرة منذ العام 2013. والثلاثاء، قتل ستة أطفال على الأقل جراء قصف للنظام السوري في بلدة جسرين في منطقة الغوطة. ومن المتوقع أن يبحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء في طهران النزاع السوري مع نظيره الإيراني حسن روحانى.شارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)
مشاركة :